القرآن وإعادة صياغة العالم ..!! مما لا شك . فيه اننا نعيش واقع لا نجد له توصيفا.. سواء من الظلم .. والاستبداد .. على المستوى الاقليمي والعالمي , واقع بلغ درجته سقفا لا يوصف من الاستبداد .. انتقل به الى حالات اجرامية غير مسبوقة اعتبروا فيها المحللين أن غوانتنامو .. حضارة أمريكية الطراز . وابو غريب بمثابة حريةغربية النزعة . وهذا الواقع اذا أردنا أن نبحث له عن معالجة . . فهذا الواقع العالمي يستلزمه اعادة صياغة . . وفقا .. لشريعة السماء .. من هنا نفيد بطرحنا الخاص الامثل . ألا وهو لابد للقرآن أن يعيد صياغة العالم .. من جديد . . لقد بحثت في المصادر الغربية .. عن القوى العالمية التي حملت على عاتقها . . اعادة صياغة العالم . . وكان الغريب .. من خلال تصريحاتهم .. انهم طرفان . أما يهودي أو صليبي .. فاين هم العرب . .هل هم تلك القطة المستأنسة كما قال احدهم أدناه . كلاهما أي الصليبي واليهودي . .. قد نقلا العالم . الى وضع زرائبي . قال تعالى عنهم ..(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ) (محمد : 12 ) (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف : 179 ) فكيف بمنهجية الانعام للكفار ان تتحكم في مصير العالم في زمننا الراهن.. وكان هذا السياق ما قاله لورنس براون .. ان عظمة الاسلام تتلخص في همجية الاسبان بعد أن خلت أرضهم من الاسلام . " ففي الوضع الزرائبي ينقسم الى نوعين ..ثمة حظائر من الدرجة الاولى ..التي تتعلق .. ببيوت الاثرياء . فتكون بيوتهم أعلى من الحظائر .. أما حظائر الدرجة الثانية . وهي تتمثل في غرفة .في البيوت الطينية للفلاحين الفقراء . . يأكل ويشرب وينام مع جاموسته الوحيدة أوغنماته .. ..في فلسفة الزرائب .. ربما يختلف معي البعض بأن هناك في العادة ثمة شيء من العدل . بألا تضع حيوان ناطح بجوار حيوان آخر أجم . أو حيوان شرس بجوار حيوان ..ضعيف على الطوالة التي يأكل منها تلك السوائم . أو كأن يعتني الفلاح بالحيوان الهزيل . وكأن ينظفها من الروث على التوالي .. اما سجوننا .. فهي حظائر(زرائب) من الدرجة الثالثة والرابعة . أو العاشرة . تفتقر الى أبسط أصول ومقاييس الادمية ليقول أهل حقوق الانسان انها لا تصلح للكلاب . وكان في بلاد الغرب . هناك في سجن بل مارش .. يضعون الاسلاميين في زنازين مع المجرمين الضالعين في القتل وسفك الدماء . وفي غوانتنامو. . وضعوا الاسلاميين في حظائر من الاسلاك يتخللها الجرزان كما نقل برنامج سري للغاية يوما . وعلى الوضع العام للشعوب في فلسفة الحكم الزرائبي . أن يتعاملوا مع الشعوب كالتعامل مع القطعان . . او الدواب . ألتي تسمن للذبح في نهاية المطاف ولا ثمة تعامل معها .إلا بالجزمة . أو خطف الاسلاميين . من الشوارع في العالم كما حدث لأبو عمر في أيطاليا . . أو أن نرى شخصا .. قد غطوا جسدة العاري بالفضلات الادمية حتى وجهه ..فأي واقع زرائبي يسود العالم . ان الحياة حتى وان اختلفت الهوة ما بينك وبين الخصوم . لابد أن يكون هناك معايير أخلاقية تحكم السياق . فالقضية مباديء ؟.. وليست نوعا من المافيا أو الاجرام . لهذا كان الاسلام دين أخلاق . أنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق . هكذا قال المصطفى . وحينما سألوا السيدة عائشة عن خلقه الكريم . قالت كان خلقه القرآن. حتى انني وجدت في قاموس هانز فير .. أن مصطلح زريبة zareba مفردة متواجدة وسينتهي الامر الى اشتقاقاته اللغوية . كأن يزربن الحكم . أو يزربن العالم .zarebize بما يحمله من الاستبداد العربي . قد المصطلح نقل الى قواميس الغرب .. بعد أن كنا .. للمجد فوق الثريا *** غدونا بالذل نعل البغال انه واقع كما يصوره أحد الشعراء الافاضل . في قصيدة . يتهادى في مراعيه القطيع. أبلادي هكذا ؟ كلاّ… فراعيها مريع. و مراعيها نجيع. و لها سور و حول السور سور حوله سورٌ منيع ! و كلاب الصيد فيها تعقر الهمس و تستجوب أحلام الرضيع ! و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا إنما… لا يستطيع.. ففي عهود الحكم الزرائبي المعاصرة وما يحملها من بوهيمية . بوهيمية تعالج الحياة بالنطح والحوافر . واسقاط الروث من المؤخرة .