كم أنت منافق أيها النظام الدولي ..الصومال.. البلد الأفريقي المذبوح بسيف ذو حدين الصومال.. البلد الأفريقي المذبوح بسيف ذو حدين: حد ذوي القربى، وحد الأباعد. الشعب العربي الأفريقي في قبره الواسع.. عند حافة القرن الأفريقي.. هنا وعند مطلع القرن الواحد والعشرين، تصمُّ الإنسانية آذانها وتستغشي نفاقها، وتسلم قلبها لعولمة تشيَد ملكها على المجازر والدم، على قبر بحجم العالم، على فتيل قنبلة بحجم الكرة المائية المعلقة في الفضاء. إنه الصومال.. هنا، وهنا بالتحديد.. لا تمر عربة النظام الدولي الجديد المحملة بمعلبات الإصلاح، والتغيير، وحقوق الإنسان والحيوان والأقليات. عند مدخل القرن الأفريقي كُتب : "ما أصدق القبور.. ما أكذب العالم"! طائرات النظام الدولي تتحاشى المرور بأجواء الصومال.. " رفيعو المستوى" عليهم أن يسلكوا دروباً أخرى في الفضاء، وصولاً إلى " القبر الأوسع الكبير"!،. الشرق الأوسط – بالمناسبة – لا يبعد كثيراً عن القرن الأفريقي وعن الصومال خصوصاً.. إنها على مرمى بصرٍ منه، لكنه والحق يقال بلد فقير طحنته الحروب والمجاععات، وأسلمة العالم لأكف عصور الخراب، والظلام الأولي: الوسطى أو ما قبلها. الصومال بلا نفط ولا تحيط به مخازن الثروات النفطية، فلماذا سيهتم النظام الدولي بهكذا بلد؟! الإصلاح وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والبيئة والحيوان.. كلها تظل شعارات ملهمة ومفَصلة على حجم ومقاس الشرق الأوسط: والعربي تحديداً.. وإن شئنا الدقة فإنها مفصلة على حجم ومقاس الثروات التي تكنزها هذه المنطقة من العالم. * لماذا يظل الصومال استثناءاً؟ * لأن هذا عالم استثنائي.. ولأنَه مقُودٍ لسلطة نظام دولي استثنائي.. وربما أيضاً – ولعله الأهم: لأن أمريكا لم ترد، ولم تقرر بعد النظر تلقاء مقديشوه، والعودة على شعب الصومال بقليل من بركات اللاهوت المعصرن " لاهوت العولمة ومنظمة التجارة العالمية". * إلا لإنسان في الصومال، وصلت بشارات ورسل النظام العولمي إلى الأصقاع كلها.. وزَع الرجل الأبيض صلواته على شعوب مختلفة، ووصل بإنجيله الجديد : " الإصلاح الديمقراطي، حقوق الإنسان، الانتخابات، وحماية الطيور المهاجرة" إلى كل بيت في الشرق الأوسط. وبقي بشر العاصمة " مقديشو" وغيرها من مدن الصومال مهملون، لا تصلهم إنسانية الإنسان، ولا تشملهم عناية "الرب" ولا تقترب منهم أعين المنظمات العالمية، والأمريكية والغربية المهتمة بالحقوق والحريات المدنية والانتخابية. * أيكون "الرب" غاضب" على هذه الجهة من القرن الأفريقي، حتى يغضب النظام الجديد ويغض بصره عن مأساة بحجم الصومال؟! لماذا دار فور وحدها؟ ولماذا كابول وحدها؟ بل.. ولماذا تل أبيب وحدها؟ النظام الدولي ينتقي ضحاياه بعناية.. تماماً كما ينتقي "حوار يبيه" بعناية المسافة بين واشنطن وتل أبيب تكاد تتساوى معها ومقديشو.. الأولى سالكة على الدوام.. والثانية معزولة مهجورة. * لأنها "سمراء"؟! يسأل صاحبي: ألا يتطوع أحد فيدل المنظمات والمؤسسات الغريبة والعالمية وحكوماتها على الطريق إلى مقديشوا؟ ألا تعلم المنظمات شيئاً عن الصومال؟ لماذا تركز جهدها فقط على الشرق الوسط، ودول بعينها.. أليس الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان؟! * أمراء الحروب يخوضون ،حالياً ، في مقديشو حرباً بالوكالة لصالح سادة النظام الدولي الجديد، في أسبوع واحد كان مئات القتلى ومثلهم من الجرحى والمشردين سقطوا في حرب فاشية لا يعلم أحد من أشعلها، ولماذا، ومن يدفع فاتورة المحرقة؟! فقط " قيل أن مجلس الأمن الدولي أجتمع، وبالكاد أصدر قراراً بحضر الأسلحة عن الصومال.. وتظل الأخبار تتحدث عن سفن أجنبية "" مميزة" تضخ الأسلحة إلى الصومال.. قبل أيام قلائل تسرب إلى وكالات الأبناء خبر سفينة تحمل أسلحة أمريكية كانت في طريقها إلى الساحل الصومالي.. قبل أيام قلائل – أيضاً – نقل على لسان مستشارة الأمن القومي في واشنطن قولها أن أمريكا ستتحالف وتتعاون مع أي كان في الفصائل والجماعات المسلحة داخل مقديشوا.. إذا كان سيضمن لها محاربة أعضاء "القاعدة"!! هل يعني هذا أن أمريكا ملتزمة بحضر مجلس الأمن؟ بل هل يعني أن أمريكا اكتفت بمنع " خيرها" فقط، أم أن المنع لم يشمل " شرها"؟! * الصمت الدولي المخزي حيال مأساة الصومال "يشي بأن يداً خفية، وقوية، تلعب في الخفاء، وتذهب بأعين المجتمع الدولي بعيداً عن حروب الإبادة في الصومال. * منافق، هذا النظام الدولي المفضوح .. النفاق علامة بارزة في سياسات وقرارات واهتمامات النظام العالمي.. المصالح هي التي تحكم وتتحكم.. المصالح والأطماع وحدها هي من تدير معركة النظام في العالم.. مع الإنسان. الأمم المتحدة.. صارت قفازاً يقتنيه الأقوياء متى شاءوا.. لشرعية جرائمهم ومصالحهم وجناياتهم. مجلس الأمن: هذا المخلوق المسخ لم يعد ينظر بسوى أعين السادة الجدد..إنه عالم يحتضر وقبر يتسع.. وعولمة تكتسح الإنسانية. الصومال.. أمراء الحرب.. محاربون بالوكالة.. أطراف دولية تضخ المزيد من الزيت إلى مواقد الحرائق.. نظام دولي كافر بالإنسان في الصومال وأفريقيا.. مؤمن فحسب بإنسان آخر، ليس هو الإنسان على كل حال. كم أنت منافق وسفاح أيها النظام العالمي.. كم أنت قذر. |