الانهيارات والانزلاقات الصخرية في اليمن البيئة مصطلح شائع الاستخدام في الأوساط العلمية ، كما يشيع استخدامه أيضا عند عامة الناس ، وفي ضوء تلك العمومية نجد تعاريف عديدة تختلف باختلاف علاقة الإنسان بالبيئة. كذلك يمكن النظر إلى البيئة من خلال النشاطات البشرية المختلفة ، كأن نقول ، البيئة الجيولوجية ، البيئة الزراعية ، البيئة الصناعية ، البيئة الثقافية ، والبيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ، ويحصل منه على مقومات حياته. والبيئة بالمعنى العلمي المتداول تتمثل في ثلاث جوانب رئيسية هي جانب اقتصادي ، وجانب اجتماعي ، وجانب فيزيائي (طبيعي). اما الجيولوجيا البيئية فهي العلم الذي يهتم بدراسة علاقة الانسان بالارض واستغلال مواردها الطبيعية من مياه وانهار ومياه جوفية وخامات اقتصادية ويهتم ايضا بدراسة علاقة الانسان بالتربة الزارعية والصحراوية ، والنشاط الزلزالي والبركاني ، وعلاقتة بمصادر الطاقة والبحث عنها. كما يختص هذا العلم بتلوث البيئة ومصادرها وكيفية القضاء عليها اوالتقليل من اثارها الضاره ويهتم ايضاَ بتطبيق الاسس والمعلومات الجيولوجية لمعالجة مشاكل الانسان على سطح الارض. والانزلاقات الارضية هي احدى المشاكل البيئية التي تهدد العالم وتحدث عادةً على المنحدرات متى توافرت العوامل المسببة لذلك ، وقد يحدث الانهيار فجائياً او على مراحل او على فترات متباعدة. وكون اليمن تعتبر من البلدان النامية التي تحتاج الى الدعم في مواجهة الكوارث الطبيعية والتخفيف منها فقد بداء الاهتمام بدراسة الانهيارات والانزلاقات الأرضية في الآونة الاخيره وخاصة بعد حدوث العديد منها في مناطق مختلفة في الجمهورية اليمنية بالاضافة الى الزيادة في أعداد السكان وما أعقبها من زيادة في ظاهرة التحضر والحاجة إلى إنشاء مباني جديدة حول المدن التي تحيط بها المرتفعات إذ يهملون اثر تلك المخاطر التي تؤدي الى تدمير المساكن والبنية التحية للبلاد. لذلك فانه من الضروري تحديد مواطن الاستيطان في المناطق التي لا تتعرض إلى ظاهرة الانزلاقات الأرضية أو إيجاد الوسائل اللازمة لحمايتها منها. حيث تقوم هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية ممثلة برئيسها الدكتور/ اسماعيل ناصر الجند باعداد الدراسات والحلول المناسبة وتقييم تلك المخاطر بالاضافة الى تأهيل وتدريب الكوادر من اجل القيام بتلك الاعمال. وهنا يمكن ايجاز بعض الاسباب الاساسيةالتي تؤدي الى حدوث الانهيارات الارضية في اليمن: 1- التراكيب الجيولوجية (الصدوع والفواصل والشقوق): ان مناطق الانزلاقات الارضية في الجمهورية اليمنية تأثرت صخورها النارية والمتحولة والرسوبية بالعديد من الصدوع والشقوق والفواصل عند تكوينها بالاضافةالى الحركات التكتونية القديمة والمصاحبة لانفتاح البحر الاحمر وخليج عدن التي ادت الى رفع وخفض بعض القطاعات الجيولوجية في تلك المناطق حيث ان بعض الصدوع والشقوق والفواصل العديدة تأخذ اتجاهات مختلفة مما جعلها غير مستقرة جيولوجياً وجعلها شديدة الانحدار مما سهل عملية التعرية الطبيعية التي تساعد على حدوث الانهيار وتساقط الكتل الصخرية. وهذه الاحداث التكتونية جعلت تلك المناطق غير مستقرة جيولوجياً كونها تقع على ملتقى حواف الصدوع ، وهذه الصدوع نشطة اي مازلت في وضع غير مستقر نتيجة وجود بعض الشقوق السطحية فيها والتي تظهر بين الحين والاخر في بعض المناطق وتأخذ نفس اتجاه الصدوع التي تتواجد فيها وهذه تساعد على حدوث الانهيار الارضي كون المباني السكنية بنية على حواف وملتقى هذه الصدوع بالاضافة الى جرف المدرجات الزراعية. كما ان