المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
الانترنت.. مساحة للعلاقات الخطرة
أشارت دراسة أجريت على مرتادي الانترنت من الشباب العربي أن 65% من الشباب العربي المستخدمين للدردشة الإلكترونية (الشات) همهم الأول تكوين علاقة عاطفية، دون أن يرى معظمهم الطرف الآخر، كما خلصت الدراسة إلى أن وسائل الاتصال الحديثة أصابت كثيراً من الشباب العربي بهوس عاطفي يؤدي إلى الاستغراق في أحلام اليقظة، حين يحاول الشاب أو الفتاة تحقيق ذاته نفسياً وعاطفياً عبر التكنولوجيا، خاصة إن كان قد فشل في تحقيق ذلك على أرض الواقع، ولا يخفي الشباب هوسهم في الانترنت كوسيلة تخترق العالم وتخترق المسافات ...

يقول كريم 20 سنة (طالب جامعي ): أعترف أن لدي هوس بالانترنت، لأن الشخص يكون أكثر شجاعة عادة في الحديث عبر الانترنت أو من خلال البريد الإلكتروني ويكون أخف دماً وتزول العقبات النفسية من أمام الشباب غير القادرين على الاتصال بشكل فعال في اللقاءات الشخصية، وبدلا من أن يبحث عن فتاة أو صديقة ويبتدع طريقة للتعارف، ويواجه المشاكل والغيرة والمشاجرات يكون التعارف والتحادث عبر (الشات) أفضل بكثير، حيث تزول الكثير من الحواجز بين الطرفين ويتحدثون في مواضيع لا يمكن مناقشتها في الواقع.
عن نفسي لا أؤيد الزواج عن طريق الانترنت... العلاقات العابرة أفضل، لأن الزواج حتماً سيفشل لأن كل طرف يتخيل الآخر ومشاعره ونظرته نحوه دون أن يكون واثقاً من تخيلاته لذا فالشخص المتفائل يصاب بالإحباط عند اللقاء الحقيقي لأن الخيال يكون أفضل من الحقيقة بكثير.

مأمون ( جامعي): رغم إيجابيات التكنولوجيا الحديثة الكبيرة إلا أنها تستنزف أيضا عقول الشباب وتسطحها عبر تدمير الأسرة وبالتالي تدمير المجتمعات العربية، لقد قللت من الاندماج العائلي وقللت فرص الحوار بين الأب وأبنه والزوج وزوجته وأبعدت الناس عن بعضها حتى كادت تنقطع صلة الرحم، فبعض الشباب يقضي نصف يومه محبوساً داخل غرفة مع جهاز الكومبيوتر دون أن تدري إلى أي بقعة من بقاع الأرض، وبعضهم يضيع وقته في علاقات عاطفية وهمية داخل عالم افتراضي، ومن المعروف أن عدد مستخدمي الانترنت من الشباب في تزايد مستمر حيث تكتظ مقاهي الانترنت إلى جانب وجوده في أغلب المنازل، وبات الحب والزواج والطلاق عبر الانترنت ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا وخصوصاً في المجتمعات التي تكثر فيها حواجز الفصل والمحظورات.

سامر 19 سنة (طالب جامعي): التكنولوجيا تفتح لنا آفاق جديدة، وكلنا يحتاج إلى عاطفة، وهي متفاوتة من إنسان إلى آخر، وكل شاب وفتاة يحتاج إلى العاطفة مهما كبر في السن وأن لم يجدها عند الأب والأم سوف يبحث عنها خارجاً عند صديق أو صديقة أو حبيبة ليبادلها تلك المشاعر وإلا سيبقى الإنسان يائس ومحبط ، وفي مجتمعنا لا يستطيع الشاب العثور بسهولة على الطرف الآخر القادر على سماعه ومبادلته العاطفة فنلجأ إلى الانترنت، حتى لو كانت المشاعر كاذبة فهي بمثابة متنفس للشخص، وهي جيدة لمن يبحث عن التواصل مع الآخرين.

