المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
الثنائيات السينمائية مجرد ترضية للنجمات
فرص محدودة حصلت عليها نجمات الجيل الجديد للقيام ببطولات مطلقة كما حدث مع منى زكي في فيلم “من نظرة عين” للمخرج إيهاب لمعي وحنان ترك التي قامت ببطولة فيلم “أحلى الأوقات” بمساندة هند صبري ومنة شلبي للمخرجة هالة خليل، كذلك قيام هند صبري ومنة شلبي ببطولة فيلم “بنات وسط البلد” للمخرج محمد خان وغيرها.

هذه الفرص لم ترض هؤلاء النجمات وظلت شكاوى الاضطهاد السينمائي تتناثر على ألسنة الكثيرات منهن على اعتبار أن السينما المصرية، وتحديدا شركات الإنتاج، تمارس الاضطهاد والعنصرية ضدهن لمصلحة النجوم الشباب، غير أن البديل في الفترة الأخيرة كان محاولة إرضاء بعض النجمات الجديرات بالبطولات المطلقة بمنحهن فرصاً متكررة مع فرسان شبابيك التذاكر ليحققن معهم نجاحات بارزة ترضيهن حتى لا يكررن الشكوى. لذلك ظهرت على السطح السينمائي في الفترة الأخيرة ظاهرة أقرب إلى الثنائيات السينمائية الشهيرة.

ولعل أوضح الصور البارزة في إطار ظاهرة الدويتوهات الجديدة هي تجربة النجمة الشابة منى زكي مع الفنان أحمد السقا، وكان اللقاء الأول لهما في فيلم مهم هو “أفريكانو” للمخرج عمرو عرفة، وكانت منى زكي حاضرة بقوة في الأحداث رغم أن الفيلم يحسب لأحمد السقا في ثاني تجاربه الكبيرة بعد “شورت وفانلة وكاب”، ثم توالت اللقاءات بين منى وأحمد فقدما معا “مافيا” بمشاركة مصطفى شعبان وأحمد رزق للمخرج شريف عرفة، وكانت منى زكي عنصرا مهما في الأحداث، لكن بالتأكيد كان الفيلم لأحمد السقا، ثم قدما معا “عن العشق والهوى” بمشاركة منة شلبي، وآخر أفلامهما معا بعنوان “شفيقة وتيمور” لم يعرض بعد. ورغم أن منى زكي حاضرة بقوة في كل هذه التجارب غير أنها في النهاية تحسب على أنها أفلام أحمد السقا وتعترف منى زكي بهذه الحقيقة لكنها تؤكد سعادتها بهذه الأعمال.

وكانت منى زكي نفسها ثنائي فارس السينما المنطلق بقوة كريم عبدالعزيز، وبعدما شاركته بطولة فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” مع النجم الراحل أحمد زكي بدأت معه أولى خطواته السينمائية المهمة في فيلم “ليه خلتني أحبك” بمشاركة حلا شيحة للمخرجة ساندرا نشأت، ثم قدمت معه فيلم “أبو علي” للمخرج أحمد نادر جلال، وتعتز منى زكي بتجاربها مع كريم عبدالعزيز وتؤكد استعدادها الدائم للقاء معه ثقة في حسن اختياراته ووصوله إلى جمهور كبير.

المشكلة ان كريم نفسه يبحث عن الجديد ولا يمكن أن يكرر بطلاته فكان اختياره للفنانة منة شلبي لتكون الثنائي البديل له بعد منى، فاستعان بها في آخر فيلمين له وحققا نجاحا كبيرا وهما “واحد من الناس” و”في محطة مصر”، والفيلمان لمخرج واحد هو أحمد نادر جلال ومؤلف واحد هو بلال فضل.