عوامل التعرية القديمة والحديثة في تلك المناطق ادت الى تهشم وتفتت وتحلل بعض اجزاء الصخور الى اطيان على امتداد واسع حيث تنكشف هذه الصخور الطينية في اماكن عدة ومن ضمنها مناطق الانهيار الارضي التي يصل سمك الطبقات الطينية فيها الى اكثر من 3 متر. وهذه الصخور الطينية تلعب دوراً اساسياً في عملية الانهيار الارضي ، والبعض منها تنكشف على هيئة عدسات اذ يتراوح سمكها في بعض الاماكن الى اكثر 30 سم. 2- الميل والانحدار نجد ان معظم مناطق الانهيارت والانزلاقات الارضية في اليمن تمتاز بانحدارات شديدة تؤدي الى عدم استقرار الكتل الصخرية والتربة الواقعة عليه ، وكلما زاد الميل اختل الثبات والاستقرار وبدأ الانهيار بالحركة نحو الاسفل او يبقى في وضع غير مستقر ، والميل مظهر طبيعي لتركيب جيولوجي اولي او ثانوي. وينهار المنحدر الذي يتمتع بزاوية ميل اكبر من زاوية توازن القوى المؤثرة فية ، حيث زاوية الميل قد تصل في بعض المناطق الى اكثر من º85 درجة شكل (1) ، وبالتالي تصبح هذه المناطق عرضة لتساقط الكتل الايلة للسقوط وزحف التربة نحو الاسفل تحت تأثير الجاذبية الارضية الطبيعية وبعض العوامل الاخرى. وهذه الانحدارات الشديدة ناتجة عن الحركات التكتونية العنيفة والصدوع التي حدثت في العصور الجيولوجية الغابرة بالاضافة الى عوامل التعرية اللاحقة التي ادت الى تكوين انحدارات شديدة الانحدار والى تشققها وخلخلتها وانهيارها بفعل اضعاف قوى الترابط فيما بينها. والانحدارات تعتبر من اهم الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى انزلاق الكتل الصخرية وزحف التربة وجعل المنطقة غير مستقرة جيولوجياً. 3- تأثير الجاذبية الارضية: ان الجاذبية الارضية تلعب دوراً كبيراً في عملية الانهيارات والانزلاقات الصخرية وزحف التربة المفككة والركام الصخري على المنحدرات والتي تؤدي الى تدمير المدرجات الزراعية والمباني السكنية والبنية التحية. وقوة الجاذبية الارضية تزداد بزيادة مقداري الكتلة ودرجة الميل ، اي تتناسب تناسبا طرديا مع مقدار الكتلة ودرجة الميل وتزداد ايضاً عندما تمتلي مسامات الصخور بالمياه اثناء تساقط الامطار. وكلما زادت درجة الميل كلما زادت هذه القوة وبهذا نجد ان ظواهر الانزلاقات الارضية وتساقط الكتل الصخرية وزحف التربة تزداد في المنحدرات الجبلية الشديدة الانحدار عنها في المناطق ذات الانحدارات المتوسطة وتكون قليلة في السهول التي درجة انحدارها صغيرة. حيث ان مناطق الانهيارات والانزلاقات الارضية وزحف التربة في الجمهورية اليمنية تتمييز بانحدرات شديدة تصل في بعض الاماكن الى اكثر من 85º درجة شكل (1) ، ويوجد فيها كتل صخرية معلقة ومتشققة على ارتفاعات مختلفة نتيجة الحركات التكتونية القديمة وعوامل التعرية المختلفة حيث ترسب عليها الرواسب الحديثة المتكونة بعوامل التعرية مما شكل كتل غير مستقرة تراكمت على المنحدرات الشديدة الانحدار والكتل المعلقة على ارتفاعات متباينة مما جعلها تكون قوى ضغط رأسي ومائل الى اسفل تحت تأثير وزنها فتعمل الجاذبية الارضية على شد تلك المواد الى اسفل وانهيارها. كما ان وجود العديد من الشقوق والفواصل في الكتل الصخرية المعلقة تساعد الجاذبية الارضية على جذبها الى اسفل نتيجة لثقلها وامتلاء مسامات هذه الكتل بالمياه اثناء تساقط الامطار وضعف قوى التماسك بين حبيباتها. وان عدم الاستقرار هنا ناتج عن تأثير التجوية والتعرية التي تقلل من مقاومة ا سطح المنحدرات الصخرية وتسهل عملية انزلاق الصخور غير المتماسكة او زحف التربة الى اسفل المنحدرات بواسطة قوة جذب الارض لها. او بمعنى اخر يحدث الانهيار