المؤتمر نت -
بي بي سي -
خطر الاغتصاب في ارتفاع في دارفور
تم اغتصاب حوّاء في وضح النهار، كما يحدث في كثير من الأحيان هنا شمالي دارفور.
وكشفت عن معاناتها وهي تحمل طفلا رضيعا وقالت ما حدث لها في مخيم كسّاب الذي لجأ إليه أكثر من 20 ألفا من مشردي دارفور.
وقالت: "تركت المخيم مع فتاتين أخريين لجلب العشب للحمير على طريقنا التقينا أكثر من أربعة رجال مسلحين التقط أحدهم يديّ والثاني رجليّ، وقالوا إنهم سيقتلوني إذا لم أتعاون."
وبسبب ما سمعناه من تقارير مخيفة عن الاغتصاب، أتيت إلى المخيم حيث اللاجئين يقبعون في مقربة من بعضه البعض في خيم متنقلة لتأمين الأمان من خلال الأعداد الكثيفة.

لكن عدد حوادث الاغتصاب في تصاعد منذ أن أجبرت قوات الاتحاد الافريقي على التخفي عن "دوريات الخشب" أي الدوريات التي كانوا يقومون بها لمساعدة النساء اللواتي أردن تجميع الحطب.
وجدت 21 امرأة وفتاة ممن تعرضن للاغتصاب في المخيم خلال الأسبوعين الماضيين. إنه رقم خيالي يكشف ما يجري في المناطق التي تغيب عنها القوات الدولية.

وتلقي حواء اللوم على الميليشيات العربية أو الجنجويد المدعومة من الحكومة. لكن الحقيقة أن الجماعات المتمردة أيضا لها حصتها في الجريمة.
قصص الاغتصاب المشابهة تنتشر في كل أنحاء دارفور، وترتفع الأرقام في المناطق النائية والبعيدة.

هذه هي المناطق التي يتجول فيها الجنجويد، وعلى بعد خمسة كيلومترات من كوتوم تتقاتل الميليشيات لكسب الاراضي.
إنها حرب أهلية ازداد تعقيدها منذ التوقيع على اتفاق سلام في أيار / مايو السابق.

وفي حين يتصاعد القتال بين عدد من الجماعات المتمردة، وبعضها صغير جدا، تشبه دارفور اليوم الصومال، حيث يتقاتل أمراء الحرب ويجندون الميليشيات الخاصة لابتزاز الأموال وممارسة السلطة وإرهاب السكان المحليين.

وبالنسبة لقوات الاتحاد الافريقي، فإن تدهور الوضع الأمني بات خارجا عن السيطرة.
كوتوم هي أرض مهجورة، ويشعر الجنود المنتشرون هنا بذلك.
ويرسل جنود الاتحاد الإفريقي في دوريات للظهور على أنهم موجودون، واعطاء بعض التطمينات للسكان.

لكن ما أن وصلنا في الطوافة، وجدنا أن آلية أخرى لهذه القوات قد سرقت.
وهي الخامسة التي تسرق من المتعهدين تحت تهديد السلاح منذ شهر يوليو / تموز الماضي.

بالنسبة للميليشيات الجديدة، من المهم أن يكون لديها عائدات، وتتوفر تلك من خلال قوة الاتحاد والمنظمات الانسانية.
ويؤثر هذا المناخ بمعنويات القوة الافريقية. وقد قال لي أحد الجنود شرط ألا أذكر اسمه: "إنها (المهمة) كأن نحاول مراقبة سلام ويدنا مربوطة خلف ظهرنا."


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 09:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/35482.htm