بلا مبالاة . أفسدت بحوافرها وروثها كل شيء .. تعليم واقتصاد وقيمة عملة وقيمة انسان ..حتى الدستور أفسدوه .. فهي انظمة لا تفهم قيمة القرآن .ولا مانع أن يحذفوه من الدستور كمادة للتشريع . .فأهل الله وخاصته في السجون والمعتقلات خلف الاسوار .. يسامون سوء العذاب ..البوهيمية وفلسفة الحوافر لا تفهم قيمة القرآن ككلام الله أو.. ككتاب ..ضخم ..نزل من السماء . عظيم .. مجيد . (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (قـ : 1 ) والواقع الزرائبي . لا يفهم قيمة الانسان فقيمته .. قيمة الانسان كرباج ,.. ومشنقة ..ووجبه من الخبز العفن المغموسة بكرامته . قال الله تعالى ..لقد كرمنا بني آدم . (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء : 70 )ولكنهم لم يكرموه . أضاعوه . وأضاعوا بيته . واضاعوا . كل شيء .. ينتظرالانسان الموت و أي حفرة .. في يابسة الارض ..كقبر يدفن فيها الاحلام والحياة . انه الانسان .. عندما يحكم الاستبداد أو الحكم الزرائبي . ولا قيمة للفكرعنده .. خاصة في معالجاته للواقع ... بتصوراته البهائمية . وانتهت الجرائم ضد القرآن نفسه . رأيناها . في وزير داخلية لدولة عربية يدوس المصحف بنعليه او بحوافره اذا جاز التعبير . . ويقول للاسلاميين بكل تحدي . هذا هو ما تحتمون به .!! وجدناها في غوانتنامو . أن يلقى القرآن في المراحيض ... وجدنا في تونس . أن يجلبوا المصاحف الى السجناء . . ومن ثم يدوسون عليها . بشكل.. مستميت في محاربة السماء .. لقد كان القرآن . في عصورنا الحالية في مواجهة . مباشرة . . مع سلوك الفكر الزرائبي لهؤلاء. . فالدعوة كما تفتق ذهن فرعون . يريد ان يجعل دعوة موسى الكريم في أضيق الحدود ألا وهو السجن ... كمنهج فرعوني في المعالجة . (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) (الشعراء : 29 ) رغم من أننا نعيش المأساة على المستوى العالمي فأوضاع الامة بالرغم من ثورة الاتصالات الا أن هناك أبعاد وحقائق قد غيبت عن عمد قد لا تنقله وكالات الانباء على وجه الدقة ولا تساق الا عفوا ... لتفضح حجم المصيبة التي تعيشها الأمة تبعا للمنطق الفرعوني الذي سقناه .. إن الواقع الاسلامي يعيش تراجيديا من نوع غريب لقد توقفت مليا أمام تصريح للسيد بيل شوستر مفاده ان أمريكا تنفق ملايين الدولارات في اعطاء وجبات غذائية اكثر من الكافي ، ونسخ من القرآن للمعتقلين وسجادات صلاة للسجناء تتوافق مع المقاييس الدينية ..(1) We spend millions of dollars per year supplying more than adequate meals and a Koran to every detainee along with a prayer rug that meets their religious standards Bill Shuster(1) أهلا أهلاً أيها السادة.. هكذا وصلت الصفاقة الى نهايتها.. انه يقول انها تتوافق مع المقاييس الدينية .,. ماذا يعني أن ملايينا تنفق على واقع بائس كان سجناء العالم هم من الاسلاميين في ليصبحوا أبطالا مأساويين على هذا النحو . إذن من يدافع عن الإسلام من يدافع عن هذه الامة ؟ التي تعيش السجن والمصيبة والمأساة ..!!؟ ولنزيدكم من البلوى جانب آخر . يقول ما يكل ايزيكوف : اظن ان السطر الاخير لي ولجريدة نيوز ويك اننا تراجعنا ازاء الشيء المحدد ..عن القرآن والمرحاض للأسباب التي ذكرتها أنت للتو (2) I think the bottom line for me and for Newsweek is that there were a lot of - we did retract this specific matter about the Koran and the toilet for the reasons that you just cited...Michael Isikoff(2) هل هذا هو مقام كلمة الله في الكون ألتي نزلت قدسا وعدلا ومجدا على جبل النور بمكة ان يكون مرتبطا بسياق المراحيض لنرى على الشبكة ،أمريكيا يضرب بالرصاص على القرآن ويضعة في المرحاض ومن ثم يشد السيفون عليه أما والله لو كان هذا في زمن الفرسان الأوائل لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها لأقاموا الدنيا جيوشا تزحف ورايات تخفق .. ونذهب الى مقام آخر . لتسخر أوريانا فالاسي من القرآن قائلة : هل تريد القناص يتجول تحت نافذتك الاجابة كلا هل تريدون القرآن في مدارسكم الإجابة بالقطع كلا ..