نتيجة لزيادة القوى المسببة للانهيار عن القوى المعاكسة لها والاولى سببها قوة الجاذبية والثانية مقاومة ناتجة عن قوة التماسك والاحتكاك بين الحبيبات. ويحدث هذا الانزلاق عادة عند نقاط الضعف الموجودة مثل الشقوق الناتجة عن اجهادات الشد. 4- تأثير مياه الامطار والينابيع: تعد الامطار من اهم عناصر المناخ ارتباطاً بحياة الانسان في اليمن لانها المصدر الوحيد لمياه الشرب والري في اليمن ومتمثلة في الأودية الموسمية المنتشرة على نطاق واسع باليمن ، كما انها تتحكم في عناصر البيئة المختلفة كالتربة ونوع الغطاء النباتي وكثافته وتوزيع السكان اذ يتركز سكان اليمن في المناطق الغزيزة الامطار. وتعتبر الامطار احد الاسباب الرئيسة التي تؤدي الى الانهيارات والانزلاقات الارضية في اليمن نتيجة لتأثر الصخور بالعديد من الشقوق والفواصل اثناء تكوينها او من خلال العمليات الجيولوجية اللاحقة لتكوينها بالاضافة الى عوامل التعرية الاخرى. فعندما تتشبع هذه الصخور بمياه الامطار اوالضباب الكثيف المشبع ببخار الماء الذي يستمر الى عدة اشهر خلال فصول السنة اوالعيون والينابيع من خلال الشقوق والفواصل الموجودة فيها شكل (2) ، تؤدي الى تقليل واضعاف قوى التماسك والشد والاحتكاك بين اسطح التلامس للكتل الصخرية وتعمل ايضاَ على غسيل واذابة المواد اللاحمة في الصخور وتكوين مادة غروية او صابونية تسهل عملية انزلاق الصخور او التربة التي تعلوها كما انها تشكل حمل وثقل اضافي على الطبقات الصخرية مما يؤدي الى زيادة الوزن وتشقق الصخور نتيجة الثقل الواقع عليها مما يسهل عملية الانزلاق للمكونات الصخرية. كما ان وجود بعض الطبقات الطينية التي تتموضع عليها الكتل الصخرية المعرضة للسقوط تساعد على حدوث الانهيارات الصخرية لان هذه الطبقات لها قابلية شديدة لامتصاص المياه والانتفاخ والتشقق بعد فقدانها للمياه وبذلك تكون محفزة لحدوث الانهيارات وتساقط الكتل الصخرية. كما ان من اهم خصائص التربة في اليمن انها خفيفة الى متوسطة القوام ، وذات مسامية متوسطة الى جيدة ، لان الكثير منها غني بالجزيئات الرملية والحصى والحجارة ، وتسمح هذه التربة بتغلغل جيد لمياه الامطار ومياه الري ، وبالتالي تخفض الحت المائي بالاضافة الى الرطوبة سواء كانت متوفرة على شكل مطر أو ندى فإنها تعمل على إضعاف الصخر كيميائيا وميكانيكيا. 5- الزلازل: الزلازل او الهزات الارضية هي احدى الظواهر الطبيعية التي تصيب بقاعاً عديدة من الارض بصورة دورية ومنتظمة تقريباً وتصيب مواقع اخرى بصورة مفاجئة مسببة في كلا الحالتين الكوارث والدمار اذا كانت شدتها كبيرة ، واذا صادفت ووقعت بؤرتها تحت مناطق مأهولة بالسكان. او بمعنى اخر هي ارتعاش وتحرك وتموج عنيف لسطح الارض يعقب ذلك تحرر الطاقة من الغلاف الصخري وهذه الطاقة تتولد نتيجة لازاحة عمودية او افقية بين صخور الارض عبر الصدوع التي تحدث لتعرضها المستمر للتقلصات والضغوط الكبيرة. فالزلازل الارضية تولد امواجا طولية وامواجا عرضية والتي تتراكب فيما بينها بالقرب من القشرة الارضية فتزداد سعتها مما يولد قوى تزعزع استقرار الصخور على المنحدرات فتؤدي الى حصول الانهيارات الارضية او الى انزلاق المنحدرات. والهزات الارضية يصاحبها العديد من الشقوق والانهيارات الارضية وتساقط الكيل الصخرية او يهيئها لحدوثها وانطلاقها نحو الاسفل بكتل متفاوتة الحجم والشكل والوزن تنطلق من المرتعفات والسفوح بفعل القوى الرأسية والافقية للموجات الزلزالية في مناطق البؤر السطحية للزلازل والمناطق المجاورة او في تلك المناطق التي تصلها الموجات الزلزالية المدمرة بحسب قوة