موضة الاستماع إلى الواعظات في مصر تتدفق النساء من مختلف الأعمار علي قاعة بأحد المساجد قبل ساعات من موعد بدء الدرس الأسبوعي لشيرين جودة السحار سعيا لحجز مكان قريب من المقدمة حتى يمكنهن مشاهدة الواعظة. والقاعة تكاد لا تتسع لاكثر من 2000 امرأة ولذلك يقوم مساعدون بإزالة الستار الذي يفصل قاعة الرجال عن قاعة النساء لاستيعاب هذا التجمع. ومع بدئها الحديث يسود الصمت أرجاء المكان. وتبدأ حديثها بالكلام عن الحاجة للقيام بالأعمال الصالحة لارضاء الله لا من أجل التفاخر أمام الزملاء أو الأصدقاء أو الأسرة. وشيرين واحدة من بين عدد متزايد من الواعظات في القاهرة يلقين دروسا بشكل منتظم في قاعات بالمساجد حول الإسلام وتفسير القران وتقديم النصح للناس حول كيفية العيش كمسلمين مستقيمين. وباتت تجمعات مشابهة في منازل خاصة شائعة أيضا يؤمها عدد اخذ في التنامي من الشباب الذين لا يتعاطفون مع الوعظ المتشدد لكنهم غير منخرطين في الوقت نفسه في نموذج غربي من الحياة يتناقض مع ثقافتهم المحافظة. وقالت ياسمين جمال (25 عاما) تتمتع الحاجة شيرين بنهج سهل وتحاول توصيل وجهة نظرها بطريقة مبسطة . واضافت البعض يحاولون استخدام الترهيب لتحريك الناس.. ولكن هنا يستخدم الترغيب . وبدأت طبقات الواعظات في الانتشار في أنحاء الشرق الأوسط. فقد عين المغرب 50 سيدة كواعظات تابعات للدولة في ايار/ مايو في اطار حملة الحكومة لدعم صيغة متسامحة من الإسلام في مواجهة الاصولية المتشددة. وقالت الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الازهر ان الواعظات يعملن كمرشدات للنساء الساعيات للبحث عن شكل ديني معتدل للعيش علي أساسه.وأضافت أنه لا يوجد شك في أن المجتمع المصري يواجه مثلا غير مستقرة ومتناقضة أحدها يميزه التفريط والأغاني المصورة وموجة أخري تناقض ذلك وهي التشدد والأصولية. وتابعت أن الناس مشوشون ويحاولون إعادة تقييم أنفسهم وأنه لذلك فهناك حاجة الي هؤلاء للإرشاد إلى الطريق القويم. وصعود الواعظات مرتبط بظهور نوع جديد من الحماس الديني بين الشباب. ورأي بعض العلماء والأخصائيين الاجتماعيين ان الطلب المتزايد علي الواعظات أدي الي دخول بعض غير المؤهلات هذا المجال وأن الشعبية المتنامية لهن ترجع بشكل اكبر الي أنه يلبين حاجة اجتماعية. وأشارت الدكتورة صالح الي أنه لكون الساحة النسائية تفتقر الي الشخصيات المؤهلة التي درست الفقه الإسلامي فقد أعطي ذلك الفرصة لشخصيات أقل تأهيلا للقيام بدور. وقالت سوسن أيوب التي تلقي دروسا بالمساجد منذ 20 عاما هناك كثير من الحديث في الدين وهو متناقض في بعض الأحيان... الكثيرون ويري البعض أن الواعظات يعكسن مخاوفهن. وقالت شيرين سعد (32 عاما) قبل بدء الدرس انها (شيرين جودة السحار) واقعية وتعيش عالمنا. أنها ليست مثل الآخرين الذين يتحدثون كما لو كانوا من عالم اخر . نقلاً عن القدس العربي 28 يونيو 2006 |