المؤتمر نت - .
عبدالكريم الرازحي -
شفط النفط أم ضخ الديمقراطية!؟
عندما قال الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن وجود القوات الأمريكية في العراق «احتلال غير مشروع» اسودّ وجه البيت الأبيض وظهر أكثر من ناطق باسم البيت وأكثرمن حانق وناعق يحتج على تصريح خادم الحرمين الشريفين. أحدهم يطلب توضيحاً وآخر يطلب تفسيراً، وثالث يطلب تكذيباً. وأخيراً طلع علينا هذا البولتون «جون بولتون» السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة وهو يفتل شواربه ويبرم جواربه ويصرخ بمخالبه طالباً من الملك عبدالله التصحيح..! وهل تدرون من أين طلع علينا هذا «البولتون»! طلع من قناة «الحرية» ومن قناة «التحرير». أقصد من قناة «الحرة» الناطقة باسم الاحتلال والممولة من الكونجرس الأمريكي. أربع سنوات مرت على غزو أمريكا للعراق واحتلاله وهذا «البولتون» الذي تحتل شواربه شاشة الفضائيات يريد أن يقنعنا بأن وجود القوات الأمريكية في العراق ليس بغرض الاحتلال. طيب لأي غرض جاءت هذه القوات! لقد غزت أمريكا العراق بحجة البحث عن سلاح دمار شامل، واتضح أن تلك أكذوبة وأن سلاح الدمار الشامل هو هذا السلاح الامريكي الذي دمر العراق دماراً شاملاً. يقول المؤلف الأمريكي «مايكل مور» في الفصل الخامس من كتابه: (يا صاح أين بلادي؟) مخاطباً الرئيس الأمريكي: (توقف عن التصرف كلص يقول: سلم أسلحتك وحسنا سلم نفطك). توجه مباشرة نحو النفط وكف عن الهراء المتعلق ببناء الأمة والديمقراطية. لقد قالوا بأنهم سيضخون الديمقراطية إلى العراق ومنه إلى المنطقة لكن الحقيقة هي أنهم غزوا العراق لشفط النفط أما الديمقراطية فلم يحدث مرة في التاريخ ان دخلت إلى بلد محمولة فوق الدبابات وقاذفات القنابل. كما لم يحدث مرة أن دخل محتل إلى بلد وقال: أنا الحرية. إلا إذا كان هذا الغازي المحتل يقصد بالحرية تحرير البلد المحتل من ثرواته وتحرير الشعب من أي شكل من أشكال المقاومة والاحتجاج ليصبح في نظره شعباً من العبيد الأحرار.

*نقلاً عن صحيفة عكاظ
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 01:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/42817.htm