الفنانة المتألقة ياسمين عبدالعزيز كانت على موعد مع المطرب والفنان مصطفى قمر في أكثر من سينمائي بداية من “قلب جريء” ثم “حريم كريم”، ومؤخرا “عصابة الدكتور عمر”، ورغم أن ياسمين من النجمات المؤهلات بقوة للبطولات المطلقة لما تتمتع به من خفة ظل وقدرة على أداء الاستعراض وإمكانات ممثلة كوميدية وتراجيدية قوية، فلم تكن محظوظة بأي بطولة حتى الآن، والفيلم الوحيد الذي حمل اسمها بعنوان “حاحا وتفاحة” وكانت الأهم فيه حُسب للفنان طلعت زكريا على أنه البطولة الأولى له، وتعي ياسمين موقفها تماما وهي تعد بالفعل لدخول منطقة البطولات الأولى بأفلام تحمل اسمها وتتحمل مسؤوليتها ولديها مشروع بالفعل تحت التنفيذ قد ينتجه لها زوجها.

الضحية

النجمة حنان ترك التي ارتدت الحجاب مؤخرا، عانت طيلة مشوارها السينمائي من إهدار حقها في البطولة المطلقة في الوقت الذي ساندت فيه العديد من نجوم الشباك في أعمالهم، فقدمت مع كريم عبدالعزيز أهم أفلامه في مشوار البطولات المطلقة بعنوان “حرامية في كي جي تو” للمخرجة ساندرا نشأت، وشاركت أحمد السقا بطولة “تيتو”، كما قدمت مع هاني رمزي “زواج بقرار جمهوري”، ومع محمد هنيدي “جاءنا البيان التالي”، وفي العام الأخير قبل الحجاب قدمت مع شريف منير “قص ولزق” ومع خالد صالح، وفتحي عبدالوهاب “أحلام حقيقية” للمخرج الشاب محمد جمعة، وفي كل هذه التجارب كانت حنان ترك شريكة البطل الرجل في الفيلم ولم تتحمل مسؤولية العمل، وإن كانت حصلت على فرصة المسؤولية الأولى أو البطولة الأولى في فيلم مثل “أحلى الأوقات” لكن هند صبري خطفت منها النصيب الأكبر من “تورتة النجاح” ولم يحسب لها. وفي فيلم “دنيا” للمخرجة جوسلين صعب مع محمد منير وفتحي عبدالوهاب أفسد الهجوم على الفيلم فرحة البطولة، غير أن التلفزيون جاء مؤخرا ليعوض حنان عن ما افتقدته في السينما فمنحها فرصة البطولة الكبيرة والأهم في مشوارها خلال مسلسلي “سارة” و”أولاد الشوارع” ما جعلها تشعر بكثير من الثقة في النفس لأنها فازت في التلفزيون بما لم يفز به أي من أبناء أو بنات جيلها.

أما النجمة التونسية هند صبري التي حققت حضورها القوي في السينما المصرية فاستعان بها المنتجون كثيرا لمساندة نجوم الشباك الشباب في العديد من أعمالهم منذ أن بدأت في السينما المصرية مع المخرجة إيناس الدغيدي التي قدمتها مع أحمد عز في فيلم “مذكرات مراهقة” ليبدأ عز رحلة البطولات الكبيرة ويلي ذلك تقديمها لبطولة فيلم “مواطن ومخبر وحرامي” مع خالد أبو النجا ليضع قدميه على سلم البطولات الأولى. وشاركت هند خالد أبو النجا في أكثر من بطولة مهمة بعد ذلك كما في أفلام “بنات وسط البلد” لمحمد خان و”لعبة الحب” للمخرج محمد علي، و”ملك وكتابة” لكاملة أبو ذكري مع محمود حميدة، ولديهما أكثر من مشروع جديد في المستقبل ليكونا ما يشبه الثنائي في السينما الجديدة. كما كانت هند صبري شريكة لهاني سلامة في أكثر من نجاح سينمائي عبر مشوارهما فقدما معا “إزاي تخلي البنات تحبك” ثم “حالة حب”، وكان “ويجا” لخالد يوسف آخر أفلامهما معا، ويعوض هند صبري عن البطولات الأولى المنفردة تجاربها الثرية بين الحين والآخر في السينما التونسية الأوروبية المشتركة، وكذلك قدرتها على نزع بريق النجاح من أي نجم شاب تقف أمامه على منصة التتويج السينمائي، فهي صاحبة بصمة في كل عمل تشارك فيه، ولا تسمح لنجم أن يحتفظ باسمه منفردا في قائمة الشرف، وعلى الطريق نفسه تمضي الفنانة منة شلبي التي أهلتها نجوميتها في الفترة الأخيرة للوصول إلى بطولة فيلم مهم مع المخرج العالمي يوسف شاهين، ورغم أنها تشارك بطولته خالد صالح وهالة صدقي ويوسف الشريف وهالة فاخر إلا أنها تظل الاسم الأكثر بريقا ولمعانا بين فريق العمل على الأقل بين الأدوار النسائية.

