المؤتمر نت - عبدالعزيز الهياجم
عبدالعزيز الهياجم* -
الإرهاب الأكبر
بتأكيده على ان ما تقوم به العناصر التخريبية في بعض مناطق محافظة صعدة يعد اشد صنوف الارهاب وضع الاستاذ علي محمد الأنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الامن القومي في اليمن توصيفا دقيقا لخطر هذه العصابة.

اذ ان ذلك التوصيف يمكن الاستدلال عليه بصورة او بأخرى بما جاء في قوله عز وجل في محكم التنزيل (والفتنة اشد من القتل) واسقاط ذلك على الفروقات بين ارهاب الجماعات المتطرفة والتي نفذت عمليات تفجير وقتل ذهب ضحيتها ابرياء واستهدفت منشآت حكومية اومصالح غربية وبين ارهاب العصابة المتمردة في بعض مناطق محافظة صعدة والتي ايضا يذهب ضحيتها أبرياء.

الحالة الثانية لاتبرر الاولى فكله ارهاب لكن الفرق هو ان الجماعات المتطرفه مع تسليمنا بانها تتشكل من شباب مغرر بهم الا انهم ينفذون عملياتهم في اعتقاد منهم بأنهم يواجهون فسادا اخلاقيا ودينيا وحالة ذل وهوان للامة الاسلامية وحكوماتها وبالتالي فإن مايقومون به هو جهاد واي نصر يحققونه هو نصرة للدين واي استشهاد مكافأته الجنة.

وهذه الحالة الاولى امكن للدولة مواجهتها عبر مسارين متلازمين هما الاجراءات الامنية والحوار الفكري الذي اقتنع بموجبه مئات من الشباب المغرر بهم والذين عادوا إلى جادة الصواب والحق.

اما الحالة الثانية فإن خطورتها تنبع من كون عناصر تنظيمها الارهابي والتخريبي وان كانت تتلاقى في مسألة التعبئة الخاطئة والتغرير بالشباب فإنها لاتقوم على مسألة نصرة لدين الله وجهاد ضد فساد اخلاقي وديني وغيره ازاء حالة الهوان والذل التي تعيشها حكوماتها وشعوب الامة الاسلامية.

اذ ان الهدف هو انتصار لعصبية مقيته ولاحلام وطموحات تراود من اسسوا هذا التنظيم المتمرد الذي يقوم على استقطاب الاتباع وفقا للانتماء العرقي اوالسلالي ومن ثم طاعة السيد والموت من اجله.
وعند ما نتحدث عن مسألة التغرير بالشباب في حالة الجماعات المتطرفة نجد ان مسألة الفقر والبطالة والاوضاع المعيشية فضلا عن استنهاض الشعور الديني والغيرة على كتاب الله وسنة رسوله وتكون هي البيئة الحاضنة التي يمكن التعاطي معها ووضع المعالجات عبر الحوار الفكري والاقناع بالحجة والبراهين والاتفاق على الالتزام بالثوابت الاسلامية وتنفيذ احكامها وايضا معالجة اوضاع هؤلاء الشباب بعد عودتهم من خلال توفير فرص العمل وسبل الرزق لهم.
وكثير من هذه الاوضاع التي تمت معالجتها اثبتت ان مطالب هؤلاء الشباب الذين غرر بهم هي ان يروا ان الدنيا لازالت بخير وان الدولة تستمد قوانينها واحكامها من شرع الله فهم ليس المهم عندهم من يحكم وانما المهم بماذا يحكم.

اما في الحالة الثانية المقصود بها العناصر الارهابية التخريبية في بعض مناطق صعدة فإن مطالبها وطموحها ابعد من ذلك وارهابها لم تكن بيئته الحاضنة شبيهة بما هو عند التنظيمات الارهابية الاخرى فشبابها معروف ان اغلبهم ان لم يكن جميعهم كانت لهم وظائف حكومية واعمال خاصة ولم يكن مضيقا عليهم بل كانت لهم مدارس كانت تحظى بكل الدعم والرعاية باعتراف الدولة ومسئوليها وبالتالي فإن البيئة الحاضنة لارهابهم تقوم على احلام واوهام إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستعادة تاج ضائع وكهنوت يقوم على الاستبداد والصفوية وبالتالي فهم اشبه بتنظيم نازي اوفاشي.

*الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 10:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/44118.htm