ثروت:لهذه الأسباب قاطعت الفيديوكليب انتقد المطرب المصري محمد ثروت "السيولة" في سوق الأغنية وقال عنها إنها "لا تسمح بمتابعة هذا الكم من الأغنيات، فكل شهر يظهر 50 مطرباً أي بمعدل مطرب وربع كل يوم". متحدثا عن اتجاهه للانشاد الديني الذي يتخذ طابعا صوفيا. وتساءل في حديث لـ"العربية.نت" خلال زيارته لمسقط مؤخرا "لا أفهم مثلا تصوير أغنية في ملهى ليلي، فالغناء أصبح مرتبطا بالعري والإيحاءات البذيئة بدعوى الحرية ومواكبة العصر والحقيقة أنها لا تنتمي لثقافتنا بصلة". وتابع: نعاني حاليا من فقدان الهوية ومحاكاة الغرب في الأشياء السهلة التي لا تحمل قيمة فنية، علما بأن الغرب مازال محتفظا بفنونه الأصيلة بدليل وجود المسرح الغنائي والأوبرالي، وحتى أميركا تسعى لأن يكون لها كلاسيكياتها الخاصة. وأضاف بنبرة يملأها الحزن: للأسف أرى أن ما يحدث للفن والثقافة العربية بدأ يؤتي ثماره، حيث لا يبرز صاحب الموهبة بقدر صاحب الشئ الغريب، ومن هنا ضاعت مواهب كثيرة ذنبها أنها تحمل قيمة، وهنا يكمن الخطر حيث يلقي الإعلام بظلاله، والخوف هنا من تسطيح الفكر وعدم تركيزه على تراكمه الحضاري. وعن دوره كمطرب معروف وتلميذ للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب قال: مازلت في موقعي أمارس الغناء في حفلات بالدول العربية عبر القافلة السياحية المصرية، حيث قمت بإحياء 15 حفلة في دار الأوبرا خلال عامي 2005 و2006. التصوف في أغانيه وبرر ابتعاده عن سوق الفيديو كليب بقوله: أحب الغناء على المسرح جدا ولا أجد نفسي بعيدا عن خشبته، فيما تحدث عن اتجاهه إلى الأغاني الدينية التي تحمل طابعا صوفيا، وهل هو اتجاه شخصي نحو التصوف فقال: تعلمت الغناء من خلال قراءة القرآن والابتهال والتواشيح خاصة أنني أنتمي لمدينة طنطا حيث قبر السيد البدوي والاحتفال السنوي بمولده. ويواصل ثروت : شاركت منذ بداياتي الفنية في حفلات الليالي المحمدية بمصر ثم مهرجان الموسيقي الروحية بالمغرب 2004 الذي فجر بداخلي طاقات الغناء الديني ونال نجاحا كبيرا وحصلت على شهادات تقدير خلاله . ذكرياتي مع عبدالوهاب ولا يمكن الحديث مع الفنان محمد ثروت دون الولوج إلى عالم أستاذه الراحل محمد عبدالوهاب، حيث أضاف: أتشرف بأني تتلمذت على يد عبدالوهاب فقد قام بتلحين العديد من الأغنيات لي مثل (عاشت بلادنا) و(الأرض الطيبة) و(النور والحرية) و(ياحياتي) و(القمر اللي غايب). وتداعى مع ثروت شريط ذكرياته مع استاذه فقال: أتذكر عندما كنت مع عبدالوهاب في مقهى بباريس وتجمع حوله المعجبون من الجالية العربية هناك، وازدحم المقهى بشدة ولم ينقذنا من هذا الازدحام إلا بعد أن أتى لنا بعض الأصدقاء لإنقاذنا. ويضيف: حدثني عبدالوهاب كثيرا عن علاقته بأحمد شوقي وكيف زار بصحبته الحي اللاتيني، كان عبدالوهاب دائم الحديث عن الثقافة الفرنسية وعلاقة التأثير والتأثر بينها وبين ثقافتنا العربية. مؤسسة لكفالة الايتام الفنان محمد ثروت يعيش تجربة عمرها 18 عاما من العمل الإنساني، وعن ذلك يقول : أمتلك مؤسسة ثروت لكفالة اليتيم بمسقط رأسي في مدينة طنطا بمصر، وهذه المؤسسة لها 3 فروع في المدينة وفرع رابع بمدينة رأس البر المصرية، وبها دار لتحفيظ القرآن الكريم وناد ثقافي ومسجد وفصول للتقوية، وخصصت 60 فداناً من الأراضي باسم المؤسسة حتى يلتحق بها أبنائي الذين يتخرجون ليحملوا الراية ويخدموا وطنهم كما خدموا. |