الزلزال وحدة التضاريس وتأثير قوى الجاذبية الارضية وبعض العوامل الاخرى وان التأثير غير المباشر للموجات الزلزالية تؤدي الى خلخلة الكتل الصخرية والتربة الغير مستقرة مما يؤدي الى اضعاف مستويات الاسناد في الحواف والمنحدرات الجبلية ، كما لوحظ العديد من تلك الانهيارات الارضية بعد زلزال ذمار 1982 وزلزال العدين. والهزات الارضية التي تحدث بين الحين والاخر في كل من البحر الاحمر وخليج عدن وخليج تاجورا في جيبوتي وخاصة التي تبلغ قوتها 4.5 بمقياس ريختر نتيجة الاجهاادات للتوسع المحوري لكل من البحر الاحمر وخليج عدن لها تاثير مباشر او غير مباشر على بعض المناطق بحكم ارتفاعها من ناحية وقربها من مصدر الهزات الارضية او انها تقع ضمن الصدوع الموازية لانفتاح البحر الاحمر وخليج عدن من ناحية اخرى. وهنا يمكن القول ان الزلازل تعتبر كعامل محفز لحدوث الانهيارات والانزلاقات الارضية والشكل (3) يوضع بعض مواقع الانهيارات ومواقع الهزات الارضية في اليمن. 6- تأثير درجة الحرارة: تعد الحراة من اهم عناصر المناخ لما لها من تأثير مباشر على عناصر المناخ الاخرى. واليمن تتميز بدرجات حرارة مرتفعة صيفياً ومنخفضة شتاء وتنخفض درجات الحرارة بفعل عامل الارتفاع. ونتيجة لاختلاف درجات الحرارة اثناء الليل والنهار تؤدي الى استمرار تمدد الصخور وانكماشها وهذا يؤدي بدورة الى خلخلة اجزائها وتفتتها ، كما ان التغير في درجة الحرارة يؤدي الى تولد ضغوط وجهود متباينة في الصخر وفي اتجاهات مختلفة يكون نتيجتها على مر الوقت حدوث التشققات في الاتجاهات المختلفة مما يساعد على تهشم الصخر وتفتته خصوصاً في الطبقات الخارجية منه ، ثم يمتد التأثير الى الطبقات التي تليها من الداخل وهكذا. كما إن الصخور ليست جيدة لتوصيل الحرارة وان انتقال الحرارة من السطح إلى الداخل يكون قليلا وبالتالي لا تتمدد الأسطح الداخلية بنفس تمدد وتقلص السطوح الخارجية وهذا يؤثر على مدى انفراط وتكسر الصخر. حيث انه كلما زادت الحرارة والرطوبة تزداد التجوية الكيميائية والعكس صحيح وإذا قلت الحرارة والرطوبة زادت التجوية الميكانيكية والعكس صحيح, ويظهر تنوع عمليات التجوية وتفاوتها حسب كميات الأمطار والحرارة حيث تصبح التجوية كيميائية نشطة في المناطق التي تزداد فيها درجة الحرارة والأمطار. وتزيد عملية التجوية الكيماوية بحوالي الضعف أو الثلاثة أضعاف لكل ارتفاع في درجة الحرارة يعادل عشر درجات مئوية كما أن انخفاض درجة حرارة الماء إلى ما دون نقطة التجمد يزيد من نشاطه الميكانيكي ، كما انه تشتد عملية التجوية الميكانيكية الناجمة من التغيرات في درجات الحرارة. ففي حالة تجمد الماء يزداد حجمه في الفراغات الصخرية بنسبة 9% مما يضغط على الصخور ويفتتها ويشققها. وقد يصل ضغط الماء المتجمد والمحصورر في الصخور عند درجة الحرارة – 22ْم إلى 2100 طن / قدم مربع. 7- الاشجار والحشائش: كما ان وجود بعض الاشجار والحشائش ذات الجذ ورالكبيرة الموجودة في مناطق الانزلاق الارضي تلعبت دوراً كبيراَ في عملية الانزلاق حيث ترسل او تمتد او تنتشر او تنمو جذورها داخل شقوق وفجوات الصخور الموجودة فيها وهذا يؤدي الى توسعها وتكسرها نتيجة نمو وحركة هذه النباتات داخل الشقوق كما انها تساعد على غور وتسرب المياه مما يؤدي الى تفتت الصخور وتحولها الى حطام مع مرور الزمن شكل (4). 