|
مهرجان كان للسينماء حدث عالمي وحضور عربي في احتفال بسيط احتضنته العاصمة الفرنسية أعلن "جيل جاكوب" رئيس مهرجان "كان" السينمائي العالمي مع المندوب العام للمهرجان "تيري فريمو" ومديرته الجديدة "كاترين ديمير" عن أفلام وفعاليات الدورة 59 التي تعقد في الفترة من 17 إلى 28 مايو الجاري. وأكد "فريمو" أن أفلام المهرجان ستفتتح بفيلم "شفرة دافنشي" للأميركي "رون هوارد" بطولة "توم هانكس"، مشيرا إلى أن الأفلام التي اختارتها إدارة المهرجان ـ قائمة الاختيار الرسمي ـ للعرض في المسابقتين الرئيسيتين "المسابقة الرسمية" و"نظرة خاصة" تطرح مشكلات مهمة، مثل الحروب والبطالة والتلوث وغيرها من الأزمات. من جانبها، أكدت نجمة السينما الصينية "تشانغ تسي يي" أنها ستكون حكما في مهرجان كان السينمائي لهذا العام. وأضافت أنها تلقت دعوة للانضمام إلى لجنة التحكيم، ولكنها لا تزال في انتظار إعلان رسمي من منظمي المهرجان، ومن المقرر أن يترأس المخرج "الهونغ كونغي"و "ونغ كار واي" لجنة تحكيم المهرجان؛ لتكون هذه أول لجنة تحكيم لمهرجان "كان" تضم حكمين من الصين. أما بالنسبة للأفلام المشاركة فقد تم اختيارها من بين أكثر من ألف فيلم للعرض في المهرجان، الذي تبلغ ميزانيته 20 مليون يورو، ويقام في عدد من دور العرض يزيد مجموع عدد مقاعدها على أربعة آلاف مقعد. ومع الاحتفال بالدورة الـ 60 لمهرجان "كان" العام القادم، يتم العمل في امتداد قصر المهرجانات؛ لإنشاء قاعة جديدة "500 مقعد" بميزانية 50 مليون يورو. شفرة دافنشي.. مثير للجدل وفيلم "شفرة دافنشي" أثار موجة من الجدل؛ حيث تدور الفكرة الرئيسية للرواية حول زواج المسيح من مريم المجدلية، وإنجابها أطفالا منه. من جانبه وصف الأسقف "أنجيلو أماتو" المقرب من بابا الفاتيكان الفيلم؛ خلال حديث في مؤتمر كاثوليكي في روما بأنه "معاد للمسيحية، بشكل حاد وحافل بالافتراءات والإساءات والأخطاء التاريخية واللاهوتية بخصوص المسيح والأناجيل والكنيسة". وأضاف: "آمل أن تقاطعوا جمعيكم الفيلم". حضور عربي وتتنوع المشاركات العربية في دورة هذا العام؛ حيث تشارك الجزائر في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم "السكان الأصليون" لـ"رشيد بوشارب"، وهو إنتاج جزائري مغربي فرنسي مشترك .كما تشارك مصر بفيلم “البنات دول" للمخرجة "تهاني راشد" في قائمة الاختيار الرسمي (أكثر من 50 فيلما؛ لكنه يعرض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان.( كما تشارك تونس بفيلمين، في المهرجان في القسم الجديد للمهرجان "كل سينمات العالم" ـ بحسب رويترز ـ وقالت المخرجة التونسية "سلمى بكار": إن فيلمها الجديد "خشخاش" أو (زهرة النسيان) وفيلم "خرمة" لـ"الجيلاني السعدي" سيشاركان في المهرجان. ومن موريتانيا يشارك فيلم "باماكو" لـ"عبد الرحمن سيساكو"، ويعرض خارج المسابقة الرسمية. ويشارك المخرج الفلسطيني "إيليا سليمان" كعضو في لجنة تحكيم مسابقة المهرجان الرسمية، وقد حصل بفيلمه "يد إلهية" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في دورة سابقة. كما سبق للمخرج الجزائري "الأخضر حامينا" أن حصل على السعفة الذهبية عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر"، بينما حاز المخرج المصري "يوسف شاهين" جائزة تكريمية عن مجمل أعماله. قصة "كان" ومدينة "كان" تقع في منطقة "جراس"، على خليج "الريفيرا" الفرنسي، واشتهرت في الماضي بصيد السمك، وتدين بالفضل في صيتها إلى اللورد "بروجهام" وزير العدل الإنجليزي الأسبق؛ حيث اكتشف هذه القرية عام 1843، وقرر