المؤتمرنت - حسين ابوعيه احمد -
لكم دينكم ولنا دين
أثار حجاب المراة المسلمة دائما أحقاد أعداء الإسلام في الداخل والخارج . ولم تتوقف حملاتهم المسعورة للنيل منه ومحاولة اثناء المسلمات الطاهرات العفيفات عنه بلا جدوى . لأنهم يدركون جيدا ان المسلمة الملتزمة هي نصف المجتمع الإسلامي وصانعة النصف الآخر بإذن الله , وطالما انها ملتزمة بالأمر الإلهي بالحجاب فهي بخير ان شاء الله وبالتالي فالمجتمع المسلم بخير كذلك . كما انهم يرون في انتشار الخمار دليلا قاطعا على وجود صحوة إسلامية مباركة يسعون للقضاء عليها . وكلما فشلوا في نيل مآربهم ازداد خبالهم واشتعلت أحقادهم - والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون- .
مرة تقوم فرنسا ولا تقعد لان طفلة جزائرية مسلمة أبت ان تنخلع من حجابها وحيائها وأصرت على دخول مدرستها بالحجاب .. ولم تهدا الضجة إلا بصدور حكم قضائي لصالح المسلمة الصغيرة الشجاعة .


ومرة أخرى تقوم السلطات في تركيا – نزولا على أوامر الأسياد الأوروبيين- باضطهاد نائبة في البرلمان التركي أصرت على الالتزام بحجابها, ثم يضغطون الآن على رئيس البرلمان الحالي لمنعه من اصطحاب زوجته المحجبة في الرحلات والمناسبات والاستقبالات الرسمية لان غطاء رأس زوجته يهدد السلم والأمن الدوليين!!! ويهدد الجيش بالتدخل لإزاحة الحكومة الجديدة اذا سمحت بالحجاب في المدارس والجامعات والمصالح الحكومية!!


المثال الأخير من مصر التي رقص فيها كاتب نصراني ارثوذكسى متعصب وطبل وزمر- في مجلة حكومية يملكها الشعب المصري المسلم- شماتة وتشفيا لان ممثلة شابة خلعت الحجاب–الذي وصفه هذا المتعصب الحاقد بانه غطاء للرأس والعقل!! وانه رمز للظلام و…..الخ . وإذا كنا نوقن كمسلمين ومسلمات ان الحجاب فريضة إسلامية بصريح نصوص القران والسنة وإجماع علماء السلف والخلف , وندرك ان الأخوات المسلمات لسن بحاجة إلى المزيد بهذا الصدد , فاننا نذكر الآخرين ببعض الحقائق والبراهين التي لا سبيل أمامهم إلى إنكارها إلا اذا استطاعوا التنكر للشمس الساطعة في كبد السماء..



فأولا : انتم تتشدقون بحقوق الإنسان و الحريات والمساواة و….و…فهل هذه الحقوق لكم وحدكم أم هي للبشر كافة ومنهم المسلمين والمسلمات؟ فإذا كانت الحرية والعدالة وحقوق الإنسان كل لا يتجزأ , فان من حق نساء المسلمين ارتداء ما شئن من ثياب الحشمة والوقار كما ترتدى نساؤكم ألبسة العرى والعار!!


ثانيا : نسألكم : لماذا تستهدفون في كل مرة زى المراة المسلمة وحدها ؟ فلم نجد أحدا منكم قد تجرا مرة على التعرض لزى الراهبات مثلا رغم انهن يغطين الرؤوس كذلك ؟!! وكذلك هناك زى نساء الهنود- السارى - الطويل الذي لم يتعرض له احد من قبل بكلمة واحدة!!هناك أيضا أنواع من الملابس المحتشمة للنساء في قبائل و مناطق غير إسلامية في آسيا وأفريقيا لم يمسها منكم احد بكلمة ولا تعرض لها بأذى؟!! اليس في هذا كله دليلا قاطعا على أنكم لا تستهدفون سوى الإسلام وحده لأغراض دنيئة في نفوس مريضة؟!!


ثالثا : يأبى الله إلا ان يتم نوره وينصر دينه وشريعته ولو رغمت أنوف الكافرين والعلمانيين.. ومن ذلك ما أثبتته الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة التي أجراها علماء من أوروبا وأمريكا- من غير المسلمين- من ان كشف المرأة لأجزاء من جسدها يعرض تلك الأجزاء للإصابة بسرطان الجلد بنسب أعلى بكثير من الأجزاء المستورة من جسدها , فسبحان الله الرحمن الرحيم الذى لا يشرع لعباده الا ما يصلحهم و ينفعهم ويحميهم حتى من أنفسهم..