8- الاعمال الانسانية: ان العوامل البشرية او الصناعية لها تأثير كبير كونها تعتبر عوامل محفزة لحدوث الكوارث الطبيعية وعلى نطاق واسع في مختلف المناطق اليمنية على امتداد التوسع والنشاط العمراني والزراعي والصناعي المرتبط باستخدام الاراضي في المدن الرئيسية والثانوية وعلى مستوى الارياف. اما في الوقت الحاضر فان قلة رقعة الارض المنبسطة دفع الناس الى البناء على المنحدرات وعلى مجاري السيول وجوانب الوديان وازالة الغطاء النباتي بالاضافة الى شق الطرق التي تصل الى مواقع تلك المنشات بطرق عشوائية ، كما ان عمليات الحفر والتحجير للاطراف السفلية للمنحدرات باستخدام المتفجرات (الديناميت) من اجل استخراج الصخور والتربة لاغراض البناء ورصف الطرقات وبعض الاحتياجات الاخرى حيث ان جزء كبير من هذه الكتل الصخرية التي يتم ازالتها تكون معظمها جدران ساندة للركام الصخري والتربة اعلاه مما يؤدي الى عدم استقرار الصخور في تلك المناطق ، بالاضافة الى توسع الشقوق القديمة وتكون شقوق جديدة في اتجاهات مختلفة كما تؤدي الى خلخلة قوى الترابط بين الطبقات الصخرية في تلك المناطق وسقوطها نتيجة العوامل الطبيعية المحفزة لذلك. والشكل (5) يوضح التكهفات الصخرية الناتجة عن العوامل الطبيعية والانسان. التوصيات: - نشر الوعي البيئي في اوساط المجتمع من خلال وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من اجل توعية الناس بمخاطر الانهيارات الارضية والبناء العشوائي ومدى اهمية الرجوع الى جهات الاختصاص لتفادي اي اضرار وخسائر مادية وبشرية مما يؤدي الى صعوبة مواجهة الدولة لمثل هذه الكوارث نظرا لعدم توفر الامكانيات المناسبة لذلك. - الرجوع الى جهة الاختصاص عند تنفيذ اي مشاريع انشائية من اجل عمل دراسات جيولوجية وتكتونية وزلزالية بالاضافة الى دراسة ميكانيكية التربة والصخور للمواقع المراد استخدامها. - تصميم وتنفيذ قنوات تصريف لمياه الامطار لمنعها من التغلغل ووصولها الى الكتل الصخرية الايلة للسقوط ، بحيث هذه القنوات تخترق الطبقات الطينية حتى الوصول الى السطح الصلب من اجل منع تشبع الطبقات الطينية بالمياه. وعدم استحداث اي تصريف عشوائي غير مدروس لمياه الامطار في مواقع الانهيار الارضي. بالاضافة الى رفع مخلفات الانهيار في بعض المجاري المائية التي تعمل حاليا على تغيير مسار اتجاه مياه الامطار. - تفتيت وتكسير الكتل الصخرية المعلقة والتي تهدد المباني المتناثرة اسفل المنحدرات بطرق فنية حديثة من اجل عدم احداث اي اضرار في في تلك المناطق كونها مزدحمة بالسكان. اوعمل جدران وحواجز اسمنتية تمنع من تساقط الكتل الصخرية وتعبئة الشقوق والفواصل بالمواد الاسمنتية من اجل منع وصول مياه الامطار وتخللها فيها. - عدم البناء على المنحدرات او على المساكن المتواجدة فيه كونه تشكل حمل اضافي على المنحدرات وعدم استحداث اي مباني او ا دوار اضافية على المباني التي تتواجد او تتناثر اعلى واسفل المنحدرات لما تشكل حمل اضافي على المنحدر. - اخلاء المنازل التي تعرضت للشقوق نتيجة تساقط الكتل وتحسبا لسقوط مفاجيء للكتل الصخرية اعلاها التي سوف تؤدي الى تدمير المنازل والمدرجات الزراعية اسفل المنحدرات. - عدم الاقتراب من اماكن تساقط الكتل الصخرية وبالذات خلال سقوط الامطار لان بعض مجاري مياه الامطار الاتية من قمم الجبال تمر عبر مناطق الانهيار ، حيث تعمل المياه على تعرية واذابة وجرف المواد الساندة لهذه الصخور. - المراقبة المستمرة للشقوق والفواصل الموجودة في تلك المناطق وبالذات خلال موسم سقوط الامطار وذلك لمعرفة مدى اتساع هذه الشقوق وظهور شقوق جديدة. - اعداد خرائط جيوبيئية يحدد عليها مواقع الانهيارات الارضية في الجمهورية اليمنية ومدى درجات خطورتها من اجل الاستفادة منها مستقبلاَ. *الباحث طالب دكتوراة في مجال الهندسة البيئية الجيولوجية في جمهورية الصين الشعبية جامعة جيلين |