القرضاوي يدعو لمناظرة مهاجمي الجزائر أعلن الدكتور يوسف القرضاوي اليوم الجمعة إدانته للتفجيرات التي شهدتها الجزائر مؤخرا، داعيا منفذي الهجمات للدخول معه في مناظرة "بالحجج والبراهين لا بالقنابل والمفخخات" بشأن أعمال العنف التي يقومون بها. وقال القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة "لا يجوز لنا السكوت على هذه الجرائم الوحشية، لا أدري أي قلوب يمتلكها هؤلاء الأشخاص (منفذو التفجيرات) لتقتل العشرات وتهدم البيوت". وأضاف القرضاوي "بأي منطق يفكرون وبأي شرع وبأي دليل من الكتاب والسنة يستندون في أعمالهم تلك ويسمون ما يقومون به جهادًا ويعتبرون عملهم هذا غزوة بدر"، موضحًا الفرق الشاسع بين تلك الهجمات و"غزوة بدر". وتابع القرضاوي أن أعداء غزوة بدر كانوا من الكفار المعادين للنبي، وليست "ضد من ينطق بالشهادتين ويصلي إلى القبلتين"، في إشارة لتفجيرات الجزائر. ودعا الشيخ القرضاوي منفذي التفجيرات إلى الدخول في مناظرة معه قائلا: "أدعو هؤلاء الشباب الذين يدعون أنهم يتمسكون بالإسلام ويعملون باسمه أن يأتوا لنناقش معهم بالحجج والبيانات لا بالقنابل والمفخخات (ما يتبنونه من فكر)". وأضاف: "أدعوهم إلى أن يناقشوا أو أن يجالسوا العلماء، أما استباحة الدماء فهو فكر الخوارج الغلاة التي جاءت الأحاديث بذمهم" ، مشددا على أن هؤلاء الشباب يجب عليهم ترك ما هم فيه من عزلة عن الناس والسراديب أو قمم الجبال التي يختبئون فيها، وأن يخالطوا الناس ويناقشوا العلماء ويناقشهم العلماء. وأوضح الشيخ أن "آفة هؤلاء الشباب في عقولهم ورؤؤسهم وليس في ضمائرهم؛ فقد أساءوا فهم الإسلام فأساءوا تطبيقه". وقال: "هؤلاء يعطون الحجج والفرصة للذين يتهمون الإسلام بأنه دين عنف"، داعيا إياهم أن يعودوا لرشدهم. وأكد القرضاوي أن الإسلام يشدد على حفظ الدماء "حتى في الحروب ينهى الإسلام عن قتل غير المحاربين أو المقاتلين فما بالنا بالآمنين؟ إن حق الحياة حق عظيم يحافظ الإسلام عليه". وأضاف أنه إذا كانت هناك اشتباكات في الماضي بين الجماعات المسلحة والسلطات، فإن السلطة الآن تقدم يديها للسلام مع هؤلاء، مستدلا على ذلك بدعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للوئام الوطني. وطرح الرئيس بوتفليقة منذ نحو عامين ميثاق السلم والمصالحة في محاولة لإنهاء سنوات العنف التي شهدت إزهاق أرواح قرابة 150 ألف شخص؛ وهو ما أدى لتراجع أعمال العنف بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية. الاسلام اليوم |