(3) Do you want the hunter to go hunting under your window? No! Do you want the Koran in your schools? No! …Oriana Fallaci(3) لا شك أن الحقائق لا تنقل لنا على نحو جيد فيما يخص أوضاع الأمة الإسلامية إلا فيما يخص تصريحات كهذه.. لتبين الى أي مدى ان الأمة تعيش تحت وطأة وضع اجرامي لا نظير له ألا في عصر هولاكو أو حرب صليبية عالمية .. ولكن من يدافع من يحمي من ينقذ امة تنفق عليها ملايين ليس للرفاهية ولكن ان تعيش أجواء السجون كوجبة وسجادة صلاة وقرآن للسجين ..ويعتبرونها بصفقاتهم مقاييس دينية اننا نعيش العار ولا نجد كلمة توازي حجم المأساة .. أيها السادة .. إننا نبحث عن الحرية تلك الحرية التي بمثابة شيئا لا يمنح لأي شخص في الوجود ..بل ان الحرية تنتزعها الشعرب ,, الناس يكونون أحرارا حال كونهم أرادوا أن يكونوا أحرار .. وعليه .. فإننا نريد صياغة العالم الى مدينة فاضلة . utopia.. بدلا من هذا الواقع الزرائبي . وهذا لن يتحقق الا من خلال اعادة صياغة للعالم بالقرآن .. وشريعة الله . إعادة صياغة العالم.. نعم هناك قوى في العالم تعبث بمصير العالم . . تفتعل حروب . وتقوم بالإبادة.. وتتعامل مع الامة الاسلامية بمنطق السطو المسلح . وتصدر تصريحاتها من آن لآخر تعلن إنها تعيد صياغة العالم . . ويقول الغرب .. لنا . بل ويؤكد لنا . أنه . لا مجال الا تسليم العراق . وافغانستان . ,وان نترك فلسطين تحت الاجرام والقتل اليومي بلا قتال وأن من منظورهم ان المقاومة غير مشروعة . ففي أي منطق وفي أي شريعة هذا الكلام .؟ انها شريغة الغاب والزرائب .. انه منطق الغرب . .كما جاء في فيلم .. ريسرفوار دوجز . ..Reservoir Dogs.. حيث يقول مستر وايت الى مستر بلوند . Mr. White to Mr. Blonde.. إذا حلمت انك تطلق علي الرصاص فمن الأفضل أن تستيقظ وتعتذر . "If you even dream about shooting me you better wake up and apologize" دعونا نقف على تصريحاتهم بشأن إعادة صياغة العالم : جاء في الخريطة الجديدة للبنتاجون . لخريطة هندسة المستقبل . The Pentagon's New Map, Chapter 1 - New Rule Sets, Section - "A Future Worth Creating," Pg. 50. [نحن البلد الوحيد في العالم الذي له القدرة لبناء القيم حولنا والتي بدورها تحرك العولمة.. التقدم في خيار الحرية ، وحرية الحركة . حرية التعبير .. وحرية المرأة .. والملكية والتعليم . تعريف العولمة هو عدم الاستقلالية المتبادل وان تعولم الاقتصاد والمجتمع .. وعليك ان تقبل ان العالم سيغير مستقبلك اكثر مما أنت تغير العالم في المقابل استمرار الماضي حيث يتبع الولد منهج آباءه في الاحتلال .] يقول رئيس مجلس الكناس العالمي . . في إشارة مبطنة وتحريض مبطن . .. بغية محاصرة الهند والصين من خلال .. تصريح له يقول . .. الهند والصين يريدان صياغة العالم . وهو ينم إن القوم على يقظة لأي تحول في العالم من شرقه إلى غربه . ومن شماله إلى جنوبه . وأن كل شيء تحت الرصد .. وعنوان أخر يفيد الثورة العلمية تعيد صياغة العالم . وفيها إشارة الى السير نيوتن .والبعد اليهودي في عقيدة نيوتن . كان هناك قوى أخرى على البعد المالي .. وهو عنوان لبحث يقول كيف نعيد صياغة النظام المالي العالمي . وإشارة ضمنية لتصريح صندوق النقد الدولي .." إدارة السياسات المالية لا توفر ضمانا ماليا ضد الأزمات الاقتصادية في العالم .. وكان هناك .. عنوان أخر .. كيف تستطيع المعجزة الاقتصادية الأمريكية إعادة صياغة العالم . بالإضافة الى بحث يتناول أفكار وأحداث اجتمعت منذ عام 1776 كان لها الدور في إعادة صياغة العالم . ولم ينس الكاتب . ان ينوه عن البرت اينشتاين اليهودي في السياق. وبحث آخر .. تناول الحرب في العراق ستعيد صياغة العالم . وجدت بحثا آخر يفيد أن الإعلام هو الذي يعيد صياغة العالم . وأضافوا . ان الصحفيين هم من يحملون على عاتقهم هذه المهمة .. Media Reshape the World. ويضيف المصدر..