المؤتمر نت - *
المؤتمرنت -
الحجاج يقصدون الكعبة لطواف الوداع
رمت حشود هائلة من الحجيج أمس الجمرات في ثاني أيام التشريق قبل أن تحزم أمتعتها قاصدة الكعبة المشرفة للقيام بطواف الوداع وتوديع الأماكن المقدسة في مكة المكرمة، في موسم تميز هذا العام بغياب للحوادث وبحالة صحية كاملة للحجاج، الذين أشرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز شخصياً على راحتهم. وقد غادر خادم الحرمين جدة أمس عائداً الى الرياض عقب اطمئنانه على كل التدابير التي اتخذت ومجريات الحج.

وقد رمى حجاج بيت الله الحرام الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، وبعدها توجه الحجاج المتعجلون الى بيت الله الحرام لاداء طواف الوداع اتباعاً لقول الحق تبارك وتعالى "واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون".

وتدفقت جموع الحجيج على جسر الجمرات وتمكنوا من الرمي براحة تامة وفي وقت قياسي بفضل التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات والتطوير الذي شهده جسر الجمرات والقرار الهام المتمثل في منع الافتراش في منطقة الجمرات هذا العام مما أسهم في انسيابية حركة الحجاج رغم الحشود الكبيرة التي توجهت لرمي الجمرات.

وشهدت منطقة الجمرات خاصة في المنطقة الواقعة أسفل جسر الجمرات بعض الاختناقات بسبب كثافة عدد الحجيج المتعجلين الراغبين في إنهاء عملية الرجم والمغادرة قبل الغروب. لكن قوى الأمن المنتشرة بأعداد كثيفة في جسر الجمرات أمنت كل مستلزمات تنقل الحجيج، فيما حلقت مروحية تابعة للدفاع المدني باستمرار فوق وادي منى المنبسط بين سلسلة من الشعاب العالية لمراقبة حركة الحشود.

وأوقفت قوات الأمن مراراً حركة سير السيارات والحافلات في الشارع المحاذي لجسر الجمرات والمؤدي الى مكة المكرمة لاتاحة مجال أوسع لحركة المشاة الهائلة بعد الظهر.

وأوضح وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير متعب بن عبد العزيز أن جسر الجمرات الذي تبلغ تكلفته نحو 4 مليارات ريال (1.06 مليار دولار) تم تصميمه بحيث يتحمل 12 دوراً، موضحاً أن الدولة تبذل كل جهدها لخدمة الحجاج. وأشار إلى أن الأبراج التي أقيمت في منى والأخرى المقرر إنشاؤها في سفوح الجبال تمت بموافقة هيئة كبار العلماء.

وأكد الأمير متعب في كلمة ألقاها خلال الحفل السنوي لمخيم الحرس الوطني بمنى مساء أول من أمس أن كل عام يشهد تطوراً وتوسعاً بالمشاريع في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ما يواكب نسبة الزيادة في عدد الحجاج كل عام.
وتفقد خادم الحرمين أعمال تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومشروع توسعة وإعادة تأهيل مجمع صالات الحج بالمطار والتي تبلغ تكلفتها نحو مليار ريال، خصوصاً مشروع توسعة وإعادة تأهيل مجمع صالات الحج بالمطار وذلك بحضور ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

وقد أخذ الكثير من الحجاج الذين يتوزع غالبيتهم في وادي منى الذي تحول الى مدينة من الخيام البيضاء، يحزمون أمتعتهم استعداداً للرحيل وكذلك فعل آلاف يفترشون الأرض أو ينامون في خيم من البلاستيك البسيطة في الشوارع والشعاب المحيطة بجسر الجمرات.

وكان الحجيج أدوا المناسك براحة تامة، وشرعوا بالعودة الى ديارهم حيث تنتظرهم أجواء يسودها الفرح والسرور بعد أن أدوا الركن الخامس للإسلام وبذلوا في تحقيقه النفقة والمجهود البدني راجين من الله قبول العمل ومغفرة الذنب.

وما أن يقترب موعد وصول الحاج لذويه يتأهب أفراد عائلته وأصدقاؤه للقائه والشوق يحدوهم بعدأن يسر له الرحمن المنان أداء الفريضة.

وتتعدد مظاهر الفرحة للحجاج الذين أتوا من كل فج عميق للحظة العودة لبلدانهم التي تختلف بطبيعة الحالة لتنوع ثقافات الشعوب.

وقد أعلنت المملكة العربية السعودية سلامة حج هذا العام وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية، وأن حالة الحجاج الصحية بوجه عام جيدة ومطمئنه ولله الحمد والمنة.

جاء ذلك في بيان أعلنه وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع بعد ظهر أمس. وقال إنه "بعد الاطلاع على الوضع الصحي بين الحجاج وبعد الاستقصاء الوبائي لحجاج هذا العام 1427 للهجرة ونتائج التحاليل المخبرية والمحجرية، يسرني أن أعلن خلو حج هذا العام من أي أمراض وبائية أو محجرية".

وعن الخطط في حالة الأزمات والكوارث أوضح وزير الصحة أن هناك خطط موضوعة مسبقاً قبل الحج واعتمدت من وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز، "وهذه الخطط قدمت واعتمدت بوجود عشرات الآلاف من الحجاج في مكان واحد ومن جنسيات مختلفة يتوقع وجود بعض الأزمات رغم أنها محدودة ولله الحمد وتم التعامل معها كالمعتاد ولم يكن هناك أي شيء يذكر في حج هذا العام".

وحول الخطوات الاحترازية لمواجهة الجو البارد في المشاعر المقدسة مثل توفر الأدوية الخاصة بأمراض البرد أشارالى أن "حج هذا العام صادف شهر كانون الثاني (ديسمبر) وهو جو بارد وتم تحضير الأدوية والمعدات الطبية من أجل التعامل مع هذه الحالات ولم يكن هناك أي عارض يعيق العمل مفيداً أن معظم الحالات كانت أمراضاً من أعراض البرد".

وعد المانع برج الطوارئ الذي شيد هذا العام في مشعر منى "انجازاً طبياً ومعلماً حضارياً، ونعمل ليكون مستشفى مرجعياً للمشاعر المقدسة نظراً للتجهيزات الطبية الحديثة".
وكالات
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/38544.htm