مشروع لإنشاء ألف مكتبة لمحاربة التعصب المذهبي أعلنت المؤسسة اليمنية لنشر الثقافة والمعرفة – إحدى المنظمات المدنية في اليمن – تبنيها مشروعاً ثقافياً يشمل إنشاء ألف مكتبة ثقافية في ألف مسجد موزعة على عموم محافظات اليمن وذلك خلال مرحلتين زمنيتين ابتداءً من مايو القادم 2007م وتنتهي مطلع العام 2010م. وقال عبدالله علي جميل – المشرف العام على المشروع – أن فكرة المكتبات جاءت بعد الإطلاع على الأحداث الجارية في العراق والفتن الطائفية التي بدأت تعج وتنخر في قلب العالم الإسلامي وفي أكثر من دولة كقنابل موقوتة تفكك المجتمعات والدين والأخوة والسلام، وما نشاهده من آثار سلبية على الوطن والسلم الاجتماعي للعصابة الإرهابية في صعدة وتداعيات هذه الأحداث على مجمل الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بشكل سلبي يظهر مدى حاجة المجتمع لتضافر جهود جميع الجهات الرسمية والاعتبارية ومؤسسات المجتمع المدني لنشر ثقافة المحبة والسلام بين أفراد شعبنا اليمني المحافظ. وقالت المؤسسة إن مشروعها الذي ينفذ تحت شعار ( نعم لثقافة العصر والوسطية والاعتدال والمحبة والسلام) يستهدف القضاء على التطرق والتعصب المذهبي والفكري في اليمن. ويهدف المشروع -الذي ينفذ بالتعاون مع مؤسسة الصالح الاجتماعية ووزارة الأوقاف -إلى نشر ثقافة العصر والثقافة الإسلامية وثقافة التسامح والمحبة والسلام بين أوساط المصلين ورواد المساجد والقائمين عليها. ونشر ثقافة التقارب بين المذاهب الإسلامية لنبذ ثقافة الجهل والتعصب والتطرف والتكفير بين أتباع التيارات. مشيراً إلى أن المكتبات ستسهم أيضاً في نشر الثقافة العالمية وثقافة الشعوب المسالمة والتعريف بمخاطر الصهيونية والامبريالية ودسائسهم بين الشعوب الإسلامية. وتحبيب وترغيب أتباع المذاهب المتخلفة على الانفتاح والتعرف على ثقافة وعقائد وفقه المذاهب الإسلامية الأخرى وأن الجميع يعبدون رباً واحداً ويتبعون سنن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، ويتعبدون على تعاليم قرآن منزل ويتجهون لقبلة واحدة وأن الاختلافات في الفروع عبارة عن اجتهادات لمؤسسي المذاهب الإسلامية في الماضي والحاضر، وأن لا مجال للاختلاف والعداء بين المسلمين أتباع دين إتباع دين السلام وخاتم الأديان. وقال إن إيجاد مثل هذه المكتبات الثقافية والتنويرية في كل مسجد لتكون منابع نورانية تنشر الثقافة والعلوم الدينية والاجتماعية والإسلامية والسياسية والعصرية عبر رفد هذه المكتبات بجميع المراجع والموسوعات الدينية والفقهية والعلمية لجميع الطوائف والمذاهب الإسلامية والمعتدلة القديمة منها والحديثة بما يقرب الأفكار ويوضح أن الاختلاف في الأمة الإسلامية فقهياً وفكرياً يعتبر رحمة وليس نقمة وكارثة حتى نقطع الطريق تجاه المخططات الصهيونية المستهدفة لإثارة الفتن والنعرات الطائفية. كما يهدف إنشاء المكتبات إلى ترويض زعماء التيارات الإسلامية التكفيرية والمتعصبين والمتطرفين والذين يعادون كل ما يجهلون عبر تمكينهم من الاطلاع والانفتاح على جميع الكتب والمراجع للمذاهب الأخرى وثقافة شعوب العالم وثقافة العصر. والتصدِّي للتعبئة الخاطئة والمتطرفة والتكفيرية التي يبثها دعاة جهلة بين الشباب ورواد المساجد لكي نفشل مخططات الصهيونية المستهدفة لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين المسلمين أتباع دين السلام والإخاء والمحبة والتسامح. وعن مكونات المشروع الذي سينفذ برعاية رئيس الجمهورية أوضحت المؤسسة أنه سيحتوي على تجهيز زاوية أو ركن ثقافي تنويري في كل مسجد يستهدفها المشروع برفوف خشبية مزججة مزودة بألفي عنوان من كتب التراث والفقه والمراجع الإسلامية بنسبة (40%) وكذلك بالكتب الثقافية المعاصرة بنسبة (20%) وكذلك تزويد المكتبة بموسوعات عالمية وعلمية وقصص هادفة وتعريفية بثقافة ومعتقدات شعوب العالم المختلفة بنسبة لا تقل عن (80%) وتزويد المكتبة المذكورة بكتب مختلفة، تهتم بثقافة الأطفال والشباب بنسبة لا تقل عن (22%) وكتب ومراجع وموسوعات مختلفة دينية وسياسية وعلمية بنسبة (10%) من محتويات المكتبة قيد المشروع. |