المؤتمر نت - اجتازت اليمن عتبة الذكرى الـ 16 للوحدة مع ما تمثله هذه الذكرى بعد ليل طويل من التشطير ومع ما تمثله الوحدة في زمن الشرذمات التي طالت الكثير من الدول واجتياز اليمن الذكرى الـ16 للوحدة ودخولها السنة الـ17 من بابها العريض جاء وهي في مواجهة عدد من التحديات
حاورته في صنعاء - نورما أبو زيد خوند -
القربي ..نتبادل المتطرفين والارهابيين مع السعودية والزنداني غير مطلوب لامريكا
اجتازت اليمن عتبة الذكرى الـ 16 للوحدة مع ما تمثله هذه الذكرى بعد ليل طويل من التشطير ومع ما تمثله الوحدة في زمن الشرذمات التي طالت الكثير من الدول واجتياز اليمن الذكرى الـ16 للوحدة ودخولها السنة الـ17 من بابها العريض جاء وهي في مواجهة عدد من التحديات الداخلية والخارجية كالمعارضة والارهاب والتنمية والفساد وعدم امتلاك الامكانات الاقتصادية
الضرورية للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي اضافة الى ابتعادها خطوات عن حجز مقعد لها في منظمة التجارة العالمية.

لذا التقت الوطن سعادة الدكتور ابو بكر القربي وزير الخارجية والمغتربين اليمنيين وغاصت معه في تفاصيل كل هذه التحديات الداخلية والخارجية وتطرقت الى موضوع التقارب الامني بين اليمن والعم سام اضافة الى علاقة اليمن مع الدول التي تسطر حدودها كالسعودية واريتريا وفيما يلي الجزء الاول من الحوار الذي ينشر على جزأين:

ـــ بداية سوف أبدأ اسئلتي بالحديث عن موضوع الارهاب الذي يلازم اسم اليمن منذ مدة فبالنسبة لهذا الموضوع البعض يقول ان اليمن تسخر من الولايات المتحدة بادعائها مكافحة الارهاب ويؤكد هذا البعض ان مكافحة اليمن للارهاب شكلية وان هروب القاعديين من سجن يمني في الاونة الاخيرة هو اكبر اثبات لما يقولونه.

- هذا اتهام خطير ومعناه ان الولايات المتحدة الأميركية غبية جدا واعتقد ان على الذين يدعون ان مكافحة اليمن للإرهاب شكلية ان ينبهوا أميركا إلى غبائها خاصة وأنها أشادت في آخر تقرير لها بجهود اليمن في مكافحة الإرهاب ونحن في الحكومة اليمنية لن نعلق على ادعاءات هؤلاء الأشخاص ولكن انا أريد ان أؤكد على ثلاث قضايا وهي ان اليمن لا يمكن ان تتساهل في امنها القومي مع اي جهة كانت وان اليمن في مقدمة الدول التي حققت نجاحات في مكافحة التطرف والإرهاب ان لم تكن الانجح والدليل على ذلك ان اليمن اليوم شريك مع السعودية في مكافحة الارهاب، واليمن والسعودية تتبادلان المتطرفين والارهابيين وتتبادلان المعلومات كما اريد ان اؤكد على عدم حصول حوادث ارهابية في اليمن منذ ثلاث سنوات حتى اليوم واذا كان كل هذا ليس بنجاح فليقولوا لنا ما هو النجاح؟

ـــ ولكن ماذا تقولون عن فرار القاعديين من السجن؟

- واضح ان ثمة تقصيرا بالنسبة لهذه القضية.

