المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
الفضائيات سبباً رئيساً في خراب البيوت
أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن القنوات الفضائية، وما تقدِّمه من صورٍ غير واقعية، أصبحت سببًا رئيسيًّا في خراب البيوت في مصر؛ حيث زادت معدلات الطلاق بصورة كبيرة وصلت إلي 70 ألف حالة سنويًّا، سبَّبها انجذابُ الأزواج لفتياتِ الفيديو كليب وموديلات الإعلانات وتمرُّدهم علي الزوجات؛ حيث تسبَّبت هذه القنوات بكل ما تحمله من إغراءاتٍ في إثارة الفتنة داخل البيت المصري، وزيادة المشاحنات الزوجية، التي أصبحت السلع الفضائية- سواءٌ البشرية أو العينية- قاسمًا رئيسيًّا فيها.

واكدت الدكتورة عزة كريم- رئيس شعبة بحث الجريمة والسياسة الجنائية وأستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في دراستها(القنوات الفضائية وعلاقتها بظاهرة الطلاق)- أن هذه القنوات وما تعرضه من كليبات وموديلات واستعراضات مثيرة للمشاهد جعلته يسخط علي حياته وينقم علي زوجته؛ مما ضاعف من معدلات الطلاق.

بين الحلال والحرام

وذكرت الدراسة أن الفضائيات أدَّت إلي الخروج في كثيرٍ من الأحيان عن التقاليد والقيم والسلوكيات المتعارَف عليها دينيًّا وأخلاقيًّا، وكل ذلك يتم تحت مسمَّي التطوُّر والتحديث والتقدُّم والعولمة، وباطنها هو الخروج عن الالتزام والدين، وقد أثبتت الدراسات أن هذه المتغيرات أدَّت الي إحداث انقلابٍ حادٍّ داخل أفكار ومشاعر الجماهير، كما أدت إلي حدوث تشتُّت فكري، وساعدت علي الخلط بين الحلال والحرام، وأصبح الجمهور يتأرجح بين التضارب الفكري والأخلاقي والسلوكي، وما تثيره الفضائيات من تناقضات وإرساء قيم ومفاهيم متناقضة.

وانعكس كلُّ ذلك علي علاقات الأسرة والأزواج، فأصبحوا يتخبَّطون بين أفكارهم التقليدية والأفكار الدخيلة عليهم من الفضائيات، كما يتخبطون بين خبراتهم الخاصة ورؤيتهم الواقعية للرجل والمرأة وبين ما يشاهدون من أشكال وأنماط نسائية ورجالية تتسم بالمغالاة في الشكل الجمالي والحركات والسلوكيات الأنثوية، وتبادل الألفاظ والمشاهد العاطفية والجنسية، وفي خضم المشكلات الحياتية اليومية التي تعاني منها الزوجات داخل المجتمع؛ مما زاد من عمق الفجوة بين الواقع الزواجي والمغالاة في الشكل من الرجل والمرأة داخل الفضائيات.

فتتسرَّب المواقف التي شُوهدت في العقل الباطن دون أن يشعر أحد الزوجين، فتكون هي المرجع في تقويم كثيرٍ من المواقف والقرارات، وأحيانًا تبذر بذرة الشكِّ في نفس الزوج أو الزوجة في حالة تشابه المواقف، وتناقش الخلافات الزوجية من خلال الموروث المخزون لديهما، وجزء من هذا المخزون نابع مما يُري ويسمع.

وبناءً عليه يمكن أن تؤثر الفضائيات في اتخاذ قرار الانفصال لمَن لديهم استعدادٌ كاملٌ له، فتأتي الفضائيات بكل ما تحمله من تمرد علي القيم الراسخة.

هدر داخل الامة

وتعرض الدراسة ثلاثة محاور: أولها أن التحوُّلات الاقتصادية والاجتماعية العالمية لها تأثيرٌ علي الاتجاهات الفضائية في قضايا الأسرة والعلاقات الزوجية وإحداث تغيرات شاملة في أنماط الحياة، والمحور الثاني هو تأثير الفضائيات علي اتخاذ الزوج قرارَ الطلاق.

وقد أفادت بعض البيانات بالدراسة في الدول العربية بأن السعودية ارتفعت فيها نسبة الطلاق في الأعوام السابقة بنسبة 20%؛ حيث إن 65% من زواج الخاطبة ينتهي بالطلاق؛ حيث كشفت دراسةٌ سعوديةٌ أعدتها وزارة التخطيط أن 33 حالة طلاق تقع في السعودية يوميًّا لتبلغ حالات الطلاق في العام ما يقرب من 13 ألف حالة سنويًّا.

