خزائن الملوك تقدم معرض 'ذخائر المخطوطات النادرة' بالرباط يشكل معرض 'ذخائر المخطوطات المغربية' المقام حاليا برواق باب الرواح بالرباط محطة تراثية لاستحضار تاريخ عريق من نفائس علمية ومعرفية ما تزال تحكي قيمة التراث العربي الاسلامي الجميل في الحضارة الانسانية. ويقدم المعرض الذي كان قد افتتحه الاربعاء الماضي عدد من الوزراء مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة تم استقدامها من رفوف العديد من الخزانات المغربية الرفيعة فكان فردوسا ساحرا يعبق بأريج تاريخ عربي واسلامي مجيد. كما يقترح المعرض الذي يعد الاول من نوعه في المملكة على الجمهور استكشاف اكثر من 60 مخطوطا نادرا اعتبره الكثير من الباحثين ثروة عربية واسلامية لا تقدر بثمن. وقال محافظ الخزانة الملكية احمد شوقي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المعرض جاء 'ليبرز للجمهور والمهتمين القيمة التاريخية والحضارية التي يشكلها المخطوط النادر في المملكة'. واضاف شوقي ان الخزانات المشاركة في المعرض الذي يقام برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس تتوافر على ثروة تراثية هي جزء من الثقافة والهوية العربيتين والتي تشكل لدى المغاربة احد روافد الخلق والابداع. واكد انه لم تكن مصادفة ان تضم تلك الخزانات كثيرا من النوادر والفرائد التي جعلت المملكة قبلة للاكاديميين بحثا عن تلك المخطوطات النادرة او التي تعتبر في حيز المفقود والتي لم يتمكنوا من العثور عليها في الأصقاع الاسلامية الاخرى. وقال شوقي ان المخطوطات التي يعرض بعضها 'زخرت بها خزائن الملوك والجوامع والزوايا قديما والتي لا يزال يزخر بها الى اليوم العديد من المؤسسات المكتبية على الرغم مما تعرضت له من ابادة واحراق وسرقة تبقى دليلا على اندماج المغاربة في الحضارة العربية الاسلامية منذ القرون الهجرية الاولى'. واكد ان هذه المخطوطات المعروضة حتى ال31 من الشهر الجاري تضم اصنافا كثيرة من الخطوط والمؤلفات الراقية التي تعبر عن حب المغاربة للكتاب وشغفهم بشكله ومحتواه وهيامهم بجماله وصوره وزخرفته. واوضح محافظ الخزانة الملكية ان البحث في المملكة قديما لم يكن فقط على المخطوطات العربية بل تجاوزه الى البحث عن الكتب الاجنبية اليونانية واللاتينية. وذكر محافظ الخزانة الملكية المغربية بالعديد من المستشرقين الذين زاروا خزانات المملكة بحثا عن مخطوطات ضائعة من بينهم المستشرق ليفي بروفنسال الذي جاء الى المغرب بحثا عن كتاب (عشريات المؤرخ الروماني هيروشيوس) الذي استفاد منه المؤرخ الكبير عبد الرحمن بن خلدون في تاريخ العبر ابان العصر الوسيط. واشار الى ان المملكة ظلت موطنا للمخطوطات النفيسة كما حصل للنسخة الوحيدة في العالم من كتاب 'البرصان والعميان والحولان والعرجان' للجاحظ الذي عثر عليها في مسجد ضاحية مدينة ابزو (300 كلم شرق الرباط). وقال بخصوص جمال الخط والزخارف والمنمنمات التي تتخلل هذه المخطوطات المعروضة ان 'تلك الابداعات تزيد من قيمة هذه النفائس التي ترحل بالناظر فيها والمتأمل في طابعها الجمالي الى الماضي ليعايش الناسخين المزخرفين المهرة ويعانق الملوك والعلماء الذين نسخت وزخرفت هذه النوادر برسم خزائنهم'. وكالات |