المؤتمرنت -
كاتب امريكي:اساطير وراء احتلال العراق
يرى الكاتب الامريكي «جون كومي» ان اليمين الامريكي الحاكم ينطلق في السيطرة على العراق من القصص الدينية مشيرا الى انشداد الرئيس بوش لجنرالات اسرائيل والمتدينين اليهود سببه وجود هذه القصص والاساطير الغابرة في الكتاب المقدس.

وقال في كتابه «التحالف ضد بابل... الولايات المتحدة واسرائيل والعراق» ان بلاد ما بين النهرين تظهر في قصص التوراة مثيرة للدهشة.

وقد قام بترجمة الكتاب نصار عفيفي ونشره عادل المعلم من خلال مكتبة الشروق الدولية- القاهرة. وقد تساءل الناشر، هل يمكن فهم الصراع في الشرق الاوسط دون العودة الى قصة بابل القديمة، واشار الى ضرورة قراءة الاحداث الجارية في ضوء خلفيات تاريخية منها الاستعمار الاوروبي للعالم العربي في القرن التاسع عشر والحروب الصليبية على الشرق قبل تسعة قرون والتي تاسست على خلفية خطبة شهيرة للبابا اوربان الثاني - فرنسا 1095، حيث اعتبر فيها المسلمين الجنس الكافر المحتقر المجرد من القيم الانسانية وهم عبدة الشيطان، كما دعا الى استعادة الارض المقدسة في فلسطين. وقد حاولت الجيوش الغربية تحقيق هذا الحلم عبر حملات استمرت حتى عام 1292، ووصف كومي الاحتلال الاميركي للعراق بانه مغامرة سيئة الاعداد فرغم سهولة الغزو فقد شهد الاحتلال كثيرا من المآسي.

وقال الكاتب الاميركي ان ادعاء اليمين الحاكم في اواشنطن انه المدافع الاول عن حقوق الانسان في العالم لطخته الفضيحة المدوية والمصورة للاساءة والتعذيب وقتل السجناء العراقيين المعتقلين من قبل القوات الامريكية، كما ان الربط بين العراق في عهد صدام حسين وتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن يهدف الى تضليل الرأي العام الاميركي لان بوش اتخذ قرار الحرب قبل 11 ايلول حيث قادت عقب تلك الهجمات حربا اسقطت فيها نظام طالبان في افغانستان 2003 حيث استمرت الحرب ثلاثة اسابيع تحت ذرائع تثبت عدم صدقها، كما سخر كثيرا من اصرار حكومتي بوش - بلير على اطلاق صفة التحالف على الاحتلال العسكري للعراق.

وقال عالم الاجتماع الامريكي «وليام بولك» في تقديم الكتاب ان المؤلف كومي كان دائما في موقع الحدث ووصف بحوثه بالحياد والنزاهة والاقتحام على مدى اكثر من 40 عاما في الشرق الاوسط تفرد خلالها بتناول عدد من القضايا منذ كتابه الاول «البعل والمسيح ومحمد.. الدين والثورة في شمال افريقيا».

وقد عمل بولك مستشارا للرئيس كيندي وجونسون كما قام بتدريس التاريخ العربي وشؤون الشرق الاوسط في جامعتي هارفارد وشيكاغو التي اسس بها مركز دراسات الشرق الاوسط واصدر كتاب «فهم العراق» عام 2005 واشار بولك الى زمالته لكولي في مجلس العلاقات الخارجية الاميريكية بين عامي 1964و 1965 بعد جولة لكولي في شمال افريقيا حيث وضع كتابه الاول عن اسباب فشل المسيحية هناك واستبدال الاسلام بها لان المسيحية تم ربطها بالاستعمار الاوروبي مضيفا ان كتاب كولي تحليل للاحداث المأساوية والخلفية التاريخية للحرب على العراق خاصة وان هناك الكثير الواجب تعلمه عن هذا الكتاب.

وقد تناول المؤلف قصة السبي البابلي لليهود في القرن السادس قبل الميلاد على يد الملك نبوخذ نصر مشيرا الى ان صدام حسين امر باعادة بناء قصر نبوخذ نصر في بابل كرمز للانا المتضخمة بعد مضي 80 عاما على تصوير فيلم «لا تسامح» الذي اخرجه عام 1916 الامريكي» ديفيد وارك جريفيت وصور فيه بابل على انها تجسيد لكل الشرور في العقل الامريكي.

وقال كولي، ان مؤرخي الكتاب المقدس والمؤرخين العلمانيين قدمواالوقود الذي جعل من العراق بقعة لصناعة الشر بالاستناد الى رؤية في العهد القديم لبابل كمركز للفساد والظلام. واستشهد بوصف باحث الماني لبابل بانها دولة معادية لله وانها ذات سمعة سيئة بين اليهود، كما يعتبرها الكثير من المسيحيين «ام البغايا والاثام» وفي تقدير كولي ان كل امريكي يحارب في العراق يقابله مسيحي او اكثر من الموالين للصهيونية.

ويرى ان من يحاول فهم الشرق الاوسط يرتكب خطأ فادحا اذا تجاهل هذه القصص الغابرة التي قال «ان فيها اسبابا تدعو الى وجود اشد انصار اسرائيل تعصبا في الولايات المتحدة بمن فيهم اقرب مستشاري جورج بوش وهم حلفاء متحمسون لساسة وجنرالات اسرائيل اليمينيين وينطلقون من اعماق قصص الثورة والتاريخ والاساطير خاصة دراما الاسرائيليات القديمة. وكالات

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/39668.htm