وفي مصر سجَّلت المحاكم- حسب إحصائية رسمية أعدها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- أن حالات الطلاق في عام واحد وصلت إلي 70 ألف حالة.

أما الأردن فقد أكد التقرير الإحصائي السنوي لدائرة قاضي القضاة أن عدد حالات الطلاق بلغ 1783 حالة من أصل 9136 حالة طلاق وقعت في مختلف مناطق الأردن.

كما تعرَّضت الدراسة أيضًا لتأثير الفيديو كليب والإعلانات علي العلاقات الزوجية، وأفادت إحدي الدراسات أن نسبة 90% من الإعلانات تُستخدم فيها المرأة وتُستغَلّ كأنثي؛ من أجل الترويج لسلعٍ استهلاكية، وقد تكون السلع ليس لها أية علاقة بالمرأة وتقوم فيها بحركات وأفعال تؤثر سلبًا علي المشاهد وإثارة الغرائز؛ مما يُؤثر علي اتجاه الزوج نحو المرأة، وقد يدفعه ذلك للمقارنة بين امرأة الإعلانات وزوجته بالمنزل.

الزوجات يتمردن

وتأتي هذه الدراسة مع دراسةٍ أخري صادرة عن مركز دراسات المرأة بالقاهرة، تؤكد أن الدراما المصرية عامل رئيسي في إفساد العلاقات الزوجية، وقالت الدراسة إن فريقًا بحثيًّا تابعًا للمركز أجري مسحًا علي عيِّنة من الزوجات والأزواج المصريين، وتوصل الفريق إلي أن 89% من الأزواج والزوجات- موضع البحث- أكدوا أن الدراما المصرية تحرِّض الزوجات علي التمرد علي الحياة الزوجية، وأضافت الدراسة أن 80% من الزوجات والأزواج الذين أُجريت عليهم الدراسة أكدوا أن الدراما المصرية تشجِّع علي الخيانة الزوجية.

الدراما والعلمانية

ومن جانبه يشير الدكتور أحمد عبد الرحمن- أستاذ علم الأخلاق- أن الفنَّ المسرحي دخل بلادَنا بصورةٍ منحطَّة؛ ليكوِّن نوعًا رديئًا من الفنِّ، ويعتمد علي السبِّ واللعن والكلام القبيح والإيحاءاتِ الجنسية، وأصبح كالسرطان الذي يسري في جسم المسرح العربي، فمنذ أن جاء الفرنسيون وأنشأوا المسرح والصِّدام قائمٌ بينه وبين الدين والإسلام.

ويؤكد أن هناك صراعًا قائمًا بين الإسلام والعلمانية، فالعلمانيون يشجِّعون الفنَّ لتحطيم الأخلاقيات الإسلامية، ويتخذونه سلاحًا لهم ضد الإسلام، ولهذا فهم يعظِّمون كل فنان وممثل ومطرب؛ لأنهم يعتبرونه في صُلب المعركة ضد الإسلام، فتعظيم الفنان والممثل وفتاة الإعلانات والمطربين.. هذا كله يعتبرونه في المعسكر العلماني الذي يعمل لتحطيم الطهارة وتلويث المجتمع المسلم بالفحشاء.

ولهذا نجد أن أي كاتب مسرحي يلتزم بالأخلاقيات ليس له مكانٌ في الوسط الفني، وهذا ما يجعلهم يُظهرون الشخص المتديِّن أو الملتزم بصورة الإرهابي أو بصورة ساخرة في الدراما أو عرضهم لشخصية مثل سي السيد للسخرية من الرجل الشرقي الملتزم.

يضيف الدكتور أحمد عبد الرحمن أن التليفزيون بدوره يحمل هذه التوجُّهات، فنجده لا يقدم إلا صورًا مبتذلةً كتقديمه لفتيات الثدي والفخذ وهي فنون هزيلة وليس فيها أي أخلاق لكي يغطي علي الفقر الفني، فهم يريدون من خلال ذلك هدم المجتمع والأسرة، وهذا بالنسبة للتليفزيون والقنوات الأرضية.

أما الفضائيات فقد فتحت الخيار أمام الأسرة، فنجد أن هناك أشياءً من الممكن أن يتلقَّاها الإنسان بأمان ودون خوف، ولكن البيوت غير المنضبطة والتي يسهر فيها الأبناء حتي الساعات الأولي من الصباح أمام هذه الفضائيات من مسلسلات وأفلام ساقطة والتي تغطَّي بغطاءٍ من الجنس والفحشاء، ثم تأتي صورها السلبية المختلفة من الاغتصاب والاعتداء والتحرُّش الجنسي وارتفاع نسب الطلاق وزيادة المشاكل الأسرية. الراية
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 23-ديسمبر-2024 الساعة: 09:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/40868.htm