مجاهد العراقي -
من أبناء العراق إلى أبناء اليمن .. لاتضيعوا اليمن وقائده
وجدت من الواجب أن اكتب لأبناء اليمن . لان والدتي من (حاشد) في اليمن وأنا ولدت هناك . وكانت وصية والدتي رحمها الله قبل وفاتها ( ياولدي اذهب إلى أخوالك كلما ضاقت عليك الأمور) لذلك زرت اليمن في بداية التسعينات بعد أن فرض الحصار الظالم على العراق من قبل أمريكا. وزرت اليمن قبل شهر من اجل أن أسجل ولدي في إحدى الكليات بعد أن ضاقت الأمور في بغداد وأصبح الرجل لايأمن على أولاده.

لقد عشت في اليمن ثلاث مراحل ( سبعينات_ تسعينات_ 2006) ووجدت ان في كل مرحله يوجد فرق كبير. ففي السبعينات كانت صنعاء مثل قريه صغيره. وبدأت تتطور بعد ذلك . وكانت البداية في الثمانينيات. ولكن ماجرى حاليا في اليمن يفوق التصور على ما كان موجودا حتى نهاية التسعينات

إن هذه الانجازات لأبناء اليمن لابد أن يحافظوا عليها ويطوروها. وهذا التطور لايتم إلا من خلال التعاضد والتكاتف أمام مخططات الأجني, ومن يتعاون معه تحت أغطيه مختلفة , ومنها غطاء الديقراطيه الأمريكيه التي اكتوينا بنارها نحن أهل العراق قبل غيرنا, وما يجري في العراق حاليا ليس بخافً عليكم حيث إثارة الطائفية والمناطقيه والمذهبية , وكل مايفرق أبناء البلد الواحد , وبعد ذلك القتل على الهوية, وتزامن كل ذلك مع فقدان كل مستلزمات الحياة وكأن الديقراطيه تعني الحرمان من كل شئ بمجرد أن تصدر جريده أو تتكلم بإحدى الفضائيات!!!!

إن مثل هذا المخطط الذي عشت تفاصيله بالعراق منذ أكثر من ثلاث سنوات , وجدت ما يشبهه ويراد له أن يطبق في اليمن!! وكل ذلك تحت غطاء الديمقراطية. رغم إن اليمن فيها من الديقراطيه ما ليس موجودا في أي بلد عربي. ولكن إنهم يريدونها ديمقراطيه أمريكية مثل الديمقراطية في العراق!!!

في العراق ضيعوا كل المنجزات, وفي اليمن يريدونها أن تضيع. في العراق أثاروا الفتن بين الأخ وأخيه , ويريدون ذلك لليمن , في العراق سرقوا الآثار التاريخية وكل الثروات , وهذا المخطط يريدون تطبيقه في اليمن. في العراق جلبوا أشخاص من خارج العراق ونصبوهم ليحكموا العراق وهذا ما يخططون له في اليمن. في العراق سوف لاتستقر الأوضاع طالما ان امريكا تتدخل في شؤونه, وهكذا في اليمن لان السفير الأمريكي ومساعده الذي سبق ان أرسلته أمريكا إلى العراق بعد الاحتلال وأكمل مهمته وأرسل لليمن لتطبيق النموذج الأمريكي في العراق. يحاولان التدخل في شؤون اليمن ويلتقون بشخصيات من أحزاب المعارضة ويدعموهم , وقد قرأت في الصحف خلال الأيام التي قضيتها في اليمن إن ( فيصل بن شملان) المرشح للرئاسة التقاه السفير الأمريكي !!! ولا ندري ماذا اتفق معه!!

