الترحيب الشعبي المتزايد بإجراءات وزارة الأوقاف له الكثير الذي يبرره؛ فمنذ دخل العمل الحزبي أحشاء المسجد، حدث انحراف مريع برسالة بيوت الله ترتبت عليه انعكاسات سلبية مست في العمق وجدان المجتمع. لقد كان مهماً- بمعايير الحرص على السلم الاجتماعي- أن تبدأ الأوقاف هذه الخطوة برد الاعتبار للمسجد الذي اقتيد قسراً لأداء الخدمة في معسكرات حزبية مشبوهة. وعلى وافر أهميتها- فإن خطوة من هذا القبيل أتت متأخرة غير أن مأتاها أفضل من عدمه بالمرة. وغير بعيد أن وزارة الأوقاف- التي يديرها الوزير حمود عُباد - ستواجه جملة من العثرات في هذا الطريق، ذلك أن ذوي المصالح العديدة من استمرار السيطرة على بيوت الله لن يسلِّموا بسهولة لسلطة القانون، والذين اعتادوا اصطياد المصالح في المياه الملوثة، وبالخروج عن القانون سيضرهم- بالطبع- أن يبدأ النظام والقانون صولتهما الخلاقة، وبالتحديد حماية بيوت الله، ورسالتها الإنسانية التي ترتفع درجات بالوحدة الوطنية، وتحمي المكونات الثقافية للمجتمع من الأرَضة الخبيثة التي تحاول اختراق السياج الثقافي لوجدان المجتمع. لقد كان المسجد النقطة التي تلم شتات الاختلاف نحو وحدة إنسانية عمرت الأرض، وأشاعت الإسلام على معظم البسيطة. من هذا المنطلق ترتفع الأصوات الشعبية الشادة على أيدي وزارة الأوقاف التي أحسنت صنعاً بكل تأكيد. ولمن يريد البحث عن الأسباب، إليكم التالي في حديث لاحق. * عبدالله الحضرمي |