وجاءت الفنانة اللبنانية الجميلة نور من عالم الإعلانات لتقدم مع أحمد السقا أولى بطولاته المطلقة في “شورت وفانلة وكاب”، ثم ساندت بعد ذلك في أكثر من بطولة نجوم الجيل الجديد، فقدمت مع مصطفى قمر “أصحاب ولا بيزنس”، كما قدمت مع أحمد عز وخالد سليم فيلم “أولى نصب”، غير أن احمد حلمي من باب التفاؤل بها حرص على أن يستعين بها في فيلمه الأخير “مطب صناعي” بعد أن كانت شريكة له في نجاحه الأكبر عبر مشوار البطولات في “ظرف طارق”. ويبدو أن نور لا تطمح في أكثر من هذا، إذ كررت الأمر مع أحمد عز عندما شاركته وغادة عادل بطولة فيلم “ملاكي إسكندرية”، وقدمت معه مؤخرا “الرهينة”، غير أن ياسمين عبدالعزيز بالتأكيد هي الاسم الأول قبلها في الأدوار النسائية، ومؤخرا ظهرت بطلة جديدة للسينما المصرية هي نيكول سابا، فشاركت محمد رجب وخالد صالح بطولة فيلم “ثمن دستة أشرار”، ثم جاءت لتشارك طلعت زكريا بطولة فيلم “قصة الحي الشعبي” بمشاركة سعد الصغير، وكانت بدايتها في فيلم “التجربة الدنماركية” مع النجم عادل إمام. ومن الأسماء التي ظهرت في البطولات السينمائية داليا البحيري التي شاركت هاني رمزي بطولة فيلم “عايز حقي” لتقلد نفسها تاج النجومية، ثم جاءت بعد ذلك بطلة مهمة في فيلمي “أولى نصب” مع أحمد عز وخالد سليم و”كان يوم حبك” مع خالد سليم أيضا، حتى كانت أهم بطولاتها في فيلم “السفارة في العمارة” مع النجم عادل إمام لتؤكد حضورها كبطلة أولى، لكن داليا تظل فنانة محدودة الطموح في مسألة البطولات، فوقعت في شراك أكثر من نجم لتكون مجرد برواز جميل لصورته اللامعة، كما فعلت مؤخرا مع خالد النبوي في “زي الهوا” وعامر منيب في “الغواص” ولم يحققا أي نجاح يذكر.

وهكذا تظل التهمة ثابتة، على السينما المصرية الجديدة، بالعنصرية ضد الفنانات الشابات لتحتفظ بصبغتها الذكورية، وتبقي بنات الجيل الجديد مجرد ضحايا الشباك التذاكر الذي لا يعرف سوى أسماء الرجال. وحتى الآن لا أمل في عودة زمن كانت تمنح فيه السينما المصرية تاج البطولة وشارة القيادة لاسم الفنانة النجمة، فكانت هناك سينما ليلى مراد وفاتن حمامة وشادية وسعاد حسني ونادية لطفي ونجلاء فتحي وميرفت أمين ونادية الجندي ونبيلة عبيد حتى ليلى علوي وإلهام شاهين، ويبقى الوضع القائم حتى إشعار آخر. الخليج
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 23-ديسمبر-2024 الساعة: 10:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/40971.htm