المؤتمر نت - منظر من شبوة

المؤتمرنت-شبوة-نبيل اليوسفي -
أبناء شبوة( ما في أزين من الوحدة .. ولا رعى الله ذولاك الأيام السوداء)


قبل سبعة عشر عاماً من اليوم كانت الوحدة حُلماً يراود كل يمني في الداخل والخارج، وظل هذا الحلم يداعب الوجدان المغرورق بالأمل إلى أن ولد فجر الثاني والعشرين من مايو 1990 زغردت الأفواه الريانة بالسعادة، وتعانقت القلوب الملتاعة التي مزقها التشطير .  ومنذ ذلك اليوم المشهود بدأت اليمن السعيدة تخطو خطواتها نحو التقدم وسمت النهضة العملاقة في شتى المجالات.


 وهنا في محافظة شبوة - التي كانت إبان العهد الشمولي تعيش في ظلام دامس بددته الوحدة المباركة وكبرت الفرحة بتعدد المنجزات..
المؤتمرنت حاول التقاط بعض الفرح من الملامح التي يزداد توهجها مع اقتراب موعد العيد السابع عشر لتحقيق الوحدة اليمنية.


* سالم صالح علي لزنم – من منطقة خورة- قال: الوحدة اليمنية منجزٌ عظيم انتظرناه بفارغ الصبر، وإني لأتذكر ذلك اليوم الذي تعانقنا فيه مع إخواننا في الشمال؛ حيث تقافزت دموع الفرح، ومازلت أتذوق طعم ذلك اليوم في كل لحظة من حياتي.
وأضاف: قبل تحقيق الوحدة لم أشعر بالأمان على مر حياتي، خصوصاً وأني افتقدت الكثير من أهلي دون أن أعرف حتى هذه اللحظة ما هو الذنب الذي اقترفته.. زد على ذلك أن كل واحد من أفراد أسرتي كان يخشى قريبه.. فالأب يخشى ابنه والعكس، وحتى النساء كذلك.. لكن الآن والحمد لله ساد الأمن والأمان والاستقرار.


 وإذا سلطنا الضوء على التعليم، فلم يكن في ذلك الوقت سوى مدرسة واحدة للبنين والبنات، وتضم مديرية عتق كلها، لكن الآن هناك أكثر من عشر مدارس للبنين، وخمس مدارس للبنات..

*عبد القادر حسين  قال :  بالأمس كان ، إذا قدر الله ومرض أحد أفراد منطقتنا ، نضطر لإسعافه إلى مدينة عتق - على بعد أكثر من سبعين كيلو متراً   فيموت أغلبهم في الطريق، حينها لم أكن أصدق أنه سيأتي يوم تتوفر فيه المستشفيات بهذا الكم، وتشق الطريق إلى أمام منزلي.  والله لقد كان ذلك حلماً مستحيلاً، لكن قدرة الله فوق كل مقدرة، وإرادة الشعب فوق كل إرادة، مضيفاً في سياق حديثه المرح: (سأسرد لك مثالاً واحداً هو مدينة عتق، فلقد كانت قبل تحقيق الوحدة عبارة عن صحراء قاحلة تتناثر في أفيائها الحيوانات، لكن اليوم الأمر اختلف، وتوسع عمراني، وبناء مرافق حيوية، وكلها تصب في خدمة الوطن والمواطن..


• صالح عوض علي - الذي طغت عليه ملامح الشيخوخة- يعبر عن هذه المناسبة بلهجته البدوية: (الوحدة يا ولدي زينة، ولا في أزين منها، ونحن نوجه الشكر للرئيس علي عبدالله صالح، ونقول له الله يحفظك لأنك حققت لنا كل شيء، ويكفينا الحرية والانتخابات، ذي نعبر من خلالها عن آرائنا)..