يقوم الصحفيون بأخذ الأشياء الأقل غرابة ويصيغوها في كلمات لكي تبدو كأخبار حيث يقوم الصحفيين بإعادة صياغة الواقع . يجتزءوا التفاصيل ,, ويبسطون الأحداث ويقومون بتحسين الكلام العادي .. أحيانا يختلقوا كلمات مأثورة لإبداع موضوعا . في حكاية ليصلوا إلى الهدف في صياغة فكر الجماهير . تقول براندا بيترز . كن مثل المياه لطيفا وقويا كن لطيف كي تسري في الممرات الطبيعية للأرض . وقويا بما فيه الكفاية لكي تعلو وتعيد صياغة العالم . هكذا تصريحات من آن لأخر على الساحة العالمية بإعادة صياغة العالم . فأين نحن . ؟ وما هو دور الامة في الوجود الكوني . . وما للمرء خير في حياة **** إذا ما عد منسقط المتاع او كما قال الشاعر : ويقضى الأمر حين تغيب تيم *** ولا يستأذنونوهمشهود. إلا أننا لابد أن نقول أن الغرب . في ظل هذا التصرف الشيطاني بأوضاع العالم . فهذا يحث الخطى بالعالم نحو الكارثة ..دينية واخلاقية واقتصادية وان الكارثة بالفعل قائمة في أطار التفعيل فنحن بلادنا محتلة . العراق . وأفغانستان ..وفلسطين تحت الاحتلال .. والعرب سقط متاع . .لا محل لهم من الإعراب اللفظي او السياسي في واقع الأحداث الجسام التي تصنع العالم . . بالرغم أنهم هم المعنيون بالأمر برمته وليس هناك بلاد محتلة في العالم بأسره إلا بلاد العرب والمسلمين . وفي هذه الأمور من اللامبالاة العربية يتعامل الغرب بأساليب الغمز واللمز .. هناك أقوام يعيدون صياغة العالم بالقوة والحوار . ولكن القطة هناك يغلبها النعاس والعالم يعيد صياغة نفسه ليتلاءم مع راحتها واطمئنانها .. There are people who reshape the world by force or argument, but the female cat just lies there, dozing; and the world quietly reshapes itself to suit her comfort and convenience. --Allen and Ivy Dodd تصورنا .. أنه لابد .. للأمة الإسلامية . بقفزة هائلة . إلى عالم الصدارة . نحن أناس لا توسط بيننا لنا ****الصدر دون العالمين أو القبر حتى في مقاييس الغرب . أنه على قدر الصعاب يكون المجد ..كما قال شيشيرون The greater the difficulty, the greater the glory.. Marcus T. Cicero وإذا قال بارون جريم . ان مجد أمة ما او عصر ما عادة مرتبط بقلة من الأشخاص العظماء .. ويختفي باختفائهم .. The glory of a nation and an age is always the work of a few great persons, and it disappears with them.- Baron Grimm ~ إلا أن هذه الامة . ما عقمت بعد ولا جف رحمها .. فهذه الأمة . ما زالت رائعة بعظمائها .. رائعة بقوافل الفرسان التي لن تتوقف .. إنها أمة خلقت للمجد .. هذه الأمة . قضيتها المجد في الكون .. وصناعة التاريخ .. ان هذا الواقع البائس لن يفت في عضدنا . قال تعالى (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (آل عمران : 139 ) (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون : 8 ) هذه الأمة خلقت لتعيش .. فوق القمة الشماء . كما قال الأستاذ عمر ابو ريشة في قصيدة نسر أصـبح الـسفح مـلعبا للنسور فاغضبي يا ذرا الجبال وثوري لملمي يا ذرا الجبال بقايا النسر وارمـي بـها صدور العصور وقـف الـنسر جـائعا يـتلوى فـوق شـلو على الرمال نثير وعـجـاف البغاث تـدفعه بالمخلب الغض والجناح القصير فـسرت فـيه رعشة من جنون الـكبر واهـتز هـزة المقرور ومضى ساحبا على الأفق الأغبر أنـقـاض هـيـكل مـنخور وإذا مـا أتـى الغياهب واجتاز مـدى الـظن من ضمير الأثير جـلجلت منه زعقة نشت الآفاق حـرى مـن وهجهاالمستطير وهوى جثة على الذروة الشماء فـي حـضن وهجهاالمستطير أيـها النسر هل أعود كم عدت أم الـسفح قـد أمـات شعوري انتهى انها قصيدة تمثل الواقع العربي والإسلامي . حينما تدفعه عجاف البغاث بالمخلب الغض والجناح القصير . ولكنه ما جبلت به كياناته من العزة .. لم يرتض إلا القمة . حيث صدرت منه زعقة دوت في الأفاق . وهوى . الى مكانه . أما آن الأوان . ان تثور ذرى الجبال وتثور . ها نحن اليوم كأمة إسلامية .. نريد صياغة العالم من جديد .. وفقا . لوحي السماء .. قال تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت : 51 ) . فإذا كان للفكرة . والكلمة أبعاد في التغيير وإعادة صياغة الواقع . كما قال ستالين .. الأفكار أكثر قوة من المدافع .. ولن نسمح لأعدائنا ان يمتلكوا المدافع ..