إن هذا اللقاء وغيره أثار تساؤلات كثيرة في الشارع اليمني . منها هل إن (فيصل بن شملان ) الذي أكمل دراسته في الهندسة بداية الخمسينات في بريطانيا له علاقة مع البريطانيين منذ ذلك الوقت؟؟ وأسندت له هذه المهمة حاليا باعتباره صديقهم القديم؟؟

لقد وجدت في اليمن أكثر من واحد يشبه (احمد جلبي) العراق. حيث إن مجموعه من الذين لديهم علاقة مع أجهزة مخابرات أجنبيه يعيشون في الخارج على فتاة موائد السفارات الأجنبيه يجري الآن تلميع صورهم في خطوه تسبق إعادتهم لليمن في حالة فوز (فيصل بن شملان) من اجل أن يكونوا خداما للأمريكان مثلما أصبح احمد الجلبي
ووجدت ان جماعات مدعومة من قبل السعودية مثلما هم جماعة (محسن عبد الحميد) الذي أصبح عضوا في مجلس الحكم بعد احتلال العراق. ومثله آخرين مدعومين من قبل إيران ضمن التحالف الأمريكي الإيراني الذي نفذ في أفغانستان والعراق. وغير ذلك من التشابه في مخطط مواجهة الثورة في اليمن مثلما أجهضت في العراق.

إن أبناء العراق كانوا يعرفون ما تريده أمريكا من محاولة غزو العراق . وحتى الذين كانوا لايعرفون فإنهم بعد أكثر من ثلاث سنوات أدركوا تلك الحقيقة. إن أمريكا تريد تحطيم وإنهاء كل صوت عربي شريف. تريد أن تبقى الدول ضعيفة تحت سيطرتها . تريد أن تخلق الفتنه بين أبناء الشعب من اجل أن ينشغل بمشاكله ويترك أمور ألامه . تريد رئيس دوله يكون شرطي لأمريكا تأمره وينفذ مثلما هو حسني مبارك أو ملك الأردن أو السعودية . ولا يروق لها وجود رئيس عربي يقيم خيمة للمقاومة في لبنان وفلسطين وسط صنعاء ويفضح جرائم أمريكا في سجن أبو غريب . ويجمع التبرعات لدعم المقاومة. وينتقد الديقراطيه الامريكيه في العراق حتى إذا انزعجت أمريكا . ويرفض تسليم الشيخ الزنداني وغيره من العلماء حتى إذا كان الطلب من أمريكا

إن قوة اليمن بقائده الذي حقق هذه المنجزات . مثلما كان العراق قويا بقائده صدام حسين فرج الله كربته . ومستقبل اليمن وتطوره هو باستمرار وجود القائد الذي أصبح يدرك وضع اليمن أكثر من غيره . مثلما كان القائد صدام حسين هو ضمانة المستقبل . فعندما ذهب صدام حسين ضاع العراق ومنجزاته وتقاتل شعبه!! ولا سمح الله إذا غادر الرئيس علي عبد الله صالح الرئاسة خلال هذه المرحلة الصعبة من تاريخ اليمن فسوف يضيع كل شئ . وتعود اليمن إلى ماكانت عليه قبل الثورة . وتضيع الوحدة. ويحل التناحر والقتال بدلا من التعددية والديمقراطية اليمنية وليس الامريكيه .

إن هذه المرحلة لايقودها بن شملان أو غيره . ليس لنقص فيهم وإنما لقلة تجربتهم أو فقدانها . أو لان المرحلة بمخاطرها أكبر من إمكانياتهم . لذلك فان الوطني من أحزاب المعارضة كان الواجب عليه أن يصوت إلى علي عبد الله صالح من أجل اليمن إذا لم يكن من أجله أو حزب المؤتمر الشعبي . وبعد ذلك يقول للرئيس هذه الأخطاء في الدولة . وهذه تجاوزات بعض أعضاء المؤتمر الشعبي . وهذا الفساد . وهؤلاء المفسدين . لقد انتخبناك من اجل اليمن ومن الواجب عليك الآن أن تعالج وتحاسب لأنك قلت ( لا أريد أن أكون خيمة للمفسدين)

هكذا هي الوطنية . وهذا من يحب وطنه ويتمنى الخير لشعبه . وليس في المزايدة والمتاجرة في الشعارات واللعب بالعواطف
أخيرا أقول لأخوالي أبناء اليمن ( لاتضيعوا اليمن وقائده مثلما ضاع العراق) . وبعد ذلك تندموا ولا ينفع الندم
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/35009.htm