الإرياني لـ " الحياة": التفرد بالحكومة حق لـ "المؤتمر" وناخبون من الريف وراء انتصار " الإصلاح" في صنعاء. صنعاء- زهير قصيباتي.. اعتبر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام " الحزب الحاكم" في اليمن الدكتور عبد الكريم الإرياني أن من الطبيعي أن ينفرد " المؤتمر" مجدداً بتشكيل أي حكومة بعد فوزه بالغالبية في الانتخابات النيابية التي أجريت الأحد.. وقال الأرياني في حديث إلى " الحياة" أجري قبل إعلان النتائج النهائية لفرز الأصوات: " هذه عملية ديمقراطية وفي الديمقراطية هناك غالب ومغلوب " واقر بأن ما حصده " التجمع اليمني للإصلاح" من أصوات في صنعاء " نصر كبير له" لكنه أكد أن التجمع استقدم قبل الانتخابات مجموعة من الناخبين من الريف إلى صنعاء " بذريعة بحثهم عن عمل" فاقترعوا فيها ورجحوا كفة التجمع" وأقر أيضاً بنكسة لحقت بحضور المرأة في البرلمان، بعدما تراجع نصيبها فيه من نائبتين إلى واحدة فقط في مقابل 300 نائب وأعلن أن واشطن لم تقدم إلى صنعاء مطالب جديدة في شأن مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى " نتائج إيجابية" لتعاون الجانبين ووجود عناصر في اليمن تؤيد تنظيم القاعدة وهنا نص الحديث: * ما تفسيرك للفوز الكاسح الذي حققه المؤتمر الشعبي العام على رغم المنافسة الشديدة؟ - هذا الاكتساح أكبر دليل على الوعي لدى العامة والشعب وهذا التنظيم السياسي خلال السنوات الست الماضية حقق خلال تفرده بالحكم ما لم يتحقق منذ العام 1990م بعد الوحدة إلى عام 1997م، خصوصاً في المحافظات التي شهدت تنمية ، هذه المحافظات لمع تعرف قبل (23) سنة، من حكم الحزب الاشتراكي تنمية ومشاريع كما حصل في السنوات الماضية، كذلك المحافظات التي كانت سابقاً الجمهورية العربية اليمنية. -هناك تراجع لـ " المؤتمر" في صنعاء كما أفادت النتائج الأولية للانتخابات بماذا تفسر هذه الظاهرة ، تقدم " الإصلاح" في العاصمة مقابل تراجع " المؤتمر"؟ - هذه ظاهرة لافتة، لكنني أعتقد أن هناك سبباً رئيسياً- باستثناء حالات نادرة- هو أن اختيار المرشحين ربما لم يكن موفقا، وأيضا استجلاب الناس- وهذه قد تفسر كتهمة- أثناء القيد والتسجيل للناخبين، من المناطق الريفية، هذه الظاهرة كانت بدأت تتضح لنا كاحتمال. - ثالثاً: أن بعض المرشحين كان لفئات معينة من المجتمع رأي فيهم هذه ليس مفاجأة لا يمكن توقعها، لكنها لفتت أنظار كثيرين والمقياس لدى " المؤتمر" هو الجمهورية اليمنية وليس أمانة العاصمة. - يفهم من كلامك أن " الإصلاح" استقدم مجموعات من خارج العاصمة قبل الانتخابات، كي يعزز قواعده.. - أثناء القيد والتسجيل استقدمهم كانوا يأتون كباحثين عن عمل، ولا يمكن الاعتراض على ذلك. - وهل هذا تحليل في رأيك؟ - العاصمة محط جميع الناس، وحين يأتي أحدهم ويقول أن مقر عمله في المكان الفلاني، قد لا تسأله عما يثبت حقيقة الأمر. - ما حصل نصر كبير لـ " التجمع اليمني للإصلاح" وعلامة من علامات الديمقراطية والمعارضة كتبت كثيراً أن دوائر العاصمة يحسمها الجيش والأمن الشرطة العسكرية، أنا اعتبر نتائج التصويت اكبر دليل على أن عناصر الجيش والأمن يدلون بالأصوات كما يرغبون فلا أحد فرض عليهم أي طريقة للاقتراع، وهناك (3) أو (4) مرشحين كانوا مع الأسف شبه مرفوضين منذ تعيينهم. نصيب المرأة - هل هناك معلومات عن فوز مرشحات في الانتخابات؟ - واحدة فقط هي مرشحة " المؤتمر" في عدن الدكتورة أوراس سلطان ناجي التي تشغل مقعداً في مجلس النواب الحالي. - أليست هذه نكسة لحضور المرأة؟ - بالتأكيد، مقارنة بالماضي، والواقع أن للموضوع علاقة بالوعي الاجتماعي وطرح تساؤل لماذا لم نرشح نساء و" المؤتمر" قرر هذه المرة استطلاع أراء الدوائر، وتقرر أن تكون هناك مرشحتان في صنعاء واثنتان في تعز واثنتان في الحديدة واثنتان في عدن واثنتان في المكلا، أي عشر مرشحات، اتخذت اللجنة العامة لـ " المؤتمر" هذا القرار ، ولكن حين جاء وقت الاقتراع لم يصوت الناخبون للمرأة هذه ثغرة في آلية " المؤتمر" وفي البرلمان الحالي سيدتان، أي أن تراجعا حصل. تشكيل الحكومة - دستورياً الفوز الكاسح للمؤتمر الشعبي العام يخوله أن يشكل الحكومة مجدداً في شكل منفرد. - هذا طبيعي، عملية ديمقراطية. الا تعتقد أنه في ظل الاحتقان السياسي في البلدان، من شأن إشراك أحزاب المعارضة في الحكم أن يخفف هذا الاحتقان؟ - ما هو الاحتقان السياسي؟ هناك ديمقراطية وشفافية وكل حزب قال ما يريد وسعى إلى أن يحصل على ما يريد. بالتالي لا مبرر للاحتقان، في الديمقراطية غلاب ومغلوب، وإلا لن نكون كذلك، والمداراة تفسدها، وأرى أن هناك انفراجاً واسعا، إذا ترسخت الديمقراطية، ولو قارنت وعي الناس بين 1993م واليوم لوجدت فارقاً شاسعاً جدا. حتى ما قبل الانتخابات، كانت هناك حملات متبادلة بين المؤتمر الشعبي العام وتجمع الإصلاح خصوصاً على خلفية قضية مكافحة الإرهاب. ما حصل " من حملات" شيء مؤسف، والمؤتمر عكس رد فعل وليس فعلاً والبادئ أظلم. في الدعاية الانتخابية يقال كلام، هم قالوا كلاماً، ونحن كذلك، ولم تترتب على ذلك محاكمة أشخاص، قد لا يكون لائقاً ما قالوه في التجمع، وما قلناه، ونتمنى ألا يتكرر ذلك. وهل أمر منصف اتهام تجمع الإصلاح بأنه شكل ميليشيات، ويكاد أن يكون أقرب إلى " طالبان اليمن"؟ وهل كلام " الإصلاح" على " المؤتمر" دقيق، وفيه ما أنزل الله به من سلطان. كل ذلك " من المؤتمر" رد فعل. الديكم استعداد لصفحة جديدة مع " الإصلاح" وأحزاب المعارضة عموما؟ الصفحة مفتوحة ونحن نتشاور في الأمور العامة المتعلقة بالبلد، والأخ الرئيس علي عبد الله صالح لا ينقطع عن لقائهم في مناسبات عدة، ولا يجوز اعتبار أن الانتخابات أدت إلى طي صفحة من صفحات العلاقة بين " المؤتمر" وأي حزب آخر. هل هناك توقعات بتكليف شخصية معينة تشكيل حكومة جديدة. هذا القرار في يد الرئيس، بموجب الدستور. اليمن/ بحكم طبيعة علاقاته مع الولايات المتحدة معني بمكافحة بمكافحة الإرهاب، فهل هناك مطالب أمريكية جديدة قدمت إلى صنعاء، في ظل الظروف المستجدة في المنطقة. لا، على الإطلاق ، ليست هناك مطالب جديدة تتعلق بأي أمر، وقضية التعاون للقضاء على الإرهاب محددة في شكل دقيق، وهذا التعاون أدى إلى نتائج إيجابية. أثيرت مخاوف من انعكاسات على العلاقات بين صنعاء والولايات المتحدة في ظل شكوك حول وجود معين لتنظيم القاعدة في اليمن، فهل تعتقد أن هناك فعلاً وجود له؟ حتى الولايات المتحدة تعرف أن " القاعدة" ليس تنظيماً ذا هيكلية ثابتة في اليمن، هناك عناصر تؤيد " القاعدة" وقد تكون لها اتصالات خارجية، وهذا لم يثبت لي، وليس هناك هم مشترك بيننا وبين أمريكا بهذا الصدد. ماذا عن قضية اغتيال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي جار الله عمر؟ ما زالت هناك شكوك حول دوافع الجريمة من وراءها وتثار انتقادات لاستعجال محاكمة القاتل قبل اكتمال التحقيقات. لا أساس لهذه الانتقادات لجهة التحقيق، إذ اطلع عليه المعنيون في الحزب الاشتراكي وليس في الإجراءات القضائية التي اتخذت أي انحراف عن النظام القضائي المتبع في اليمن، ولا ألوم البعض الذي يشكك وآخرين ينتقدون، لأن هذا جاء خلال الحملات الانتخابية، هذا ليس تشكيكاً جماعياً من الحزب، والجاني لم ينكر أنه الفاعل ولم يدع أنه عضو في تنظيم إرهابي " القاعدة" مثلاَ، أو أنه مازال عضواً في التجمع اليمني للإصلاح.. توعية خاطئة "الدوافع" تكفير للناس. لو حظ أن السيد سالم محمد يتحدث بلغة مختلفة عن لغة قيادات الاشتراكي فهو يدعو إلى تفعيل مبادرة الرئيس على عبد الله صالح للاصطفاف الوطني، فيما الحزب لا يبدي حماسة للمبادرة وما زال مصراً على مطالبه القديمة خصوصاً " المصالحة الوطنية، وكل الشعارات القديمة، هل ترى أن هناك " انشقاقاً داخل الحزب الاشتراكي أو لغتين؟ ما يقوله سالم صالح محمد لا يعني انشقاقاً، كما اعرف، هو لا يمارس مهمات داخل الحزب، ولا يحضر اجتماعات قيادته، في كل الأحوال له فكره ودوره ولا يقبل بأن يقولبه أي حزب. |