من كسب رهان الحرب الجديدة؟! دعونا نقول إن مخططاً موضوعاً سلفاً للتخلص من حماس، وضرب حزب الله بوسائل تتخذ تحت أي ذريعة، وبالفعل فقد كان لأسر الجندي الإسرائيلي أن قامت إسرائيل بتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وكان رد الفعل أكثر من عنيف بأسر الجنديين في لبنان لأن أمريكا وإسرائيل، والغرب برمته لا يريد أن يمنح جوائز لمنظمات موضوعة على قائمة الإرهاب، وهو ما بدأ في مطاردة القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر، لأنه من غير المنطقي أن يتسبب ثلاثة جنود بإعلان حرب على البشر وممتلكاتهم لولا أن الترتيبات كانت معدة، وقُيّد تنفيذها على الوقت المناسب، والذي حصل من حادثي الأسر.. حماس كأي غريق يبحث عن النجاة من أي طرف، وتحالفها مع أي قوة تعادي إسرائيل منطقي وموضوعي، لكنها في أسابيعها الأخيرة كانت الأضعف بسبب تعارض اتجاهاتها وسلوكها مع قاعدة غير عادية من الفلسطينيين، ومع أسر الجنديين من قبل حزب الله وزعت الحلوى وتظاهر الكثيرون بالفرح، لكن لم يعرف العدد الأكبر أنه تلا توزيع تلك الأفراح، كم من الأكفان أكثر من المتصور في لبنان.. «النار تأتي من مستصغر الشرر» مثل عربي شهير وحتى نفهم الغايات بتصوراتها العامة، فإن إقدام إسرائيل على تدمير لبنان، وبشكل حاد على جنوبه الذي يؤوي حزب الله وأنصاره، وقواعده، فإنها كما ترى، حقق أكثر من هدف.. أ- استطاعت أن تضرب أهم حليف لدمشق بقواعده المجاورة لإسرائيل، وفي هذا الفعل قطعت إحدى أوراق اللعبة لسورية، كما ترى وتعتقد، وهو يتفق وطروحات لبنانيين من الداخل يرون أي اتجاه يؤيد سورية هو ضرب لمصالح لبنان، وفق ما اتجهت له الرياح بعد مقتل المرحوم رفيق الحريري.. ب- وضعت القيادات الشيعية بالعراق أمام مأزقين، صعوبة تأييد تدمير حزب الله واقناع الشارع في العراق أنها، أي القيادة، تنتمي روحياً وتفاعلاً مع ذلك الحزب باعتباره أحد خطوطها الأمامية في الاستراتيجيات البعيدة، بنفس الوقت هناك زواج مصالح مع أمريكا التي تتواجد قواتها بكثافة بالعراق والتي تشكل عامود حماية وتأصيل لمستقبل الشيعة هناك وفق ما تقوله أكثر من جهة دولية وغربية.. ج- إحراج العراقيين الشيعة أمام إيران، التي تعد السند المباشر لهم ولحزب الله وفي الاندفاع تجاه القوة الإقليمية، يعني احتمالات تصرفات مضادة للقوات الأمريكية، والسكوت يعني تحريض الشارع العراقي على قيادته.. د- تم تحييد اللبنانيين المناوئين لحزب الله، وإسكات المناصرين له ولسورية معاً وبنظر إسرائيل أن هذا الهدف تحقق بأن زاد من وزن تلك الفئات الداعية لاستقلال لبنان ورسم حدوده مع الجارة سورية.. وجهات النظر هذه التي وضعت بحسابات دقيقة، حققت استراتيجية إسرائيل أي أنه من غير المقبول اطلاقاً وجود قوة تهددها من حكومات عربية أو منظمات، ويبقى السيناريو الآخر، والذي قد يوضع قيد التنفيذ، وهنا لا ندري على من ستكون الضربات القادمة؟.. كلمة الرياض |