الوطن الكويتية -
علماء :الترابي خطر يجب تحذير الامة منه
اكد عدد من علماء الدين ان ما ابداه الترابي من تصريحات حول عذاب القبر ونفيه لوجود مثل هذا الشيء وقوله بعدم وجود افضلية لليلة القدر عن غيرها من الليالي موضحين ان انتهاج الترابي للمنهج العقلي فقط تسبب في تجرئه في الكثير من الاحكام الشاذة محذرين من أن الترابي اصبح خطرا يجب تحذير الامة منه واوضح العلماء ان ما جاء في الكتاب والسنة يثبت وجود العذاب في القبر ويثبت افضلية ليلة القدر عن غيرها من الليالي ومن قال بغير ذلك فأن قوله شاذ لا يجب الاخذ به.
في البداية أكد عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة الكويت الدكتور محمد الطبطبائي ان تصريح حسن الترابي حول عذاب القبر وليلة القدر والذي نشر امس في الصحف انما هو من الاقوال الشاذة مبينا ان عذاب القبر ثابت في الكتاب والسنة ولا يصح القول بعدم وجوده او انكاره مشددا على وجوب عدم الالتفات الى مثل هذا القول.
اما بالنسبة لليلة القدر وما قاله الترابي عنها فقال د.محمد الطبطبائي ان جماهير اهل العلم قالوا بأنها تتكرر في العشر الأواخر من شهر رمضان موضحا ان القول بالنسخ او القول الجديد الذي اتى به الترابي انما هو قول مردود ولا اصل له في شريعتنا الاسلامية محذرا من ان التصريح بمثل هذه الامور من شأنه ان يفرق بين علماء الامة الاسلامية حيث الحديث حول مثل هذه المسائل لا يحقق مصلحة للأمة.
وتساءل الطبطبائي في شأن ذلك عن الفائدة من طرح مثل هذه القضايا الشاذة التي يطرحها الترابي بين الفترة والاخرى موضحا ان لدى الترابي الكثير من القضايا التي شذ بها عن علماء الامة الاسلامية.
وقال الشيخ الحاي الحاي ان هذا الامر ليس مستغرباً من الترابي الذي يخالف في كثير من افكاره ثوابت الامة مشيراً الى ان ليلة القدر ثابتة بالقرآن والسنة ولا شك ان من ينكرها جحوداً يحكم عليه بالردة ولكن بعد اقامة الحجة عليه وفهم مقصده بالضبط.
ويضيف ان الترابي تجرأ على اشياء كثيرة نتيجة لانتهاجه المنهج العقلي، مؤكداً انه يجب التحذير من هذا الرجل لانه اصبح يشكل خطراً على الاسلام.
ويستغرب الشيخ الحاي الحاي من ربط الترابي بين ليلة القدر وغزوة بدر موضحا بانه لا توجد اي مشابهة بينهما.
وفيما يتعلق بعذاب القبر يوضح الشيخ الحاي الحاي بانه وان لم تكن فيه ايات مباشرة الا انه مما هو معلوم من الدين بالضرورة وادلته ثابتة، وبالتالي يجب اقامة الحجة على الترابي لفهم اهدافه وادلته.
ويصف الشيخ الحاي الحاي شخصية الترابي بانه وان كان له باع في الدعوة الا انه من الناحية العقائدية كان مشوشاً منذ البداية حيث قام برد بعض الثوابت وتأويل بعضها وهو ما جعل الاخوة في السودان، ايضا يرفضون اطروحته ويعتبرونها خروجا عن الاسلام.
اما العلامة الشيعي اية الله ابو القاسم الديباجي فيقول بان كلام الترابي ليس صحيحاً واكبر دليل على ذلك سيرة آل البيت والتفاصيل التي وردت كذلك في التفاسير، ولو كان الترابي يفهم القرآن لما قال هذا الكلام.
ويكمل بان القرآن كرر اسم «ليلة القدر» في سورة القدر ثلاث مرات للتأكيد على اهمية ألا تفوت الانسان هذه الليلة التي يفرق فيها كل امر حكيم وهي خير من الف شهر اي ما يساوي 84 عاماً منوها الى ان الله سبحانه منح الانسان هذه الليلة كي تجعله يدرك ما فاته عبر السنين من عبادة الله.
وبالنسبة لعذاب القبر يضيف آية الله الديباجي بانه شيء واضح حيث نرى باعيننا حينما يموت شخص ندخله القبر الذي هو من دور الدنيا، وبناء على عمل الميت تكون الراحة او عدم الراحة في قبره الذي يمكن ان نشبهه بدورنا في الدنيا حيث نرتاح في بعضها ولا نشعر بهذه الراحة في البيت الاخر، فالقبر اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران، وما يردده الترابي بعيد عن الاجواء العلمية والمنطقية والتفسير الصحيح.
ويعلق الشيخ ناظم المسباح بأن د. حسن الترابي معروف بالشطحات والشذوذ في الكثير من آرائه وما قاله عن ليلة القدر لا يستغرب منه لأنه له مقالات أكبر منها.
ويضيف بأن ليلة القدر ثابتة في كتاب الله والعبادة منها خير من ألف شهر ومنكرها مخالف لما عليه اجماع المسلمين.
وبالنسبة لعذاب القبر يقول الشيخ ناظم المسباح بأن أدلة حدوثه مستفيضة من القرآن والسنة حيث يقول الله تعالى «من ورائهم برزخ الى يوم يبعثون»، والبرزخ هو الفاصل بين شيئين او عالمين، وقد وردت احاديث كثيرة جداً ولا يجوز لأحد ردها، مؤكداً ان من يرد هذه الاحاديث فهو على خطر كبير وقد يوقعه هذا في الضلال، ويجب مناظرة الترابي ودعوته الى العودة عما يطرحه من هذه الامور التي لا يسع المسلم الا ان يردها ويرفضها ويدعو صاحبها الى التوبة عنها.
من جهته اوضح استاذ الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة الكويت الدكتور طارق الطواري شكه في عقل حسن الترابي فضلاً عن علمه لما ابدى في الآونة الاخيرة من تصريحات يتضح من خلالها انه احد المعاونين لهدم الدين ويستخدم استخداما جيدا من قبل طرح الشبهات مبيناً ان الترابي اقرب للمستشرقين من علماء المسلمين.
وبين الطواري ان ليلة القدر وافضليتها ثبتت بالكتاب والسنة وبالاجماع ونزل فيها نص آية قرآنية في قوله تعالى (انا انزلناه في ليلة القدر) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً) فمن ينكر عذاب القبر وهو ثابت في القرآن والسنة في ايمانه شك وكذلك الحال بالنسبة لعذاب القبر فهو مثبت في حديث البراء بن عازب وغيره من احاديث البخاري ومسلم وقد ينكره البعض لأنه حديث احاد والذي يقصد به أنه رواه مجموعة من الرواة لم يصل عددهم الى حد التواتر (العشرات) ولكن الادلة تدل على انه اذا انطبق على الحديث شروط الصحة فإنه يعمل به ولو كان من رواه شخص واحد فقط فالنبي صلى الله عليه وسلم كان واحداً يبلغه جبريل ويبلغ هو الصحابة كما ان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل احداً من الصحابة للقبائل بمفرد فقد ارسل معاذ الى اليمن ليبلغ الناس الدين فخبر الاحاد يفيد العلم اليقيني القطعي اذا ثبتت صحته ويجب العمل به فمن انكر وجود ليلة القدر او عذاب القبر فان في ايمانه نظر.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 08:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36404.htm