تحويلها إلى مصيف سياحي؛ فشيد فيها أكبر وأشهر فنادق "الكروازيت" (دي لارين) عام 1858؛ كما بنى أيضا كازينو شتويا عام 1907؛ وهذا الموقع مقام عليه حاليا، قصر مهرجان كان السينمائي أو (فيستيفال دي بالي). ويقصد المدينة سنويا نحو 30 ألف زائر منهم 5 آلاف صحفي وعشرة آلاف مشترك في السوق، ويبلغ متوسط سعر الإقامة في فنادق كان الكبرى في أثناء المهرجان ألف يورو في الليلة. وإيجار السيارة 500 يورو في اليوم. وحسب تقدير المهرجان، فإن التعداد البشري للمدينة الصغيرة ـ الذي يبلغ 70 ألف نسمة ـ في هذه الفترة يبلغ 200 ألف نسمة. ويعود تاريخ مهرجان "كان" الذي أقامته رابطة فرنسية تحت رعاية وزارتي الثقافة والخارجية إلي ما قبل عام 1939؛ حيث كان من المقرر أن يقام في ذلك العام؛ لكنه أجل بسبب الحرب العالمية الثانية؛ وأقيمت دورته الأولى في 20 سبتمبر عام 1946. وألغيت ثلاث دورات للمهرجان هي دورات 48 و50 بسبب قلة الميزانية، و68 بسبب أحداث مايو الشهيرة في فرنسا والعالم، وفي عام 1951 تغير موعد المهرجان، ليستمر من 3 إلى 20 أبريل، وتعدل موعده مجددا ليقام في بداية الثلث الثاني من شهر مايو، وفي عام 55 استبدلت بالجائزة الكبرى السعفة الذهبية قمة جوائزه حاليا أو "بالم دور". وفي دورة 59-60 افتتح سوق الفيلم كحدث رسمي، بعد أن كان يقام على هامش المهرجان، وفي 62 أضيف برنامج أسبوع الناقد الدولي، وفي 69 أضيف برنامج أسبوع المخرجين. أقسام المسابقة وعادة ما تختار لجان المهرجان حوالي 50 فيلما طويلا، و30 فيلما قصيرا، في القسم الرسمي من عدد يتجاوز الألف وخمسمائة فيلم تتقدم للمشاركة. وتقسم الأفلام المختارة، حسب اختيارات إدارة المهرجان من الأفلام في القسم الرسمي داخل وخارج المسابقة. ويشمل البرنامج الرسمي للمهرجان مسابقة الأفلام الطويلة ـ أغلبها أفلام روائية وبعضها تسجيلى، وتتراوح من 20 إلى 24 فيلما ـ ومسابقة الأفلام القصيرة؛ وأفلام الطلبة (سيني فونديشن)، وهي اختيار رسمي من المهرجان، وبرنامج نظرة ما أو نظرة خاصة (سيرتن ريجارد) وتشارك فيه أفلام متميزة، ولكنها لم تصل إلى المشاركة في المسابقة. ويتضمن البرنامج الرسمي أيضا أفلاما خارج المسابقة، وفيلمي الافتتاح والختام، وعروضا خاصة، فضلا عن قسم أسبوع النقاد الذي تنظمه جمعية النقاد في فرنسا، وقسم أسبوعي المخرجين الذي تنظمه جمعية المخرجين، علاوة على الأفلام التي تعرض في سوق الفيلم، ويشمل المهرجان أيضا عروضا مختارة تحت عنوان كلاسيكيات "كان". وقد أضاف المهرجان قسمين جديدين داخل إطاره الرسمي، وهما قسم سينما الأطفال، وبرنامج "كل سينمات العالم"؛ الذي يسلط الدول على سينما دول مختارة، كما يضم المهرجان أيضا أنشطة أخرى كثيرة في برنامجه الرسمي. جوائز المهرجان أما أهم الجوائز فهي مسابقة الأفلام الطويلة؛ فتمنح جوائز أفضل: ممثل، ممثلة، مخرج، سيناريو، وجائزة لجنة التحكيم لأفضل عنصر فني، السعفة الذهبية. وتأتي جائزة "السعفة الذهبية" لتتوج أفضل أفلام المسابقة، وتليها أهمية جائزة كاميرا دور أو الكاميرا الذهبية، وتمنح للعمل الأول في كل أقسام المهرجان الرسمية، وتهدف إلى إبراز موهبة المخرجين ومساعدتهم على إنجاز عملهم الثاني؛ وهي جائزة مادية وعينية، أما مسابقة (سيني فونديشن) فتمنح هي الأخرى جوائز مادية كبيرة، ولكنها أقل قليلا من كاميرا دور. وتمنح مسابقة الأفلام القصيرة جائزة أفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم أو اثنين، وهناك جوائز أخرى عديدة تمنح خارج الإطار الرسمي تقدمها جهات مختلفة، منها لجنة الأديان وغيرها. |