ـــ هل يجوز تبسيط هروبهم الى هذه الدرجة خاصة وانه يثار ان لما كان بامكانهم الهروب بالطريقة التي هربوا بها لولا تسهيل عملية هروبهم من الداخل؟

- علينا ان نبعد الاحكام الشخصية عن نتيجة التحقيقات فالواضح هو وجود تقصير ولكن علينا ترك امر اظهار الحقيقة الى الذين يتولون التحقيق ليصار بعدها الى تقديم المقصرين للمحاكمة والجدير بالذكر هنا ان اليمن ليست البلد الوحيد الذي يفر فيه مساجين ومع ان فرارهم ادى الى التشكيك في قدرتنا الامنية الا اننا استطعنا تعقب الفارين والقينا القبض مجددا على تسعة منهم وان شاء الله ستقبض الاجهزة الامنية على الفارين الاخرين واريد ان اقول هنا انه من السهل ان يفسر كل انسان حادثة الهروب على طريقته وان يقوم بصياغة اتهامات دون ان ينظر الى النتائج المحققة والى العلاقات التي تربط اليمن اليوم بالولايات المتحدة الاميركية وبألمانيا وبريطانيا وبالمملكة العربية السعودية.

ـــ ما سر العلاقة المتميزة التي تجمعكم اليوم مع الولايات المتحدة والتي تدفع ببعض المسؤولين اليمنيين اليوم الى القول ان مشروع الولايات المتحدة في العراق وفي المنطقة ليس مشروعا تفتيتيا؟

ـ ربما تأخذين المعاني بطريقة مختلفة فنحن في اليمن نقول على سبيل المثال انه لا يمكن لأي شخص خارج اليمن ان يخترق اليمن دون تسهيل من اليمنيين، وما ينطبق على اليمن ينطبق على المنطقة بأسرها ومن هنا نقول انه ليس باستطاعة الولايات المتحدة تفتيت العالم العربي الا لاننا كحكومات مقصرون اي نحن جزء من المشكلة وما أقوله الآن ليس دفاعا عن الولايات المتحدة فأنا أطرح السؤال هل يمكن لإسرائيل أن تتمنى الخير لليمن أو للبنان أو لأي دولة عربية أخرى؟

والجواب هو أنه من مصلحة إسرائيل أن تكون اليمن ضعيفة وأن يكون العالم العربي ضعيفا وممزقا كي تتمكن من السيطرة عليه انطلاقا من مبدأ فرق تسد ولكن لكي تفرق يجب أن يكون معها شريك يساعدها والشريك في الداخل.

ـــ يشهد شمال البلاد منذ سنين تمردا مستمرا من قبل الزيديين الشيعة أين وصلتم في مواجهة هذا الأمر؟

- بالطبع لا يمكن للحكومة أن تتجاهل أي تمرد وألا تأخذه على محمل الجد، والعناصر الموجودة في شمال البلاد هي عناصر متطرفة غذيت بأفكار وبإيديولوجيات وبمفاهيم خاطئة وهي لا تنتمي إلى المذهب الزيدي كما يقال فالمذهبان الزيدي والشافعي هما مذهبان رئيسيان في اليمن ولا توجد بينهما خلافات فاليمن هي من الدول التي عاش فيها هذان المذهبان بوئام تام اذ لا توجد مساجد تفرق بين زيدي وشافعي ولا امام يفرق بين زيدي وشافعي.

ـــ هل تعني بكلامك ان الذين يحاربون في الشمال هم جماعة مستقلة؟

- هؤلاء بحسب ما اعلنوا ينتمون الى المذهب الشيعي علما بأن هذا المذهب لم يكن له وجود في اليمن لذا نعتقد انهم يدعون انتماءهم الى المذهب الشيعي لكي يحصلوا على تعاطف الاخوة الشيعة وانهم لا ينتمون فعلا الى هذا المذهب.

ـــ ماذا عن تعامل الحكومة معهم؟

- الحكومة لم تتعامل معهم من منطلق المذهب الذي يدعون انتماءهم اليه انما تعاملت معهم من منطلق انهم عناصر خرجوا على القانون والدستور ويريدون العودة باليمن الى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وقد حسمت الحكومة الامور معهم بالقوة العسكرية بعد ان فشلت كل محاولات الحوار معهم، فقد جلست الحكومة معهم لأشهر في محاولة منها لإقناعهم ولكن لم يسجيبوا والآن الأمور والحمد لله عادت إلى الهدوء في المنطقة ولكن ما زالت هناك مجموعات صغيرة مستمرة في رفضها للحوار وفي رفضها للقانون وللدستور.

