اف ب -
سلمان العودة يقلل من شأن فتوى بن جبرين
أثارت فتوى لعالم سعودي تحرم على المسلمين نصرة حزب الله اللبناني لأنه "شيعي" جدلا على مواقع الانترنت الإسلامية وفي وسائل إعلام عربية الا ان رجل دين سعوديا قال ان هذه الفتوى قديمة ولا علاقة لها بالمواجهات الحالية مع اسرائيل.

وتصف الفتوى التي اصدرها الشيخ عبدالله بن جبرين وهو عضو سابق في هيئة كبار العلماء أعلى هيئة دينية في السعودية حزب الله بانه "حزب رافضي", وهو تعبير سلبي يستخدمه بعض السنة في اشارة الى الشيعة. وتقول الفتوى انه "لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي ولا يجوز الدعاء له بالنصر والتمكين, ونصيحتنا لأهل السنة ان يتبرأوا منه".

وقد استشهد بعض رجال الدين وغيرهم من بعض السنة بهذه الفتوى في مقالات ظهرت على مواقع اسلامية على الانترنت للقول بأنه لا يجوز للسنة دعم حزب الله الذي يقاتل اسرائيل منذ شنت هجوما واسعا على لبنان في 12 يوليو/تموز في اعقاب اختطاف حزب الله لجنديين اسرائيليين.

واتهم كتاب آخرون هؤلاء بالسعي الى احداث فتنة طائفية. الا ان الشيخ سلمان العودة وهو رجل دين سعودي وسطي يشرف على موقع "الاسلام اليوم" ابلغ وكالة الصحافة الفرنسية ان "فتوى بن جبرين هي فتوى قديمة صدرت قبل سنوات عديدة ولا تتعلق بالاوضاع الحالية".

واضاف العودة انه "ينبغي على المسلمين جميعا ان يقفوا الى جانب الشعب اللبناني بكافة اطيافه ويساعدوه من النواحي الانسانية والمادية والمعنوية". وقال العودة ان بعض الذين تبنوا فتوى بن جبرين قد يكونون فعلوا ذلك لانهم "مقهورون من الوضع في العراق" حيث يعتقدون ان الشيعة يتعاونون مع القوات
الاميركية في قتل السنة.

واضاف "يبدو ان ذلك احدث مردودا سلبيا وجعلهم لا ينتبهون الى ضرورة التفريق بين ما يجري في لبنان وما يجري في العراق". واشار العودة الى ان "المقاومة التي هي حزب الله تحظى بدعم رسمي من سوريا وايران", موضحا انه "ليس هناك قنوات لتقديم دعم مادي لهذا الحزب الا انني كمسلم وكعربي اشعر بالرضى عندما يلحق حزب الله الأذى بالصهاينة. ينبغي الاشادة بالمقاومة من الناحية الاعلامية".

ويبدو أن آثار هذه الفتوى "القديمة" أخذت بعدا إعلاميا كبيرا ما جعل بعض الكتاب يتصدون لها خشية "فتنة مذهبية" على حد قول بعضهم. وأعرب الكاتب الصحفي جمال خاشقجي وهو ايضا مستشار اعلامي عن اسفه ان يكون بعض العلماء والدعاة السعوديين يحاولون اثارة "فتنة مذهبية غبية بين سنة وشيعة". كما شجب محاولات الربط بين فتوى جبرين والنقد الذي وجهته الحكومة السعودية ضمنيا الى حزب الله.

وكتب خاشقجي في صحيفة "الاتحاد" التي تصدر في ابوظبي ان فتوى بن جبرين "استدعاها احد مروجي الكراهية لتوظيفها لمصلحة المتطرفين السلفيين". وقال خاشقجي ان هذا "كلام فارغ لا يستحق الالتفات اليه لو لم يقرأه البعض خطأ بأنه مرتبط بالموقف السعودي الاول المنتقد لمغامرة حزب الله, وما هو بذلك". وكانت السعودية انتقدت حزب الله بدون تسميته واتهمته بالتسبب بالنزاع الحالي بأسره جنديين اسرائيليين.

الا ان خاشقجي شدد على أن "آخر شيء كان في ذهن المصدر السعودي المسؤول الذي حدد في اول بيان سعودي بعد اندلاع الازمة موقف السعودية هو البعد المذهبي وما كان الموقف السعودي سيختلف لو كان الذي قام باختطاف الجنديين الاسرائيليين واشعل الازمة هو الجماعة الاسلامية (السنية) او الحزب الشيوعي اللبناني".

وحذر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة على التلفزيون السبت الماضي من الرد على فتاوى مزعومة مناوئة لحزب الله بشكل يخدم اسرائيل. وقال "قد تصدر كلمات او مواقف او فتاوى تسيء الى وحدة الموقف يجب الا نتأثر بها. واحذر ان ينساق اي منا الى ردود فعل غير مناسبة لان ردود افعالنا الخاطئة كتلك الفتاوى ستخدم اعداءنا".

من جهته دعا العلامة المصري المقيم في قطر الدكتور يوسف القرضاوي الى "نصرة المقاومة في فلسطين ولبنان". وانتقد "الدعاوى التي تثير النعرات الطائفية
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 02:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/33472.htm