المؤتمر نت -
رودجر هاردي -
الإسلام والغرب: هل من أرضية مشتركة؟
يسلط استطلاع جديد للرأي اجرته بي بي سي على احدى اهم قضايا العصر، وهي اسباب التوتر المتزايد بين الاسلام والغرب، ويطرح التساؤل التالي: "هل من ارضية مشتركة يمكن للطرفين اعتمادها لتحسين العلاقات أو ان صراع الحضارات لا مناص منه؟"

وبالطبع هناك مسلمون وغير مسلمين يؤمنون بحتمية صراع الحضارات، فأسامة بن لادن ومن يفكر مثله من جهاديين يرون في الغرب كيانا صليبياشرسا يشن حملة بلا هوادة ضد المسلمين لاخضاعهم واذلالهم.

ويقول أستاذ جامعة هارفرد سامويل هانتيغتون الذي تبنى فكرة صراع الحضارات قبل عقد من الزمن ان هذا الصراع ، خاصة بين الاسلام والغرب، حل محل المواجهة الايديولوجية بين الشرق الاشتراكي والغرب الرأسمالي.

وتقول شخصيات بارزة مثل النائبة البرلمانية الهولندية من اصل صومالي ايان هرسي علي ان الاسلام لا يتوافق مع الديموقراطية وحقوق المرأة والحداثة.

لكن عددا من المسلمين والخبراء في الشؤون الاسلامية يرفضون هذا التعميم. ففي السنة الماضية، فندت مجموعة مفكرين هولنديين آراء هرسي علي بشكل مباشر.

وقالت المجموعة المسماة "المجلس العلمي للسياسة الحكومية" في تقرير انه من الخطأ القول ان الاسلام يتعارض مع الديموقراطية وحقوق الانسان.


واستند المجلس الى تحليل اجتماعي واسع لعشرات الدول المسلمة لاظهار تنوع الفكر الاسلامي. وبين انه بينما هناك توجهات جهادية راديكالية، هناك ايضا تيارات معتدلة تحاول شق طريقها نحو الديموقراطية، ولو بشكل تدريجي.

الاستطلاع
لكن ما الذي يراه الاشخاص العاديون من مسلمين وغير مسلمين؟

جاء في نتائج استطلاع الرأي الذي قامت به شركة جلوبسكان بتكليف من بي بي سي وشمل 28 ألف شخص في 27 بلدا ان نسبة كبيرة من الناس تعتقد ان هناك ارضية مشتركة بين الاسلام والغرب، ويرفضون نظرية حتمية صراع الحضارات.

وتعتقد الاغلبية الساحقة انه لا يوجد اختلاف جذري بين الاسلام والغرب، وان المواجهة ليست حتمية، وتقول ان المشاكل تسببها اقليات في كلا الجانبين فقط.

لكن استطلاعات الرأي بحاجة الى قراءة حذرة، ففي نيجيريا مثلا، حيث نصف السكان مسلمون والنصف الآخر مسيحيون، يرى معظم الناس ان المواجهة لا مفر منها، بينما تعذر الحسم في آراء الكينيين والبولنديين.

وترى اغلبية اندونيسية تتجاوز النصف بالكاد ان المواجهة بين الاسلام والغرب حتمية.

وفي الولايات المتحدة، يرى 49 بالمئة ان سبب التوتر بين الجانبين ذو اسباب سياسية، بينما يرى 38 بالمئة انه ذو اسباب دينية وثقافية.

وما يحصل في العالم يمكن ان يلخص بانه استقطاب، فالعديد من المسلمين غاضبون بسبب ما يجري في العراق وفلسطين وما يعتبرونه نزعة غربية للهيمنة.


بينما يعيش الغرب في قلق من خطر القاعدة منذ احداث 11 سبتمبر، كما ساهمت تفجيرات مدريد ولندن في ترسيخ هذا القلق.

وما سرع من ظاهرة الاستقطاب قضايا مثل الرسوم الكاريكاتيرية الدانمركية واقوال البابا حول الاسلام وما دار حول النقاب وعرقلته للاندماج في المجتمع.

ويلوم كثير من الناس من كلا الجانبين وسائل الاعلام باذكاء الفتنة، ففي عالم مرتبط ببعضه، يمكن لقضية محلية ان تصبح دولية في ساعات.

ويظهر من خلال استطلاع بي بي سي ان معظم الناس يريدون التعايش والتسامح، لكنهم لا يفكرون كذلك في اوقات الازمة.




استطلاع للرأي حول العلاقة بين الحضارتين الاسلامية والغربية

التفاهم ممكن / الصراع حتمي
فرنسا 69% 23%
المانيا 49% 39%
بريطانيا 77% 15%
الهند 35% 24%
اندونيسيا 40% 51%
ايطاليا 78% 14%
كينيا 46% 35%
لبنان 68% 26%
نيجيريا 53% 37%
روسيا 49% 23%
تركيا 49% 29%
الولايات المتحدة 64% 31% .
بي بي سي - محلل الشؤون الاسلامي*
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 03:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/40553.htm