البابا يدعو لعبادة الله لا التكنولوجيا قال البابا بنديكت يوم الاثنين في رسالته في عيد الميلاد ان البشرية التي وصلت الى كواكب أخرى وتقدس التكنولوجيا ليس بوسعها ان تحيا بدون الرب ولا تستطيع ان تدير ظهرها للفقراء. وقال بابا الفاتيكان انه من العار أن يصم كثيرون "في عصر الوفرة والاستهلاك المطلق العنان" اذانهم ولا يسمعون "صرخة تفطر القلوب" يطلقها من يموتون من الجوع والعطش والمرض والفقر والحرب والارهاب. وفي رسالته "للمدينة والعالم" وجه بابا الفاتيكان نداء قويا من أجل احلال السلام والعدل في الشرق الاوسط ووضع حد "للعنف الوحشي" في العراق والتوصل الى حل للصراعات والاقتتال الداخلي بين الاشقاء في دارفور ومناطق أخرى من أفريقيا. وتساءل بنديكت في الخطاب الذي ألقاه أمام عشرات الآلاف من اتباعه في ميدان القديس بطرس وسط أجواء مشمسة "هل المخلص له أي قيمة أو معنى عند رجال ونساء الالفية الثالثة." ومضى متسائلا "هل البشرية مازالت تحتاج الى مخلص بعد ان وصلت الى القمر والمريخ وتستعد لغزو الكون.. بشرية لا تعرف حدودا في سعيها وراء أسرار الطبيعة ونجحت في حل الالغاز العجيبة للخريطة الجينية للانسان. "هل هناك حاجة الى مخلص لبشرية ابتكرت الاتصالات المتفاعلة والتي تبحر فعليا في محيط الانترنت والتي وبفضل تكنولوجيات الاتصال الحديثة الاكثر تطورا جعلت الارض بيتنا العظيم المشترك مجرد قرية عالمية". وقال بنديكت في ثاني خطاب له في عيد الميلاد منذ توليه البابوية والذي ألقاه من شرفة أكبر كنيسة للمسيحيين أنه على الرغم من ان انسان القرن الواحد والعشرين بدا وكأنه سيد مصيره الا انه "ربما يحتاج الى مخلص أكثر" من اي وقت اخر لان كثيرين من البشر مازالوا يعيشون في عناء. ومضى يقول "ما زال الناس يموتون من الجوع والعطش والمرض والفقر في عصر الوفرة هذا والاستهلاك المطلق العنان. "مازال البعض عبيدا ومازال البعض يستغل ويجرد من كرامته ومازال اخرون ضحايا للكراهية العرقية والطائفية يعوقهم عدم التسامح والتمييز والتدخلات السياسية والاكراه الجسدي والنفسي فيما يتعلق بحرية ممارسة دينهم." وأضاف "يرى اخرون أجسادهم واجساد احبائهم خاصة أطفالهم تتعرض للاعاقة بسبب السلاح والارهاب وكل انواع العنف في الوقت الذي يدعو فيه الكل ويزعم تحقيق التقدم والتضامن والسلام من أجل الجميع." وأشار البابا في خطابه الى حالة بيير جيورجيو ويلبي المثيرة للجدل وهو رجل ايطالي مشلول حرم من مراسم الوفاة الكاثوليكية لانه طلب الموت. وقال "كيف نفكر فيما يختارون الموت معتقدين بذلك انهم يقدسون الحياة." وتوفي ويلبي وهو من دعاة ما يعرف باسم "قتل الرحمة" يوم الاربعاء الماضي بعد أن أعطاه طبيب التخدير المعالج مهدئات في حقنة في الوريد وفصل عنه أجهزة الاعاشة. وكان ويلبي يعاني منذ سنوات من مرض عضال هو سوء التغذية العضلية المتقدم الذي أقعده في الفراش مشلولا. وخلال القداس الذي أقامه البابا وحضره نحو عشرة الاف في ميدان القديس بطرس فجر يوم الاثنين دعا البابا المسيحيين لان يتذكروا عذابات السيد المسيح وهو طفل حتى يتذكروا محنة اطفال العالم الفقراء المهملين المنتهكة حقوقهم. وفي القداس تلا مسؤول من الفاتيكان الصلاة بالعربية طالبا من الرب ان يشجع "روح الحوار والتفاهم المشترك والتعاون" بين أتباع الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام. |