المؤتمر نت - .
المؤتمرنت/رشيد بن محمد الطوخي* -
الدور الثلاثي لـ"سوريا"
لاشك إن الأحداث الجارية على الساحة العربية الآن أثبتت من جديد أن دمشق كانت هي الرقم الصعب في المعادلة العربية والإقليمية وذلك مهما حاولت واشنطن وباريس وحلفائها تجاهل ذلك أو نكرانه، ولعل هذه الحقيقة هو ما دفع بعض المسئولين الغربيين مؤخرا إلى الدعوة للحوار مع سورية كما جاء ذلك أيضا في تقرير بيكر الأخير والذي ذكر فيه أن سورية وإيران دولتان مهمتان في المنطقة ولهما وزن وثقل ولا استقرار أو تسويه إلا بالتنسيق معهما ، وهنا لا بد أن اذكر أن العديد من التقارير الأمنية السرية التي وضعها خبراء الأمن لقادتهم كانت تحثهم وتنصحهم بفتح باب الحوار مع دمشق وعدم تجاهلها كخطوه أساسيه وأوليه للهدوء في المنطقة ككل وهذا ما أكده المراقبون والمهتمون بالشئون السورية وعلى رأس تلك الدول ألمانيا وتركيا وغيرهما ونستطيع القول أن سوريه التي حاولت واشنطن وبعض حلفاءها في المنطقة تجاهلها وعزلها عن محيطها العربي والإقليمي كانت تدرك منذ البداية أنها صاحبه "الوصل والفصل" في المعادلات الصعبة لا لأنها تتدخل في شئون الأخريين كما يدعي البعض بل لان دمشق هي محور الحرب والسلام ومفتاح القضية العربية الأساسية منذ عقود .. فكيف يمكن تجاهل ذلك ...؟

إن المتتبع للأحداث منذ سنوات وتحديدا بعد سقوط بغداد بيد الأمريكان يجد أن لسورية دور هام وفاعل في استقرار المنطقة ولا يمكن تجاهله حفاظا على التوازنات وعدم الاخلالات الإقليمية ، وكذلك حفاظا على عدم تتداخل المصالح والمفاهيم بما يعود سلبا على واقع المنطقة السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيره.. فدمشق التي نذرت نفسها منذ عقود لخدمة الأمة وعملت على ذلك تعود من جديد لتثبت أنها لرقم الصعب بل الأصعب في المعادلة بأكملها وانه لا يمكن تخطي دمشق فيما يجرى بل أن معظم المحاور تمر من خلالها فهي التي تستطيع الإمساك بزمام الأمور ولعب دور كبير لتهدئة الأوضاع في المنطقة وذلك لما لها من مصالح وعلاقات ونفوذ إنساني متنوع .. ومهما حاولت الإدارة الأمريكية تجاهل تلك الحقيقة إلا أنها لن تجد الحل إلا عبرها فالقيادة السورية لا تستعجل الأحداث بل تحاول منذ وقت طويل شرح وجهة نظرها وتقديم كافة الخدمات لتهدئة الأوضاع وإحلال السلام العادل و الشامل في المنطقة وهي تنتظر من الإطراف الأخرى استيعاب تلك الحقيقة والعمل من خلالها ولعل واشنطن وغيرها أدركت ذلك ولو بشكل بطيء ومتأخر إلا أنها باتت تنظر للأمر من زاوية أخرى وبعين جديدة وعلى مقاييس مختلفة وأعطت الضوء الأخضر لعدد من المسئولين الأوروبيين لزيارة دمشق والتلميح لها بأنه من الممكن فتح المجال لإثبات حسن نيتها وصدق عزيمتها في المساهمة بهدوء المنطقة وما يليها وبدء الغزل الأوروبي الغربي لدمشق في الوقت الذي أدركت فيه واشنطن عدم جدية كل الطرق والأساليب وعدم جدوى كل التهديدات أيضا التي كانوا يطلقونها ضد دمشق ، وان السلام العادل والشامل في المنطقة لا يكون بدون سورية كعامل أساسي وعنصر رئيسي فيها وعلى هذه الحقيقة وغيرها بدأت الإدارة الأمريكية بدراسة علاقتها بدمشق بشكل مختلف وهو ما حدا بالمراقبين للقول أن الفترة القادمة وتحديدا بعد إجازات أعياد الميلاد المجيدة ستشهد تطورات على الساحة السورية وان عام 2007 هو عام سورية بمعنى أن دمشق ستلعب دورا هاما وحيويا على الساحات الثلاث الرئيسية العراق ولبنان وفلسطين وستكون لدمشق كلمه الفصل في ذلك .

*رئيس تحرير مجله الوقائع الدولية الفرنسية
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 06:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/38144.htm