ولا يخجل سامر عندما يقول انه يدخل غرف الشات باسم كاتيا 82 ويطلب أن يتحدث مع فتيات أعمارهن من 18 إلى 22 بحجة انه يريد اختراق عالم الفتيات ليؤلف كتابا ..!

حسن 28 سنة (مبرمج حاسوب): العلاقة بين الجنسين من خلال الانترنت تجربة جذابة للكثيرين، يبحثون فيها عن التواصل وكثير منهم يعيشون الوهم ويركبون موجة الأحلام مبتعدين عن الواقع هاربين إلى عالم افتراضي مفتوح عبر كلمات خارج الزمان والمكان، فيقضي هؤلاء ما يزيد عن نصف يومهم على الانترنت يرسلون الخطابات الإلكترونية ويدخلون مواقع الدردشة، وتتطور إلى علاقة عاطفية فتنتقل أحياناً إلى الواقع ويلتقي الحبيبان ليجعلا من حلمهما الافتراضي واقع ملموس لكن غالباً قد يكون هذا الحلم مبني على الخداع والمكر من قبل الطرفين وتكون الصدمة وبعدها الندم، لكن هل سيتوقف الذي أكل الصدمة عن اللعب عبر المسافات، الكثير منهم يعللون ويعدون أنفسهم بالأفضل ويعلقون الآمال على أمر في عالم الغيب وذلك بكل بساطة لأن هوسهم بالانترنت تطور ووصل إلى درجة الإدمان.

رولا 24 سنة (طالبة جامعية): أن الانترنت هو عالمي الخاص الذي استطيع أن أتكلم من خلاله مع مجموعة أصدقاء في آن واحد ولا أجد صعوبة في التعبير عن مشاعري فكل شيء يمكن أن أتكلم فيه، لكن ضمن الحدود، فالتعبير عن الحب من خلال التكنولوجيا ليس عيباً في حد ذاته، والإفصاح عن المشاعر ليس عيباً ويكون أسهل بكثير من المواجهة، لكن ضمن إطاره الخاص المنضبط أما عندما يستخدم في علاقات غير شرعية فهذا حرام وعيب..!

منذر 34 سنة (علاقات عامة): أن الهوس العاطفي الإلكتروني هوس مشاعر وخصوصاً بين جيل الشباب وما هو إلا هروب من الواقع حتى يحقق الفرد الرضا، هناك شريحة من الشباب يلجؤون إلى الانترنت كوسيلة جديدة لإنشاء علاقة غير صحيحة أو محرمة فيحدث خلالها تجاوزات خطيرة وحصول ممارسات فاحشة من خلال الكاميرات أو ممارسة الجنس في غرفة الدردشة وغالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 13-22 عام، وهي أخطر مرحلة .
كما أن للانترنت تأثير كبير على الحياة الزوجية وأصبحت مشكلة تسترعي الانتباه تعاني منها الأسر سواء كان القصد من استخدامه جيداً أو سيئاً ففي الحالة الأولى يستغرق الزوج في الجلوس أمام الانترنت ساعات طويلة مما يؤثر سلباً على التزاماته وعلى علاقته بأهله وأصدقائه وواجباته الاجتماعية، أم الثاني وهو التعارف والارتباط العاطفي سواء من قبل الأزواج أو الزوجات، حين ينبهر الرجل بالإغراءات التي تعرضها المواقع الإباحية وغرف الدردشة فيفتح بابه لما يمكن تسميته (الزنا الإلكتروني)، وهناك نساء يجلسن لساعات أمام شاشة الانترنت يبحثن عما يشبع لهن عاطفتهن أو غريزتهن بالعلاقات المحرمة بسبب غياب الزوج، وغالباً ما تدفع الأسرة كلها فاتورة الخيانة الإلكترونية بالانفصال أو الطلاق أو دمار الأبناء نفسياً.

لقد حققت الانترنت لمن يريد كل ما يريد، البعض انغمس دون اكتراث لنصح أو إرشاد ثم والبعض خشي ضياع السنوات هباء في علاقات لا طائل منها فتراجع قليلا، والبعض أسس نتيجة فشله في استكمالها موقفا من الانترنت. إيلاف
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 02:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/43802.htm