ـــ من هي الجهات الخارجية التي تمولهم؟

- لقد رصدنا أموالاً تأتيهم من الخارج من قبل مجموعات خارجية وقررت الحكومة عدم الإعلان عن هذه الجهات الممولة في الوقت الحاضر على أن تعلن عنها في المحاكمات.

ـــ هي جهات عربية أم غربية؟

- هي في المنطقة وهي جهات ربما مرتبطة بمذهب أكثر من ارتباطها بحكومات أو بأحزاب.

ـــ هناك اليوم قلق كبير من موجات التطرف والتكفير في العالم العربي وبشكل خاص في اليمن إذ يعتبرها البعض تربة خصبة للإرهابيين لأنه معلوم أن الذين يعانون من وضع اقتصادي صعب ينجرون بسهولة وراء التطرف؟

- نعم ولقد طرح فخامة الرئيس هذا الكلام على أكثر من مستوى خلال زياراته المتكررة إلى العواصم الأوروبية وإلى أميركا والصين واليابان، وأكد ان الفقر يمثل بؤرة لاستقطاب الشباب إلى التطرف وإلى الإرهاب وشدد على ان التنمية ومكافحة الفقر تشكلان جزءا مهما في مكافحة التطرف والإرهاب، وأنا اعتقد ان ما يزيد من الاشكالية هو فكر التكفير الذي يغلق امكانية الحوار مع الآخر ويقود إلى الكوارث التي نشهدها الآن ولهذا لم تركز الحكومة اليمنية مع المتطرفين على الجانب الأمني فقط، إنما ركزت ايضا على جانب التوعية وعلى جانب الحوار وعلى اعادة تأهيلهم كي يعودوا إلى مجتمعاتهم.

ـــ هل الحوار ما زال مستمرا من قبل الجانبين أي الحكومة والمتطرفين؟

- الحوار مستمر من قبل الحكومة، بعض الفصائل قبلت به ولكن ثمة مجموعات رفضته لانها تؤمن بالفكر التكفيري.

ـــ يقول البعض ان جامعة الشيخ الزنداني مسؤولة عن هذه الجماعات التكفيرية وانها خرجت العديد من الإرهابيين، إلى أي مدى هذا الأمر صحيح، وإذا كان صحيحا لماذا ترفض اليمن تسليم الشيخ الزنداني للولايات المتحدة الاميركية؟

ـ الولايات المتحدة لم تطلب ان تتسلم الشيخ الزنداني.

ـــ طلبته اكثر من مرة وعادت عن طلبها لاسباب نجهلها؟

ـ لم تطلبه ولا مرة، وللاسف هذا الكلام يشاع في الصحف العربية وانا كذبته اكثر من مرة ولكن لم يؤخذ تكذيبي بعين الاعتبار لان البعض يريد ان يثبت ذلك وكأنه حقيقة علما بأنه ليس حقيقة، فكل ما في الامر هو ان اميركا وضعت الشيخ الزنداني على قائمة الاشخاص الداعمين لتنظيم القاعدة وطلبت من اليمن ان تجمد ارصدته وان تمنعه من السفر خارج اليمن، اما بالنسبة لجامعة الايمان التي اسسها الشيخ الزنداني فاثنان طلابها فقط ارتكبا جرائم ولا يعني ذلك على الاطلاق ان الجامعة مصدر للارهاب وانه يجب اغلاقها فثمة اشخاص آخرون ارتكبوا جرائم في بريطانيا وفي اسبانيا وقد درسوا في جامعات غير جامعة الزنداني، فما اريد ان اقوله هو انه يجب ألا نصل الى استنتاجات خاطئة من خلال النظر الى الاستثناء وليس الى القاعدة، فجامعة الايمان هي جامعة مرخص لها ولا يمكن للحكومة ان تقبل بوجود جامعة تفرخ متطرفين وارهابيين.

