BBC -
محاكمة صدام تستأنف بعد ثلاثة أسابيع
قرر القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن، رئيس المحكمة الخاصة، رفع جلسات محاكمة الرئيس العراقي المخلوع وسبعة من أعوانه بتهمة ارتكاب جرائم قتل في بلدة الدجيل، وذلك بعد الاستماع إلى إفادتي صدام وبرزان.
وأعلن القاضي أن المحكمة ستعود للانعقاد مرة أخرى بعد ثلاثة أسابيع.
وكان القاضي رؤوف قد أمر بجعل الجزء المتبقي من جلسة الأربعاء مغلقة، وذلك بعد 15 دقيقة من بدء صدام الإدلاء بإفادته، وبعد أن دعا صدام إلى "مقاومة الغزاة".
وقال الرئيس السابق: "أدعو شعبي لبدء مقاومة الغزاة بدلا من قتل بعضهم البعض".
ويحاكم صدام وسبعة متهمين فيما يتعلق بمقتل 148 شخصا في قرية الدجيل الشيعية في أعقاب محاولة لاغتياله عام 1982.
ووصف الرئيس السابق المحاكمة ضده بـ"الملهاة"، وقد نفى أخوه غير الشقيق ومسؤول استخباراته السابق برزان إبراهيم التكريتي في وقت سابق أن يكون له أي دور في عمليات القتل.
"الإضرار بشعبنا"
وقال صدام إنه شعر بألم حينما سمع مؤخرا "عما يهدف للإضرار بشعبنا".
وتابع قائلا عن شعب العراق "لا يمكن أن يأتي بتلك الأفعال"، في إشارة لتفجير المرقد الشيعي في سامراء والذي أثار سلسلة من الاشتباكات الطائفية.
وحينما عنف القاضي صدام حسين لاستخدام المحكمة كمنتدى سياسي، رد صدام قائلا: "أنا رئيس الدولة".
وقال القاضي: "لقد كنت رئيس الدولة، ولكنك الآن متهم."
وتابع صدام قوله محذرا العراقيين من مغبة شن مزيد من الهجمات الطائفية: "ستعيشون في ظلام وأنهار من الدم دون مبرر".
كما أثنى على المسلحين في العراق ووصفهم بأنهم "مقاومون للغزو الأمريكي".
وقال القاضي لصدام: "لا تتحدث بخطاب سياسي. دافع عن نفسك وتجنب الخطب السياسية".
ورد صدام: "لولا السياسة لما كنت أنا ولا أنت هنا".
وكانت جلسات المحاكمة السابقة قد تعطلت بسبب احتجاجات المتهمين.
ومثل صدام حسين أمام المحكمة مرتديا حُلة داكنة اللون ودون رابطة عنق.

وقال برزان التكريتي، الذي أدلى بشهادته في وقت سابق من اليوم، إنه عنف قوات الأمن للقيام باعتقالات غير ضرورية في الدجيل وأمر بالإفراج عن الكثير من المعتقلين.
وأضاف: "صافحتهم (المعتقلين) وأطلقت سراحهم".
"توقيع مزور"
وقال برزان إنه تفقد الدجيل على الفور بعد محاولة اغتيال صدام حسين ولم يزرها بعد ذلك قط.
وأضاف أن هيئة حكومية لم تكن خاضعة لسلطته هي التي تعاملت مع تبعات محاولة الاغتيال.
يذكر أن شهودا من سكان الدجيل قالوا خلال جلسات سابقة إن برزان نفسه عذبهم خلال حملة أمنية أعقبت محاولة الاغتيال.
وعرضت على برزان وثيقة، بتاريخ 21 أغسطس/آب 1982 يبدو أنها تحمل توقيعه، وتأمر بمكافآت لضباط المخابرات الذين انخرطوا في الحملة التي أعقبت محاولة الاغتيال في الدجيل.
ونفى برزان أن يكون التوقيع على الوثيقة هو توقيعه، وقال إنه مزور.
وقال برزان إن عمليات الإعدام التي طالت بعض سكان قرية الدجيل "كان لها ما يبررها"، حيث شاركوا جميعا في محاولة اغتيال صدام، في وقت كانت البلاد تخوض حربا مع إيران، على حد قوله.
"إساءة معاملة أمريكية"
ويواجه الزعيم العراقي السابق والمتهمون الآخرون عقوبة الإعدام في حالة إدانتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وينفي المتهمون جميع التهم الموجهة إليهم.
وكان برزان قد مثل في السابق أمام المحكمة مرتديا سروالا داخليا طويلا للإعراب عن ازدرائه للعملية القضائية ضده التي تدعمها الولايات المتحدة.
وجاء يوم الأربعاء مرتديا جلبابا وكوفية حمراء على الرأس.
كما قال إنه يتعرض لمعاملة سيئة من قبل القوات الأمريكية منذ اعتقاله عام 2003
وقال إن مستجوبيه الأمريكيين وجهوا إليه أسئلة مثل "كيف قدم بن لادن إلى العراق"، و"العشرات من تلك الأسئلة ذات الافتراضات الخيالية".
كما شكى برزان التكريتي من حرمانه من الرعاية الطبية رغم طلبه المتكرر، على حد قوله.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 16-يونيو-2024 الساعة: 09:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/28809.htm