تنميط المرأة جنسيا ضار ببدنها أظهر تقرير جديد صادر عن جمعية علم النفس الأميركية أن انتشار الصور الجنسية للفتيات والنساء الشابات في الإعلانات وعمليات الترويج التجاري والإعلام، ضار بصورة المرأة عن ذاتها وبنموها الطبيعي وبصحتها العقلية والبدنية. وكانت مجموعة الباحثين المكلفة بالتقرير -وهي من جامعة كاليفورنيا- قد وجدت أن تنميط الفتيات والنساء الشابات جنسيا في المجلات والتلفزة وألعاب الفيديو والفيديوهات الموسيقية، له آثار سالبة عليهن ما يؤدي إلى افتقادهن الثقة فيما يخص أجسادهن والاكتئاب واضطرابات الشهية للأكل. كما يقول الباحثون إن لمثل هذه الصور الجنسية آثارا سالبة على النمو والتطور الجنسي الصحي لدى الفتيات. ودفع اهتمام وقلق الرأي العام المتزايد حول تنميط الشابات جنسيا إلى تشكيل هذه اللجنة البحثية، حيث قام الباحثون بدراسة وتحليل محتويات التلفزة وأشرطة الفيديو والأغاني الموسيقية والمجلات والأفلام وألعاب الفيديو وشبكة الإنترنت. كما تناول الباحثون بالدراسة حملات الإعلان وترويج المنتجات التي تستهدف الفتيات. الإعلان والتنميط وقد عرفت اللجنة البحثية التنميط الجنسي بأنه الحالة التي تنحصر فيها قيمة الشخص بجاذبيته أو سلوكه الجنسي، ما يؤدي إلى استبعاد خصائصه الأخرى وإلى "تشيؤ" الفرد جنسيا، أي يتحول إلى شيء للاستخدام الجنسي لشخص آخر. ومن الأمثلة الراهنة على ذلك نجمات أغاني البوب اللاتي يرتدين أزياء تظهرهن كمادة جنسية، والدمى الأنثوية ذات الملابس الجنسية المصنوعة من شبكات ضيقة والموجهة إلى الفتيات الصغيرات، والملابس الفاضحة الموجهة لفتيات بين السابعة والعاشرة من العمر، وعارضات الأزياء البالغات اللاتي يظهرن بملابس فتيات صغيرة. ويقول فريق البحث إن عواقب هذا التنميط الجنسي للفتيات في وسائط الإعلام اليوم حقيقية جدا، وتؤكد على توافر الأدلة لدى الباحثين الذين خلصوا إلى الآثار السالبة للتنميط الجنسي في مجالات متعددة. مشكلات عقلية وبدنية ويظهر البحث أن التنميط الجنسي للمرأة يؤثر سلبا على النمو الإدراكي والتطور العاطفي للفتيات والنساء الشابات، كما يقوض ثقة المرأة ورضاها عن جسدها، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات عاطفية وأخرى حول صورة الذات، كالخجل والقلق. وهذه المشكلات مرتبطة بثلاث من مشكلات الصحة العقلية الأكثر شيوعا وتشخيصا لدى الفتيات والنساء، وهي: اضطرابات الشهية للأكل (انعدامها أو إفراطها)، وانخفاض تقدير الذات، والاكتئاب أو المزاج المكتئب. وهي مشكلات تؤثر سلباً على قدرة الفتيات على تكوين صورة جنسية صحية عن الذات. وأشار الباحثون إلى أن كل الصور المنمطة جنسيا يجب أن تستبدل بها صور تظهر الفتيات في أحوال إيجابية تبرز تميزهن وقدراتهن. المسؤولية الاجتماعية وترى اللجنة البحثية أن على الحكومات مسؤولية مناهضة استخدام الصور المنمطة جنسيا بوسائط الإعلام والإعلان. ودعت الآباء والأمهات والتربويين وإخصائيي الصحة إلى الحذر والفطنة إزاء التأثيرات المحتملة للتنميط على الفتيات والنساء. ويقترح الباحثون أن تقوم المدارس بتدريس التلاميذ مهارات إعلامية، وأن تتضمن برامج التوعية الجنسية معلومات حول التأثيرات السالبة للصور التي تمثل الفتيات كمادة جنسية. ويتفق خبراء آخرون مع هذه القناعات ويقولون إن معظم المجلات الموجهة للمراهقين مسكونة بالجنس، وإن المجتمع ككل يتم اختصاره بصريا في صور، ويرون أن الناس مشغولون جدا بطريقة ظهورهم. لكن الأغلبية تسلم بأن القضية أكثر صعوبة من أن تحل بتشريع فقط، بل تتطلب وعيا وإحساسا بالمسؤولية الاجتماعية من جانب المعلنين والإعلام. *الجزيرة |