المؤتمر نت - خالد محمد عبده المداح
بقلم / خالد محمد عبده المداح * -
السياحة .. والإستثمار
لقد أعلنت الجمهورية اليمنية فتح باب الاستثمار ومنحت التسهيلات اللازمة لذلك في الفترة السابقة ، ولعل من أهم ما يمكن استثماره في اليمن هو الجانب السياحي ، فالجمهورية اليمنية تمتلك المقومات التي تجعل منها بلداً سياحياً من الدرجة الأولى في المنطقة وذلك لما تتمتع به من موقع جغرافي هام وفيها ما يؤهلها لأن تكون كذلك ، فكلنا نطمح بأن تكون السياحة أحد أهم موارد الاقتصاد الوطني ، خصوصاً وأن بعض الدول تعتمد على السياحة كمصدر هام لاقتصادها وليس فيها مايؤهلها لذلك ، فبلادنا من الدول النادرة التي تجمع بين جميع أنواع السياحة وهي ( الجبلية – الساحلية والجزر – الصحراوية –– الأثرية – العلاجية ) .
وهنا سأتكلم عن أنواع السياحة بشكل مختصر ، فالسياحة الجبلية من أنواع السياحة التي تتمتع بطبيعة خلابة وجمال ساحر ، فعندما ترى الجبال وكأنها قطعة من الفراش الأخضر وتسمع زقزقة العصافير وخرير المياه وترى السحاب والضباب بأشكال جميلة ومتنوعة ، وترى الأمطار تتساقط فإنك تشعر وكأنك في جنة حقيقية تتمتع بالجلوس فيها ولا تريد أن تفارقها ، فجبال محافظة إب و تعز والمحويت وحجة وريمة إلا خير دليل على ذلك ، وهي بحاجةٍ إلى إقامة بعض المشاريع السياحية كبناء المنتزهات والمطاعم السياحية والفنادق لكي تكتمل مقومات السياحة في تلك الأماكن .
وهنا أريد أن أؤكد بأن القيادة السياسية قد توجهت توجهاً حقيقياً لكسب هذا المورد وذلك بدعوة جميع المستثمرين للاستثمار في هذا المجال ، وذلك لما سيكون له من مردود حقيقي يعود بالنفع على الوطن والمواطن وعلى المستثمر في نفس الوقت ، حيث دعا فخامة الأخ المشير / علي عبد الله صالح حفظه الله رجال الأعمال والمستثمرين للاستثمار في مجال السياحة ، وأبدى استعداد الدولة إلى المساهمة في العديد من المشاريع السياحية ومنها على سبيل المثال المشاركة بنسبة ( 49% ) في إنشاء خط سياحي في الجو( تليفريك ) في محافظة تعز يبدأ من فندق سوفتيل تعز مروراً بقلعة القاهرة التاريخية ومنتزه زايد ويصل إلى منطقة العروس قمة جبل صبر ، كذلك قامت الدولة بعمل برامج ترويجية لجذب الاستثمارات في هذا المجال ، وكذلك عمل المهرجانات السياحية ، وكذلك إعلان الدولة عن مناطق محميات طبيعية ، وهذا ما يؤكد توجه الدولة الحقيقي إلى تنمية مواردها الاقتصادية من خلال هذه المشاريع ، وهذا هو الاستثمار الحقيقي .
أما بالنسبة للسياحة الساحلية ، فالجمهورية اليمنية لها مساحات كبيرة من السواحل كالبحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن على مساحة طولها (2500 كم ) ، فوجود هذه المساحة الكبيرة من السواحل تجعل السائح يتمتع بالطبيعة الساحلية فيمارس هواياته ، مثل هواية الاصطياد في البحر وهواية السباحة وهواية الغوص والاستمتاع بالتنزه في الجزر حيث تمتلك بلادنا الكثير من الجزر التي تمتد على طول سواحلها وتقدر بحوالي (120جزيرة) وقد دعت الدولة إلى الاستثمار فيها ، وأريد أن أنوه بأن الاستثمار في الجزر اليمنية سيكون له مردود إيجابي وذلك لما تتمتع به هذه الجزر من جمال وندرة في معظم أشجارها فجزيرة سقطرى التي تقع في البحر العربي وتبلغ مساحتها ( 3650كم ) توجد فيها من الأشجار النادرة كــ( أشجار العندم وأشجار دم الأخوين) حيث تعتبر جزيرة سقطرى من الجزر العشر الأكثر تنوعاً في العالم، وفي نفس الوقت يجب المحافظة على طبيعتها البيئية لأن جمالها في طبيعتها ، ويجب على الجهات المختصة إعلانها محمية ً طبيعية .
