المؤتمر نت -
المؤتمرنت- بقلم :عباس غالب -
حديث الأب
{.. أسعدني الحظ أن أكون أحد الإعلاميين الذين حظوا بشرف حضور مأدبة العشاء الرمضانية التي أقامها فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح في دار الرئاسة منذ يومين لعدد من الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية..

ولقد تزامنت هذه الفعالية بعد بروز نتائج الانتخابات الرئاسية والمحليات بفوز كاسح للمؤتمر الشعبي العام في هذه الانتخابات، وهو ما يعني تجديد التأكيد على جملة من القضايا التي كانت محور الحملة الانتخابية لفخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح.

ولست هنا في معرض إعادة التذكير بتلك القضايا التي أكدها فخامته ابتداءً من الرؤية الواضحة لتحسين أوضاع الشعب خلال الفترة القادمة، مروراً بمكافحة الفساد والمفسدين، وانتهاءً بالحديث عن المصادر الجديدة لتوليد الطاقة، والمشاريع ذات البُعد الاستراتيجي، ولكنني أردت تسجيل بعض الانطباعات والخواطر التي كانت حاضرة في تلك الأمسية الرمضانية التي جمعت الرئيس/علي عبدالله صالح بتلك النخب.

كان حديث الرئيس إلى الحاضرين جميعاً وبدا بمثابة الأب الذي يهمه أن يلمس خلال الفترة القادمة تغييراً حقيقياً في أوضاع الناس الذين منحوه ثقتهم في الانتخابات أو أولئك الذين لم يصوّتوا له، فهو رئيس للجميع وليس لفئة معينة أو حزب بمفرده.

وحميمية الأب لم تنسه إظهار الشدة والقسوة لكل من يهمل واجباته ومسئولياته تجاه خدمة قضايا المواطنين، وعلى نحو الدقة كان الرئيس شديد الحرص على لفت نظر البعض إلى أنه حان الوقت للإقلاع عن ممارسة الفساد والإثراء على حساب مصالح الناس، بل إنه كان منحازاً كلياً إلى الفقراء وذوي الدخل المحدود، وذلك من خلال إعطاء ساحة كبيرة من حديثه إلى هؤلاء الذي قال عنهم بأنهم سيحظون بأولوية الاهتمام في قادم الأيام.

وحديث رب الأسرة اليمنية فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح لم يقتصر على تلك التأكيدات والتلميحات والإشارات، بل إنه كان حديثاً مفتوحاً يدخل في أدق تفاصيل حياتنا؛ وذلك من منطلق الحرص على تحسين مستوى معيشة الأسرة بضرورة الإقلاع عن عادة مضغ القات ووضع الميزانية للأسرة، والإتجاه إلى كل ما يفيد الشباب وينمّي وعيهم ومداركهم من خلال الالتحاق بالتعليم المهني والفني وتمضية أوقات فراغهم فيما ينفعهم تربوياً وصحياً.

ولأن الماء نعمة وأساس الحياة، فالحديث عنه مهم، إما لأنه قابل للنضوب فإن الحديث عنه أيضاً مهم أكثر.

ويدرك رب الأسرة اليمنية الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح أن معركتنا القادمة مع شبح هذه الأزمة مرهون بمدى تضافر جهودنا جميعاً لمعالجتها.

ولهذا فهو يتوجه في حديثه إلى كل أبنائه وإخوانه وأخواته وآبائه بألا يهملوا هذا الموضوع لحظة واحدة؛ بمعنى أن الجميع مطلوب منه أن ينظر إلى قضية نضوب الماء نظرة حقيقية وواقعية، وعليهم جميعاً ألا يدّخروا وقتاً أو جهداً لترشيد الإنفاق في المياه بدءاً من حنفية المطبخ، مروراً باستخدامه عشوائياً في مغاسل السيارات والمساجد، وأخيراً ـ وهو المهم ـ استخدامه الكارثي في زراعة القات التي تستحوذ على نسبة 40% سنوياً من إجمالي نسبة الاستهلاك للمياه.

وحتى نكون عوناً لرب الأسرة اليمنية الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، وتمكينه من الوفاء بكامل تلك الوعود.. علينا منذ الآن أن نشمّر عن سواعدنا سواء كنا في السلطات التنفيذية أم التشريعية أو القضائية، أو كنا في السلطة الرابعة ومؤسسات المجتمع المدني، علينا أن نضع برنامجاً زمنياً بالقضايا والموضوعات المطلوب إنجازها وتأمين الظروف والإمكانيات لتنفيذها.

فحن شعب على مقدرة في إنجاز المهام الكبيرة إذا ما توفرت الإرادة وتضامنت كافة القوى، وليس من وقت أنسب من الآن في أن نكون سنداً قوياً للأخ الرئيس وهو يخوض معنا وبنا معترك استحقاقات المستقبل.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 03:12 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/35458.htm