لن نسمح لهم بأخذ الأفكار . Ideas are more powerful than guns. We would not let our enemies have guns, why should we let them have ideas. Joseph Stalin ومن هنا كان تصورنا ان كلمة الله أي(القرآن الكريم ) هي المرتكز . في تلك القيامة الفكرية التي نبتغيها على الساحة .. صياغة البنية العقلية للأمة هي بداية الانطلاق . . القرآن دستور الأمة الإسلامية جاء في الحديث: "كتاب الله فيه خبر ما قبلكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل". قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. الله الذي له ما في السموات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد} [سورة إبراهيم]. جاء في فضائل القرآن للرازي.. ولا يسمح لأحد أن يتخلف عن حفظه أو تحفظه وتلاوته على الدوام إلا عن عذر ظاهر. أهل القرآن هم أهل الله وخاصته :. عن أنس بن مالك – رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن لله أهلين من الناس"، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: "هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته" (ر واه ابن ماجه). القرآن له كلمة الفصل في كل ما هو آت .. (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) (الأنعام : 57 ) وعليه .. لا يمكن . أن تكون إعادة صياغة العالم .. بقوم اتخذوا القرآن ظهريا ومهجورا . (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان : 30 ) بل ان السياق يتطلب .. ألا يكون القرآن في بيوتنا .. مهملا .. عليه الغبار .. أو لا يقرأ من رمضان الى رمضان . لابد ان يكون ثمة ورد يومي لكل مسلم . لابد أن يكون هناك تحولا . فكريا . او قيامة فكرية . اذا صح التعبير . بغية أن يهيمن هذا القرآن على العالم من جديد وتفيء البشرية الى بر الأمان في كنف الله تعالى . ورضاه .. ان اعادة صياغة العالم بالقرآن يحمل مشروعا حضاريا .. بمعايير العدل الالهي . حتى يسود العدل هذا العالم . (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين : 8 )من خلال تطبيق شريعة الله .. كانت البداية العظمى في بنائية الكيان الإسلامي للأمة بالأمس هو القرآن الكريم .. يقول بن خلدون ." إعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار الدين أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق فيه الى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده من آيات القرآن .. وبعض متون الأحاديث وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه بعد ذلك من الملكات وسبب ذلك أن التعليم في الصغر أشد رسوخا وهو أصل لما بعده لأن السابق للقلوب كالأساس للملكات وعلى حسب الأساس يكون حال من ينبني عليه . "عن القرآن قال الرسول .. وقال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: "كان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن يحفظ القرآن". نحن الان بصدد قيامة فكرية عظمى . و كما قال بن خلدون أن الأساس هو القرآن . نعم لن نترك هؤلاء يعيدون صياغة العالم وفقا .. لخيالهم المريض .. الذي نجم عن تصورات نيتشه . أنه لا حقائق ولكنها ثمة تفسيرات .. "There are no facts, only interpretations". Nietzsche وهذا مناقض للسياق الإسلامي . فنحن لا نتعامل مع الموهوم . ان الإسلام هو الحق . نعم إننا لا نتعاطى في العقيده إلا مع الحق المحض... اننا نؤمن بالله .ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا . قال تعالى: (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (البقرة : 147 ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (لقمان : 30 ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الحج : 6 ) إننا لا نتعاطى . إلا مع الحق المحض ..ككيان ومعادلات ..والتي تعني معادلة الحق . في كل أجواء الباطل الكوني . (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد : 2 ) لا سبيل لنا إلا القرآن .. وسنة الرسول الأكرم .. التي تمثل التفصيل .. لكلمة الله (القرآن الكريم ) هذا هو الطريق ولا طريق غيره . بغير ذلك لن تكون هناك صياغة للعالم من قبلنا . ولن يتحول هذا الوضع الزرائبي للعالم الى مدينة فاضلة يسودها الامان وإعلاء لكلمة الله . بدون اعادة صياغة العالم بالقرآن .. لن تزدهر أشجارنا المحترقة . قالوا : ما المجد إلا هادما صنما أو رافعا علما أو باعثا أمما .. كان الأنبياء صلوات الله عليهم .. هم من كانت قضيتهم الكبرى أعادة صياغة الواقع .. فإبراهيم عليه السلام بتكسيره للأصنام ,ومواجهته مع النمرود .. كان يعيد صياغة واقع اجتماعي .. بغية ارساء القضية الكبرى في الكون أن الله هو الحق .. أن ما يدعون من دونه الباطل . (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (لقمان : 30 ) كان يحي في مواجهته مع حاكم ظالم .. هو إعادة صياغة للواقع .. كان محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهته .. مع صناديد قريش .. وأئمة الكفر من أبي لهب وأمية بن خلف .. وتكسيره للأصنام في جنبات الكعبة .. ورفع الظلم .. عن كاهل الواقع الاجتماعي الاقليمي والعالمي .. من كسرى وقيصر . هو اعادة صياغة للواقع العالمي . كما قال . ربعي بن عامر . لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله . ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة . الإسلام هو إعادة صياغة للواقع على أسس من العدل والفضيلة والأخلاق .. كما قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .. بل أن أذكار الصباح والمساء .. وتكرار . لا اله الا الله .. على النفس .. تجديدا للايمان .. واعادة ترتيب الذهن والقلب ايمانيا . نعم كانت مهمة الأنبياء هي إعادة صياغة الواقع الكوني تبعا لشريعة الله ومنهجية السماء . وكان التحول على الواقع العالمي .. كما قال الكاتب الانجليزي .. جون أوستن ..لقد كان محمد في اقل من العام كان هو الحاكم الروحي والفعلي للمدينة ويده على الرافعة التي كان مقدرا لها أن تهز العالم .. In little more than a year he was actually the spiritual, nominal and temporal rule of Medina, with his hands on the lever that was to shake the world. : John Austin نعم.. كان محمد .. هو الذي غير العالم الى . الحق والعدل والحرية . لقد كانت رسالة الإسلام هي العدل إلى البشرية كان من بين المواقف التي .. تعبر عن مدى منهجية أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في معالجات الواقع بروح العدل .. ماذكرته كتب التاريخ . عندما أرسل رسول الله صلى اله عليه وسلم عبد الله بن رواحة لجمع خراج خيبر، أهداه اليهود كمية من التمر الفاخر، لعله يخفف عنهم، فقال عبد الله رضي الله عنه: : تطعموني السحت والله لقد جئتكم من عند احب الناس الي يعني رسول الله ولانتم أبغض الي ، ولا يحملني بغضي لكم وحبي اياه ان لا اعدل عليكم فقال اليهود بهذا قامت السموات والأرض.. أي بالعدل والقسط .. قال تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد : 25 ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 ) لقد قدم الإسلام للبشرية الكثير ولم ولن ينتهي دوره .. يقول روبرت برفولت .. كان العلم من الاسهامات العظيمة للحضارة العربية الى العالم . Science is the most momentous contribution of Arab civilization to the modern world.. Robert Briffault… Making of Humanity" العظماء في العادة هم من يبحثون عن القضايا الضخمة في الوجود .. ولا يضيعون ثمة وقت في قضايا .. ليست ذات بال . أصحاب التحولات العظمى في العالم . هم الانبياء . واعادة صياغة العالم . هي قضية الأمة في وقتنا الراهن . فإذا كانت الرسالة السامية للبشر تنطلق .