رابعا: حضر كاتب هذه السطور مناظرة مثيرة بين شاب سودانى مسلم وسيدة أوروبية في احد المطارات أثناء فترة انتظار إحدى الرحلات الجوية بأوروبا.وخلال المناظرة سألت السيدة غير الأوروبية : لماذا ترتدى المسلمات الحجاب ؟؟ رد عليها الشاب المسلم الواعى بسؤال أيضا: سيدتى عندما تذهبين إلى شراء الفاكهة , هل تشترين من الثمار المغلفة أم تشترين من الثمار المكشوفة المعرضة للذباب والأتربة وعبث الأيدي غير النظيفة ؟؟ أجابت السيدة المسيحية: اشترى من الفاكهة المغطاة طبعا.. فابتسم الشاب النابه قائلا لها: هكذا أجبت أنت يا سيدتى بنفسك على سؤالك.. فضحكت المرأة إعجابا بالمنطق الإسلامي السديد في صون جمال المرأة وعفافها وطهارتها بالحجاب..


خامسا: تظن المراة البعيدة عن أدب الإسلام وحجابه انها تستأثر باهتمام الرجل و تستحوذ على حواسه بسفورها وتبرجها.. وهى بذلك لا تفقه طبيعة الرجل الذي يمل بسرعة من الجمال المبتذل الرخيص المعروض هكذا لكل من هب ودب.. والواقع ان الأغلب الأعم من الرجال يثيره الكنز المخبوء أكثر , فهو يسعى إلى الزواج من المنتقبة او المختمرة ولو كان هو من غير الملتزمين..


سادسا: اما حكاية غطاء العقل التي تطاول بها احد الكتاب النصارى في وصفه للخمار الإسلامي , فاننا نصفعه بالواقع المشاهد لكل ذى عينين , فان الكل يطالع صور المتفوقين من أوائل الشهادات العامة والكليات الجامعية المختلفة , و اذا كانت الظاهرة الملفتة للانتباه ان أكثر الأوائل هم من الفتيات , فالملاحظ أيضا ان اغلبهن من العفيفات الملتزمات بالخمار الإسلامي!!


سابعا: لوحظ ان الأغلبية الساحقة من ضحايا جرائم الاغتصاب وهتك العرض فى مختلف دول العالم هن من المتنبرجات السافرات, اما المحتشمات فلا يجرؤ احد من المجرمين على التعرض لهن, وتندر هذه الجرائم في المجتمعات الإسلامية بفضل الله أولا ثم ببركة الحجاب العفيف الطاهر— ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين- ..


ثامنا: هناك في رأينا جانب إنساني عظيم للحجاب لا يفهمه أولئك الحاقدون على الإسلام العظيم وأهله..ذلك ان الله تعالى لم يخلق كل النساء على شاكلة واحدة , لحكمة ربانية , فمنهن الجميلة ومنهن من هي ذات حظ قليل من الملاحة.. لهذا فان من رحمة الله تعالى بالنساء ان تخفى كل منهن جمالها عن أعين زوج غيرها, فلا يفتتن الرجل بغير امراته , ولا يسخط على قدر الله في زواجه من امراة اقل جمالا من غيرها.. كذلك يرحم الله الرجل غير القادر على مئونة الزواج- مثل الشباب العاطل عن العمل في أيامنا هذه- فبالحجاب لا يرى هذا المسكين من أجساد النساء ما يفتنه ,فاما ان ينحرف إلى الزنا , واما ان يكبت شهوته ومشاعره فيصاب بأمراض نفسية وعضوية لا حصر لها.. لهذا يرحمه ربه بتحجب النساء فلا تثار شهوته إلى ان يرزقه الله بزوجة تعفه ويعفها بالحلال.. حتى المراة الجميلة يرحمها الله –كما قال الشيخ الشعراوى رحمه الله- بان تختمر في شبابها فلا تفتن زوج اخرى , فيجزيها ربها في شيخوختها –عندما يزول جمالها – بالا يفتتن زوجها بأخرى اصغر منها وأجمل..


وختاما : فان استعراض كل جوانب عظمة الإسلام في فرض الحجاب أمر تستحيل الاحاطة به في هذه السطور القليلة ,, لهذا اقتصرنا على بيان أهم ما أحطنا به منها , والله سبحانه أعلى واعلم.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 05:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36066.htm