المؤتمرنت / باريس / كتب / عبدالغني الحاجبي -
ترسيخ مبدأ الديمقراطية الحقيقية في اليمن في زمن قياسي
دعونا نتأمل ماضينا وحاضرنا ونستشعر الفوارق الضخمة بين ماعاشه أبائنا وأجدادنا تحت حكم الإمامة وما عاشه جيل الثورة وما نعيشه نحن اليوم في اليمن الكل يعلم الحالة التي كان يعيشها الشعب اليمني في ظل حكم الإمامة البائد، حيث كان الشعب اليمني لا يمتلك حرية الرأي، ومن يتجرأ أن يعارض أو ينتقد الحكم كان يلاقي من العذاب ما لا يطيقه يصل إلى حد الموت، بالرغم من أن البلاد كانت تفتقر إلى أدنى مظاهر المدنية التي وصلت إلى العالم الآخر في نهاية القرن التاسع عشر.

كان التعليم مقصوراً على أولاد الأسرة الملكية، وكانت اليمن تعيش في معزل عن العالم. وباختصار كان الشعب اليمني لا يمتلك حرية التعبير ولا حق الاختيار ولا حق التعليم ولا حق العيش الكريم.

وبعد أن قامت الثورة على يد أبطال هذا البلد الذين وهبوه أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية بدأ الشعب اليمني يتمتع بنفسٍ من الحرية مكَّنه من مواصلة العيش، واستمر نفس الحرية في الاتساع ببطيء.

بدأ التعليم يرسي قواعده في المدن والقرى وبدأت المراكز الصحية تزداد يوم بعد يوم، وبدأت الصحافة ترى النور وبدأ القراء يتزايدون بازدياد عدد المتعلمين بالرغم من ضيق مساحة الحرية التي كانت تمتلكها، وبدأ الناس يقول "نعم" أو "لا" في بعض الأمور إلى أن أتى يوم الـ 22 من مايو 1990 الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ اليمن كونه يعد هدف من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر.

الوحدة اليمنية هي التي أعطت الانطلاقة الحقيقية للتعددية السياسية وحرية التعبير وحرية اختيار ممثلو الشعب بالطريقة الديمقراطية، وهي خطوة كبيرة على طريق الديمقراطية الحقيقية والشاملة التي بدأت تتكامل معالمها في الانتخابات الرئاسية عام 1999. فهذا التاريخ يعد مفصل هام في حياة الشعب اليمني حيث خضع منصب رئيس الجمهورية ولأول مرة لاختيار الشعب وتم انتخاب المجالس المحلية لتكون قريبة من المواطن.

والأحرى بنا اليوم أن لا ننسى الفترة التي عاشها الشعب اليمني وهو لا يمتلك حق اختيار رئيس الجمهورية منذ 1962 وحتى عام 1999، أي 36 عاماً، وأن ندرك السرعة الفائقة التي تطورت فيها العملية الديمقراطية منذ 1999 إلى 2006.

سبع سنوات فقط أستطاع خلالها الشعب اليمني أن يحقق ما لم يحققه خلال الـ 36 عاما التي تلت الثورة اليمنية. تنافس شريف لمنصب رئيس الجمهورية بين خمسة مرشحين وحملات انتخابية مفتوحة وتخصيص مساحات إعلامية متساوية في وسائل الإعلام الرسمية كل ذلك يمثل مظاهر للديمقراطية الحقيقية. فالديمقراطية حديثة العهد في تاريخ اليمن أصبحت، وبفترة زمنية قياسية (7 سنوات)، تمارس بأعلى مستوياتها وبالطرائق المتبعة في الدول التي تمارسها منذ عقود مضت وقد شهد على ذلك المراقبين الدوليين للانتخابات اليمنية. وهذا كله جاء بحكمة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ورؤيته الثاقبة في ترسيخ مبدأ الديمقراطية الحقيقية في اليمن الحبيب.



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 02:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/35459.htm