أطباء يمارسون عمليات تزييف العذرية بالرغم من إشارة الحكومة الفرنسية في تقرير "صراع الحضارات في المستشفيات" إلى قضية "إصلاح العذرية" إلا أن الممارسة مازالت قائمة ويمارسها عدد غير معلوم من الأطباء في دول أوروبا. ويقول الأطباء إن عملية "إصلاح" غشاء البكارة أو شهادات العذرية الزائفة بجانب وسائل الخداع الأخرى الشائعة في بعض الدول الإسلامية تمارس في فرنسا وبعض الدول الأوروبية حيث تتمتع الفتيات المسلمات بالحرية لكن تحت شعار "شرف العائلة" أولاً. ويرى آخرون أن تلك الحيل، التي أنقذت الكثيرات وتتناقض مع العادات الاجتماعية الليبرالية الأوروبية، تعد انتهاكاً لحقوق الإنسان. وقال أحد أطباء أمراض النساء الذين يمارسون حيل "استعادة العذرية"، د. نيثن روبل "إنها أحد الأشياء التي لا تمر عبر القنوات الرسمية، ربما عبر الإنترنت أو الأصدقاء، هناك مسالك تقود النساء إليّ." ويمارس العملية - وهي إجراء قانوني- وبصمت، عدد غير معلوم من الأطباء في فرنسا. وقال روبل إن النساء يحضرن إليه وهن على قناعة بأن العملية ستعيد "ما لا يمكن استعادته" وأضاف قائلاً "يقلن لي سنصبح عذراوات مجدداً" وهي حقيقة زائفة تماماً.. إنه سر نتقاسمه سوياً." وقال روبل إنه وزميلا آخر يجريان في عيادته بإحدى ضواحي باريس قرابة ثماني عمليات لإصلاح البكارة في الشهر، وأن الجراحة التي تجرى تحت التخدير العام تستغرق ما بين 20 إلى 30 دقيقة. ويشبه الطبيب، وهو من قلة الأطباء التي وافقت على الحديث، العملية بالجراحة التجميلية التي تبلغ تكلفتها 500 يورو. وطلب الطبيب خلال حديثه للأسوشيتد برس عدم الكشف عن اسم عيادته. وقالت د. إيمانويل بيت، إنها دأبت على إصدار قرابة سبع شهادات عذرية سنوياً، وعلى مدى ثلاثة عقود. وتتفاوت عمليات استعادة العذرية من الخضوع للجراحة إلى إصدار شهادات عذرية زائفة بجانب حيل أخرى منها وسيلة لإسالة الدم. وتتحسر كاتبة "الدين في المستشفيات" - إيزابيل ليفي - على تلك الوسائل الخداعية قائلة إن الخداع "يزيد من المعاناة الأخلاقية." وتدخل قضية العذرية في إطار تساؤل أكبر حول كيفية التعامل مع صراع الحضارات في فرنسا، حيث تقيم أكبر الجاليات الإسلامية في أوروبا الغربية - قرابة خمسة ملايين مسلم. ولا يُعرف عدد الأطباء الذين يمارسون "خدع العذرية" في فرنسا أو دول أوروبا الأخرى، إلا أن هناك إقبالاً متزايداً من المهاجرات التركيات في ألمانيا على "شهادات العذرية" المزيفة، وفق سيراب سليلي، إحدى ناشطات الحقوق النسوية. |