من السمو حيث السمو .والاشتقاق اللغوي يرتبط بمفردة السماء وكلام السماء وشريعة السماء . كلام السماء ... هو قضية العظماء أي الأنبياء . وورثتهم من العلماء .. وكذا الثوار .. القرآن هو القضية الضخمة في هذا الوجود الكوني . وتفعيله في الواقع الحياتي وهيمنته على العالم . من جديد .. هي قضية . من تلقفوا الراية من الأنبياء . القرآن هو تلك القضية الضخمة . (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (المزّمِّل : 5 ) لهذا قال لها مضى وقت النوم يا خديجة . قضية لا يعتريها فتور ولا مهادنة . ولو كان قمرا على يمينه وشمسا هناك على يساره الشريفه كما قال المصطفى . نعم القرآن هو القضية الضخمة . (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر : 21 ) القرآن له القيمة العظمى . فالحضارة الإسلامية حضارة قرآن . تنعكس إشعاعاته النورانية . على الذهن والعقل . والكيانات الإبداعية والعمرانية . . القرآن هو الآلية العظمى في التغيير . قال تعالى : (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) (الفرقان : 52 ) هو الالية العظمى في تغيير البنية العقلية والذهنية التي تنعكس على حركة المسلم في الحياة وبالتالي تغيير العالم . على أسس من الحق والعدل والحرية والفضيلة . كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الية من اليات التغير على الواقع الاجتماعي .. ومنها قول الرسول .. وعن أبي سعيد الخدري -رضى الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من رأى منكم منكرا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم بل أن الأمر بالمعروف هو من خصائص هذه الأمة . (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران : 110 ) وهذا عنصر مهم من آليات التغيير وإعادة صياغة للواقع .. أن كلمة حق عند سلطان جائر . عنصر من عناصر التغيير وإعادة صياغة الواقع .. لابد أن نضع في السياق . أن هناك . أبعاد مهمة في مضمار اعادة الصياغة . يتلخص في نقاط .. (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور : 55 ) وهو تحقيق الشرط الأساسي للتمكين . يعبدونني لا يشركون بي شيئا . الاستعانة بالله .. (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة : 5 ). و في قوله عليه السلام لعبدالله بن عباس : ( يا غلام أني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سالت فاسال الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على إن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف ) الاستنصار بالله .. (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران : 160 ) التفويض لله .. (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر : 44 ) (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) (غافر : 45 ) ان القرآن بما يحملة من تصورات يحمل مشروعا حضاريا راقيا . تقول .. الليدي ايفيلين كوبولدlady .E cobold " ان أثر القرآن في هذا التقدم الحضاري الإسلامي لا ينكر ..فالقرآن هو الذي دفع العرب الى فتح العالم ومكنهم من أنشاء إمبراطورية فاقت إمبراطورية الاسكندر الأكبر. والإمبراطورية الرومانية سعة وقوة وعمرانا " يقول لوبون : ان هذا الكتاب القرآن تشريع ديني وسياسي واجتماعي وأحكامة نافذة منذ عشرة قرون " وترتبط القضية بالفكر . فالفكر الذي بمنأي عن القرآن .. ليس له في سياق التغيير .. وتحقيق أبعاد المجد .. نصيب . يقول المفكر الفرنسي :فنساي مونتاي .F. Montague.. ان مثل الفكر العربي والاسلامي البعيد عن تأثير القرآن كمثل انسان فارغ من دمه . وهي كلمة قالها المصطفى . صلى الله عليه وسلم " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " رواه الترمذي لذلك قال تعالى . (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى : 52 ) كثير من المفكرين . يبجثون عن حياة لأفكارهم . أي يريدون . بحثا ذو صيرورة تاريخية . على مر التاريخ تضمن لهم البقاء والخلود . وتجاوز المراحل .. والحقب الزمنية . أي يخافون أن يصيب فكرهم بعد مائة سنة . رائحة النفتالين . من هنا . كان الفكر المغموس في نورانية وإشعاعات القرآن يتميز .. بالنورانية على المدى البعيد وتعاقب الأجيال جيل بعد جيل . ويتميز فكر البشر .. بصيرورته التاريخية . حال انعكست نورانية كلام الله على كلام أولئك المفكرين . من هنا قال علماءنا في الماضي . انه لا يخلق على كثرة الرد .. أي لا يصيبه ما يصيب أي كلام آخر . من فقدان القيمة أو استشعار الملل من كثرة الترداد . وهذه القيمة الكبرى . استوعبها حتى الأجانب . تقول الباحثة الايطالية . L.Veccia vagliere "ان هذا الكتاب الذي يتلى كل يوم في طول العالم الإسلامي وعرضه لا يوقع في نفس المسلم أي أحساس بالملل ،على العكس انه من طريق التلاوة المكرورة انه يحبب نفسه الى المؤمنين اكثر فأكثر.. انه يوقع في نفس من يتلوه أو يصغي إليه حسا عميقا من المهابة والخشية .",,. ان القرآن آلية التغيير في الكون . وهو .. المرتكز . في تكوين البنية العقلية والحياتية . بل كان مثار التغيير وإعادة صياغة العالم من أبعاد الكفاح .. والثورات ضد الاستعمار . يقول E. Derminghm " سيكون القرآن حافزا للجهاد يردده المؤمنون كما يردد غيرهم أناشيد الحرب ، محرضا على القتال جامعا لشؤونه محركا لفاتري الهمم فاضحا للمخلفين مخزيا للمنافقين واعدا الشهداء بجنات عدن " قال تعالى : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (المزّمِّل : 4 ) فمن خلال ترتيل القرآن يتم الصياغة الفكرية للقارئ ويستقى التصورات .. (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (صـ : 29 ) ومن خلال التدبر لأيات القرآن .. يتم الاستيعاب واعادة صياغة البنية العقلية والفكرية . القرآن هو حياة الأمة وعزها ومجدها . وهو الذي لابد به من أعادة صياغة الواقع حينما يتم تفعيله . في واقع الحياة . ,وأوليات التفعيل . هو أن تحكم شريعة الله اليابسة الإسلامية ومن بعدها يتم هيمنته على العالم . في فكر الناس وتصوراتهم ومعالجتهم الحياتية .سلوكا ومعاملات وكفاحا وجهاد.. لابد ان تكون شريعة الله نافذه وفاعلة وحاكمة على واقع الحياة والناس .. (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً) (النساء : 65 ) وقال تعالى. (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة : 44 ) (وَكَتَبْنَ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة : 45 ) (وَلْيَحْكُمْ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة : 47 ) القرآن وإعادة صياغة العالم . فيه خير الأمة .. وفيه .. مجدها .. وتتزل به عليها الرحمات .. (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ) (المائدة : 66 ) لقد آن للأمة ان تقيم القرآن . لتأكل من فوقها ومن تحت أرجلها . هل أن الأوان لتلك الأمة أن تستوعب الآية الكريمة(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) (الزخرف : 44 ) فهل آن الأوان لرجال الفكر والجهاد والكفاح أن يعيدوا بالقرآن صياغة هذا الواقع الكوني .. من جديد . · * * * * * هامش 1)WCC chief says China and India will reshape our world 2) How America's Economic Miracle Will Reshape the World (and Change Your Life) 3) HOW TO RESHAPE THE WORLD FINANCIAL SYSTEM 4) The ideas and events of 1776 came together to reshape the world.By Katherine Kersten 5) Will war reshape the world? By Peter Fray 6) Like water, be gentle and strong. Be gentle enough to follow the natural paths of the earth, and strong enough to rise up and reshape the world."- Brenda Peters- الشعب |