المؤتمر نت - .
م/ عبدالله بن يحيى المعلمي -
مبروك .. لقادة العراق الجديد!!
مبروك لكم يا حكام العراق، العراق الجديد الذي تبنونه، مبروك لكم دولة العدل والقانون التي تحاولون إنشاءها، فتبدأون جهودكم بمحاكمة سياسية أشبه ما تكون بإحدى مسرحيات دريد لحام.

مبروك لكم في دولة السلطات المستقلة أن تتدخل الحكومة لتغير قاضياً، وتعزل آخر لتضمن النتيجة التي حددها سلفاً أصحاب الشعارات والأهواء.

مبروك لكم في دولة الدستور الذي تحاورتم شهوراً لإقراره، أن تجمدوا منه مادة تمنع الإعدام في أيام الإجازات الرسمية، وتتجاوزوا عن مادة تشترط توقيع رئيس الجمهورية ونائبيه على أحكام الإعدام.

مبروك للرئيس طالباني الذي نأى بنفسه عن هذه القضية، وجعل وزرها في أحضان الطائفة الحاكمة ليبتعد بقبيلته عن هذا الثأر القبلي المتأجج.

مبروك لدولة الديمقراطية والتعددية أن تتحول ممارستها الديمقراطية إلى انقسامية تتصرف السلطة فيها بمفهوم الطائفة، وتستعيض عن جنود السلطة وضباطها وموظفيها بمجموعة من أفراد العصابات تردد الهتافات الطائفية وتستعرض (مرجلتها) أمام الضحية التي استعانوا عليها ببنادق الأمريكان.

مبروك لأمريكا التي تنصلت من الموضوع بأكمله، وغسلت يديها منه لأنها تعرف مدى قذارته، واختارت أن تعلن للملأ أنها قد سعت إلى تأجيل تنفيذ حكم الإعدام، ولكنها انصاعت لإرادة قادة العراق الحر ذي السيادة، وسلّمت أسيرها لهم ليتم شنقه في يوم العيد الأكبر.

مبروك لكم يا قادة العراق أن تمكنتم من تحويل الطاغية إلى شهيد، وأن استطعتم بذكائكم الخارق أن تزيحوا الأنظار عن جرائمه الكبرى لتركزوها على قضية واحدة محورها الرد على محاولة اغتيال رئيس الدولة، وأن نجحتم في صرف الذهن عن السجل الدموي للدكتاتور ليصبح في النهاية عملاقاً يُساق إلى المشنقة على أيدي جلادين مقنعين ليصيح هو بالشهادة، ويصيحوا هم بهتافات مقتدى.

مبروك لكم هذا الإنجاز العظيم يا قادة العراق.. الذين عبرتم بسلوككم عن أبشع صورة للوطن الجديد الذي تبنونه.

*المدينة
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 01:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/38750.htm