حقائق مثيرة في تاريخ الدولة الطاهرية في واحد من أحدث البحوث التاريخية التي تتناول حضارة اليمن وتاريخها كشف الكاتب والباحث العراقي/ نزار خضير العبادي – عن حقائق جديدة ومثيرة للغاية عن التاريخ السياسي لدولة (بني طاهر) التي حكم اليمن في الفترة (858هـ – 924 هـ) عقب انهيار حكم دولة (بني رسول). وفي حديث خاص لـ"المؤتمرنت" التي كانت أول من أطلع على طبعة أولية للكتاب – قال الأستاذ نزار خضير العبادي- أنه انتهى من تأليف كتاب بعنوان (تاريخ العاصمة الطاهرية) وهو بصدد نشره خلال الأشهر القادمة، وإن هذا الكتاب يتضمن حقائق جديدة، وأسرار لم يتم الكشف عنها من قبل تخص دولةبني طاهر، وسيرة ملوكها، وطبيعة الصراعات والتحديات التي واجهتها، وأدت إلى أنهيارها وسقوطها على يد (المماليك) لتدخل اليمن بعدها في أتون الاحتلال المملوكي ليأتي بعدهما فوضى عهد الأئمة إلى أن عادت اليمن لوضعها التاريخي الطبيعي بعد ثورة سبتمبر 1962م. وحول أهمية الكتاب، وطبيعة الحقائق الجديدة فيه، قال الأخ العبادي:( أهمية الكتاب تأتي من حجم المادة التاريخية الجديدة فيه التي تصحح الكثير مما كان يطرحه الباحثون.. ولعل من أكثر الأمور إثارة هو أن المؤلفات السابقة تصر على أن (المقرانة) هي عاصمة بني طاهر، في حيث ثبت لنا بالشواهد التاريخة الدامغة أن مدينة (جُبَن) الواقعة جنوبي (المقرانة) بحوالي 15 كم كانت هي العاصمة الأولى للدولة الطاهرية، ومنها انطلقت أولى حملاتهم نحو (عدن) للاستيلاء على مُلك الرسوليين .. ومن محاسن الصدف أننا عثرنا على مقبرة خاصة بملوك، وأسرة بني طاهر تتوسط مدينة (جُبَن)، وفيها قبر الملك المجاهد علي بن طاهر، وقبر خلفه الملك المنصور عبدالوهاب بن داود، وهما محاطان بأقفاص خشبية نُقش على واجهاتهما اسم وتاريخ وفاة كل واحد منهما. ويضيف الباحث أيضاً: (دار الكثير من الخلاف في البحوث السابقة حول أصل الطاهريين فالبعض كان ينسبهم إلى غير اليمن، والبعض الآخر يقول أنهم أمويون، أو قرشيون، وكان هناك رأي ضعيف في حينه لمن نسبهم إلى "الذراحن" .. إلاّ أننا أكدنا في دراستنا أنهم يرجعون إلى قبيلة "الذراحن" التي سكنت بلاد يافع، وما حولها، كما واثبتنا نزوح "الذراحن" إلى "جُبَن" بنقوش المسند، وبوثائق تاريخية تفصل الكثير من نشأة الأسرة الطاهرية في "جُبَن"). ويستطرد الأخ نزار العبادي في حديثة عن العاصمة مشيراً إلى أن "(الطاهريين في عهد ثلاثة من ملوكهم الأوائل كانت عاصمة دولتهم "جُبَن"، ولم تكن "المقرانة" آنذاك إلاّ مدينة عامرة، وفيها أكبر قواعدهم العسكرية التي ينطلقون منها لمواجهة غارات دولة الإمام شرف الدين، لكن نتيجة لاشتداد المعارضة الداخلية عليهم من نفس الأسرة الملكية بقيادة – أم يوسف- زوجة أو ملوكهم عامر بن طاهر توجس السلطان عبدالوهاب بن داوود خيفة قبيل وفاته من اشتعال الفتنة في "جُبَن" إذا ما شاع خبر وفاته، وهو الأمر الذي أوصى به لأبنه عامر بن عبدالوهاب بضرورة نقل مقر الحكم من "جُبَن" إلى المقرانة- بعيداً عن مواضع تمركز المعارضين، وحيث التحصينات العظيمة، وهو ما حدث بالفعل). ومن جهة أخرى يقول الباحث بشأن ما تضمنته دراسته هذه:( الدراسة التي أعددتها لا تتوقف عند حدود موضوع العاصمة، والمقبرة الملكية؛ بل هناك أسرار جديدة تتعلق بطبيعة الخلافات التي دارت داخل الأسرة الحاكمة، وانعكاسها على سياسة الدولة بجانب ملابسات تفسر أسباب سقوط الدولة، وتاريخ ذلك، علاوة على التجربة الوحدوية اليمنية التي تحققت آنذاك، وشملت اليمن من أقصاها إلى أقصاها دون أن يكررها التاريخ إلا في زمن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح .. أضف إلى ذلك أنني آثرت أن أفرد باباً مستقلاً للكيفية التي تعرضت فيها اليمن لأول هجمة في التاريخ في مسلسل مؤامرات الاستعمار الأوربي الذي، وافق ظهوره في عهد السلطان الطاهري- عامر بن عبدالوهاب، والدور الذي لعبه اليمن في حماية المنطقة العربية بشكل عام من تلك الحملات الأوربية، سواء كان براً، أم بحراً بلغ به اليمنيون أطراف جزر الهند، وألحقوا بالبرتغال أشر الهزائم التاريخية..وذلك كله بطبيعة الحال ظل حتى هذه الساعة محض خفايا، وأسرار تاريخية لا يعرف عنها الشيء الكثير الذي يخدم الدراسات التاريخية والحضارية الخاصة باليمن..) هذا وقد علمت "المؤتمرنت" من مصادرها الخاصة، بأن رئيسة قسم الدراسات والمخطوطات الإسلامية في متحف لندن بالمملكة المتحدة- وهي بريطانية الجنسية- كانت قد عرضت على المؤلف (نزار العبادي) شراء الكتاب بكل حقوقه الفكرية، كونها تعد دراسة دكتوراه بالموضوع ذاته، إلا أن المؤلف رفض العرض المغري، وفضل نشره في اليمن. |