وهناك أيضاً السياحة الصحراوية ، فاليمن تمتلك من الصحاري مساحات كبيرة وفي هذه الصحاري يتمتع الإنسان بجو الصحاري الذي يستطيع أن يمارس فيها هواياته كصيد البريات وغيرها من الهوايات .
كما توجد في بعض المناطق ما يدل على عمق أصالة اليمنيين من الآثار التاريخية والمخزون الأثري وما يدل على عراقة التاريخ والحضارة الممتدة في أعماق الزمن ، مما يضفي على اليمن تميزاً وخصوصية والتي يعود تاريخها إلى ما قبل آلاف السنين فهناك العديد من المدن التاريخية تنتشر في معظم محافظات اليمن والتي تجعل السائح الذي يزور هذه المعالم التاريخية يأخذ فكرة عن أصالة اليمنيين وعمق تاريخهم ، فاليمن غني عن التعريف ولكن من باب زيادة المعرفة والإطلاع ، ففي بلادنا أجمل المدن الإسلامية ( مدينة صنعاء القديمة ) وقلعة القاهرة الأثرية في محافظة تعز وآثار الدولة الرسولية أيضاً ومدينة تعز القديمة ومسجد معاذ بن جبل ( الجند ) وآثار مملكة سبأ في محافظة مأرب وصهاريج عدن ومدينة شبام التاريخية ومدينة تريم ومنطقة جبلة التي يوجد فيها آثار الدولة الصليحية ومدينة زبيد ( مدينة العلم والعلماء ) والعديد من الحصون والقلاع التاريخية وآثار لبعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وسد مأرب العظيم وممرات المياه المصنوعة من القضاض والتي تمتد إلى مسافات طويلة والعديد من المآثر التاريخية .
كذلك السياحة العلاجية حيث توجد الكثير من ينابيع المياه الحارة المنتشرة في العديد من المناطق اليمنية والتي تستخدم كعلاج للعديد من الأمراض.
وهنا أريد أن أنبه بأننا حينما ندعو إلى أن تكون بلدنا بلداً سياحياً وندعو للاستثمار فيها لا ندعو إلى الفساد أو سياحة الباب المخلوع بل إلى السياحة بمفهومها الصحيح كما أكد على ذلك فخامة الأخ المشير / علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية حفظه الله فديننا وعاداتنا وتقاليدنا هي التي تحكم هذا الجانب .
ومما سبق ولأن بلادنا قد جمعت بين جميع أنواع السياحة والتي ربما تكاد أن تنعدم في أي دولة أخرى فإن ذلك يدعونا إلى المزيد من العمل والترويج وإبراز ذلك كسباً لموردٍ هام سنجني ثماره في القريب العاجل إن شاء الله .
وفي الأخير أدعوا وزارات السياحة والإعلام والثقافة إلى تكثيف الجهود للعمل على تنشيط السياحة بما لا يتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا وذلك من خلال تقديم برامج سياحية والترويج لها وعمل أدلة سياحية بجميع اللغات وتقديم الصورة الحقيقية المشرفة لبلادنا من خلال القنوات الفضائية ووكالات السياحة والاهتمام بجميع المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية لأنها تمثل واجهة البلاد وعمل مهرجانات سياحية أكثر من التي شاهدناها في الأعوام السابقة وذلك لما سيكون لها من نتائج إيجابية تخدم الجميع .
*[email protected]



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 07:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/37264.htm