المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
مئات العرقيات يتاجرن بالجنس في سوريا
قالت صحيفة النيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم إنّ بعض اللاجئين العراقيين الموجودين في دمشق انحرفوا نحو تجارة الجنس بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها. وأكدت أن الحرب الطائفية في بغداد وفي محافظات البلاد الأخرى أفقدتهم كل ما كانوا يمتلكونه.

وذكرت الصحيفة قصة (أم هبة) التي كانت في بغداد ذات يوم أما مثالية في التزامها الديني وجديتها واستيقاظها للصلاة مع كل فجر، لكنها اضطرت الى تشغيل ابنتها ذات السنوات الست عشرة في ملهى ليلي. بضاحية دمشق والذي أصبح محلاً للدعارة، مشيرة الى أن الميليشيات الشيعية والسنية التي خرّبت كل شيء في العراق بنزاعها الطائفي، أقعدت الأب عليلاً في بيته، ودفعت الأم الى الهرب بابنتها نحو الضياع حيث تعيشان مع الوف اللاجئين في سوريا.

وذكرت النيويورك تايمز أن الأم أخذت ابنتها بيديها الى النادي الليل على الطريق السريع والذي أصبح مكان للدعارة. تقول ام هبة "كنا فخورين بشرفنا لكننا فقدنا كل شيء حتى شرفنا".

قالت ذلك بينما كانت ابنتها ترقص على المسرح مع حوالي أربع وعشرين بنتاً اخريات كن شبه عاريات.

وأكدت الأم لصحفية النيويورك تايمز أنْ لا أحد يجد عملاً في دمشق، والعديدون من العراقيين اضطروا للمتاجرة بالجنس أو العمل في النوادي الليلية. وفي وسط دمشق يتكلم رجال بحرية كاملة مع القوادين الذي يتواجدون في محلات العصير والأكلات السريعة حيث يتم اختيار النساء ليعبرن الشارع الى حيث يوجد من "يشترون". وكل ذلك يتم بكلمة السر"إن الرجال يودون شرب كأس من الشاي".

وقالت مراسلة الصحيفة في دمشق إن الطريق الى الدير التاريخي (سيدنيا) الذي يؤمه كثيرون من الحجاج المسيحيين والمسلمين في أغلب الأحيان، يتحوّل هذا الطريق الأسطوري الى مرتع للمومسات العراقيات. العديد منهن بنات أو هن بالكاد في مرحلة مراهقتهن. والبعض منهن يخدعن بسلوك طريق الدعارة. لكن العديد منهن يقلن ان الحاجة ألجأتهن وأنْ لا طريق أمامهن غير هذا تجارة الجنس للبقاء على قيد الحياة.

وتؤكد الصحيفة أنّ ظاهرة تكاثر اللاجئين العراقيين أصبحت قضية متفجرة في أوساط المجتمع السوري فهي تسبب له مشاكل عديدة، لكن السوريين لا يستطيعون الكلام لإنهم يعرفون الظروف الصعبة التي يعيشها العراق في الوقت الحاضر. وطبقاً لمندوب الأمم المتحدة في دمشق فإن عدد اللاجئين تجاوز 1.2 مليون لاجئ من العراقيين. وأغلبيتهم يعيشون حالة اقتصادية متدهورة. ولإن البنات في حاجة ماسة الى أشياء كثيرة في حياتهن، يلجأن الى الدعارة بعلم عوائلهن أو بدونه.

وفي العديد من الحالات تقول الصحيفة فإن رب العائلة يجلب الزبائن الى بيته بنفسه. ويقول مسؤولو الإغاثة ان كثيرا من النساء جئن بدون مرافقة من احد ويمارسن الجنس كمهنة في سوريا. وأغلب الحالات تتأسس على فقدان رب العائلة قتلاً جراء تفاقم العنف الطائفي.

وقالت الأخت مارية كلود النداف وهي راهبة سورية في دير شيبارد بدمشق إن أغلب النساء فقدن المعيل في الحرب الطائفية وجئن الى هنا بحثاً عن عمل ولما لم يجدنه لجأن الى التجارة بأجسادهن.

واكدت ماريا أنها قابلت ثلاث أخوات يخرجن ليلاً بالتناوب لممارسة هذه التجارة ثم يجمعن ما يحصلن عليه لينفقنه على تغذية اطفالهن. وأكدت ان هذة التجارة رائجة منذ ثلاث سنوات، ومثل هذه المظاهر محرمة من قبل الحكومة السورية تماماً كالإفراط في المخدرات وكل الأفعال المعاكسة للاحتشام العام. ولكن الحكومة صامتة بسبب ظروف العراق وكما يقول (جانثر) مسؤول مكتب دمشق لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن الحكومة السورية كادت تكسر صمتها مؤخراً. وأوضح (جانثر) أن القلق على الشابات الصغيرات اللواتي يـُجبرن على ممارسة الدعارة. وأكد أن لمكتبه محادثات مع الحكومة السورية حول هذه الأزمة.

ومن جهة أخرى قالت (منى أسعد) محامية حقوق النساء السوريات إن بلدها فوجىء بأعداد اللاجئين الكبيرة وهو أصلا يعاني من الفقر بسبب الزيادة في كثافته السكانية (19 مليون) وظروفه الأقتصادية الصعبة. وأوضحت قولها: أحياناً ترى عوائل كاملة تعيش بهذه الطريقة والتي تشرف على المهمة الأم او العمة. وقالت لكن الدعارة ليست المشكلة الوحيدة، فالمدارس ايضا مكتظة، وأسعار الخدمات ارتفعت والنقل السكن. وأوضحت أن سوريا ليس لديها ملاجئ أو مراكز صحية لرعاية هؤلاء وبسبب الحالة في العراق فإن سوريا حذرة في إبعاد النساء. وأغلب أساليب الدعارة حسب قولها تحدث بصورة غير منظمة وهي تمارس في النوادي الليلية المعروفة والكازينوهات.

إحدى البنات (ماريا) تقول إنها مستعدة للذهاب الى العراق زحفاً على ركبها عندما يعود البلد الى حالته. وثمة صوت لأغنية شعبية حزينة تقول "بعد العراق أنا ليس لي وطن". غنتها ماريا. وأمام النادي الليلي (الروابي) وهو ناد معروف غالي الثمن تلجأ الكثيرات من البنات اليه، للحصول على بعض الدولارات.

ويقول مسؤولو الإغاثة أن بعض اللواتي يمارسن الدعارة يحصلن على أجر 50 دولاراً في اليوم أو أكثر وبعض الراقصات يحصلن على اجور اعلى لكنها في كل الاحوال لا تزيد على 200 دولار في اليوم.

اما المومسات الرخيصات فيمارسن دعارتهن عن طريق محلات التسجيلات وبيع الشربت والشاورما للتحرك على السياح من البلدان الأخرى في الشرق الأوسط كالسعودية والأردن وغالبا ما تمارس الدعارة في عطل نهاية الأسبوع على شكل سفرات الى المنتجعات السورية. هناك أيضا مومسات من بلدان أخرى روسيات ومغربيات بعمر 23 سنة وحسب (أم هبة) فإن 70 الى 80 بالمائة منهن من البنات العراقيات. وتتذرّع بالإيجارات الغالية والمعيشة الصعبة وأنّ الدعارة هو العمل الوحيد المتوفر. وكالات


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/44651.htm