ـــ في حال ثبت فعلا ان الشيخ الزنداني يدعم الارهابيين هل ستسلمونه للولايات المتحدة الأميركية؟

- لن نسلمه لأن الدستور يمنعنا من تسليم أي يمني الى أي دولة أخرى وما سنفعله حينها هو محاكمته في اليمن اذا وجدت أدلة تدينه.

ـــ بالنسبة للصومال، لماذا نجد تخوفا يمنيا كبيرا من الصومال؟

- من قال انه عندنا تخوف؟ نحن لا نتخوف من الصومال بل نحن نخاف على الصومال وهناك فرق كبير بين الخوف والتخوف.

ـــ هل تتخوفون لأن الوضع في الصومال ممكن ان يؤثر على اليمن؟

- صحيح، نحن نخاف على الصومال لأنه في حال تحول الى دولة دون حكومة ستعمه الفوضى وسيعمه الاقتتال وسيصبح ساحة للتطرف ولتجمع العناصر المتطرفة وسيشكل عندها خطرا على المنطقة بأكملها وعلى الصوماليين انفسهم فنحن نستقبل آلاف الصوماليين اللاجئين نتيجة الوضع السائد في الصومال ولهؤلاء بالطبع جانب انساني يجب ان نأخذه بالاعتبار وجانب امني ايضا يجب ان نأخذه بالاعتبار اضافة الى الجانب الاقتصادي ونحن من هذا المنطلق نخاف على الصومال لاننا نريد له ان يستقر وألا يتحول الى منطقة لعدم الاستقرار في القرن الافريقي وفي جنوب البحر الاحمر.

ـــ لقد ثبتم حدودكم مع المملكة العربية السعودية واليوم نشهد تحسنا كبيرا في العلاقات اليمنية ـ السعودية ونشهد تدفقا للاستثمارات السعودية الى اليمن ولكن ثمة سؤالا يطرح هنا وهو هل تشعرون بالرضا فعلا عن نتيجة الترسيم ام اضطررتم للرضوخ كون السعودية جارا كبيرا لا يمكن معاداته؟

ـ بالتأكيد نحن راضون ولو لم نشعر بالرضا لما كنا رسمنا.

ـــ ولكن المنطقة التي اقتطعتها السعودية والتي كانت تابعة لليمن غنية بالبترول؟

ـ لا ادري بطبيعة البترول في هذه المنطقة ولكن الذي أريد أن أقوله هو أن الحدود اليمنية - السعودية رسمت انطلاقا من مبدأ الحرص على المستقبل ومن مبدأ النظر إلى المستقبل وليس إلى الماضي، قد تكون في بعض المناطق ثروة نفطية لكن بعد أن ترسمت الحدود وقبل الطرفان بهذا الترسيم على كل طرف منهما أن يرضى بالنتيجة التي آل إليها الترسيم لذا لا توجد إشكالية اليوم.

ـــ ماذا عن دخول اليمن إلى منظمة التجارة العالمية، هل حققت خطوات متقدمة أم مازالت بعيدة عن الأمر؟

- الآن تسير الأمور بخطى حثيثة نحو الانضمام ونأمل إذا وفقنا الله أن ننضم إليها خلال هذا العام.

- ستنضمون إلى منظمة التجارة العالمية قبل انضمامكم إلى مجلس التعاون الخليجي؟

- مسألة الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي ما زالت تحتاج إلى سنوات من التأهيل.

ـــ ما المشكلة في حال دخلت اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي قبل أن يتم تأهيلها اقتصادياً؟

- الاقتصاديون لهم وجهة نظر في ذلك وأعتقد أن التركيز يتم على أن من مصلحة اليمن تكمن في أن تؤهل قبل أن تنضم لأنها بذلك ستكون أقدر على التكيف وعلى التنافس كما حدث بالنسبة لاسبانيا قبل أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي

الوطن القطرية
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/31155.htm