وأضاف ( لا رعى الله ذولاك الأيام السوداء اللي أحرقتنا بنارها.. كانت أيام لا أمان ، ولا رحمة، ولا تآخي، وكل واحد نفسي - لا يهمه أخوه ولا ابنه ولا عمه، ولا خاله، وكانت المصالح الشخصية تغلب على المصالح العامة، إلى درجة أن أحدنا لم يكن يصدق أنه سيعيش إلى الغد، ولولا الوحدة المباركة لهلكنا..  ثم اختتم حديثه بالقول: الله يحفظ شعبنا ورئيسنا، ويهلك كل من يحاول أن يؤثر أو يزعزع أمن اليمن واستقراره..


أثناء تجوالي في مدينة عتق، وبالتحديد في سوقها لفت انتباهي مجموعة من الرجال يتضاحكون في "حيور"، فانضمت إلى حلقتهم، فسألت أحدهم وهو علي أحمد الجنيدي - من مديرية نصاب عن شعوره بعيد الوحدة المباركة- فأجابني مندفعاً بلا تروًّ: (يكفينا من الوحدة أننا صرنا نجتمع بأصدقائنا متى ما نشاء، وأينما نريد، ولا تستغرب من قولي هذا، إذْ أنه إبان العهد الشمولي، لم نكن نستطيع أن نجتمع لحظة واحدة، وكان الإنسان بمجرد أن يُشك فيه ينتهي من الوجود، ولا يبقى له أثر).. وأضاف مستطرداً: (عندما جاءت الوحدة شعرتٌ كأني ولدت من جديد، وشعرت أن كل الأشياء حولي تعيش في نفس شعوري.. كل هذا بفضل الوحدة المباركة.

قبل مغادرتي المدينة المزدانة بقناديل السرور التقيت بمحمد علي الملحمي، ودخلت معه في نقاش حول الوحدة - المنجز العظيم- فخرجتُ منه بالحصيلة التالية: (الوحدة أحلى وأجمل وأعذب كلمة سمعتها في حياتي، وكلما رددتُ أحرفها مرات عديدة كلما شعرتُ بأن كل الأشياء حولي تبتسم، ولو سألتني ما هو السبب في كل هذا الشعور الدافق، لضربت لك – فقط - مثالاً على الاستثمار في محافظة شبوة، وتنافس الشركات العملاقة على ذلك، فهل كان هذا موجود في العهد الماضي البغيض طبعاً لا ،  ولذلك فإن الاستثمار قد وظف الكثير  من الأيدي العاملة الوطنية و ساهم إسهاماً كبيراً في تقوية اقتصادنا الوطني وقريباً إن شاء الله وأنا لا أتحدث من فراغ قريباً سوف ننافس باقتصادنا المتنامي الدول المتقدمة.. هذا بالنسبة للاقتصاد، وإذا عرجنا على المجالات الأخرى فإننا سنجد التقدم والتطور قد اعترى كل شيء.
وأضاف متفاخراً: (قبل الوحدة كنا نذهب وسط الظلام الدامس لنأتي بالمياه من أماكن بعيدة وسط المخاطر والأهوال، أما الآن فالمياه إلى المنازل، والكهرباء سكنت الأرياف والمدن، وحتى خيام البدو الرحل.. ثم اختتم حديثه بالقول وهو يقبل يده ظهراً وبطن: الحمد لله نعمة وهبها الله لنا من السماء ولا ينكرها إلا جاحد..


* كلما مررت بمجلس أو مدينة أو قرية بدوية وذكرت كلمة الوحدة أرى الأسارير تتفتح كالأزهار والأفواه تتناثر أحرفها الذهبية بسجية وجزالة، وفي إحدى الخيام التي مررت بها والريح يداعب الرمال المشتعل استضافني بضعة بدو رحل، وسار حديثنا عن الوحدة كماءٍ سلسبيل ، إلى درجة أن قام أحدهم ونفخ نايه، وحوله أفواه تردد كلمات شعرية تمجد الوحدة اليمنية، ورغم أني لم أفهم الكلمات إلا أن معانيها أزهرت لها نفسي..

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 04:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/43869.htm