ثلاثون يوماً من الروحانية وعبق الإيمان جالت في ثنايا النفوس، رافدة ما جدب منها بأنهار من الأمل والحب. وكما كان الشهر الفضيل موسماً لتفقد أحوال الفقراء، فإن هذا السواد بكل تأكيد يحتاج إلى الطعام والرعاية في كل أيام السنة، وإذا كان فعل الخير مٌضاعف الثواب في رمضان فإنه في بقية الأيام غير مضيعٍ بلا شك. إنها دعوة للخروج من دائرة النظر إلى الفقراء مرة واحدة كل عام، وربما الأهم من ذلك هو احترام فقر هؤلاء والترفع عن استغلالهم في ماراثونات السياسة والمال. وسواء الأشخاص الذين ترق قلوبهم على غرار بيضة الديك أو الأطراف التي تتسلق على أهداب الفقراء عبوراً إلى ضفة المكاسب، يلحقان أبلغ الإساءة إلى المعسرين نتيجة الخروج عن قاعدة الإحسان القائمة على السرية والإخفاء (حتى لا تعلم شماله ما أنفقته يمينه). بكلمة أخرى، لا يصبح إحساناً ذلك الذي يلقى أمام العدسات والأعين. إنه ضرب من الطعن في المروءات وغرز السكاكين في الحلوق والبطون الخاوية. علماً إنه ما إن يتكدس الثراء في طرف ما،الا وكان هناك في الضفة المقابلة أعداد من الفقراء تتصاعد. |