سعيد حمزه -
زواج العربيات من الغربيين وهم أم أمنيات
ربما تكون أحدث المعلومات التي وصلت لنا ان تفكير الفتاة العربية بالزواج من غير العربي ، وقد يكون هذا التفكير جزءا من موضة العصر الذي يشهد تقلبات كثيرة كتقلبات الطقس ، أو قد يكون أثرا من آثار العولمة حتى إذا تحققت هذه الأهداف النسوية فإن العولمة تكون قد نجحت باختراق آخر حصن من حصوننا ، المرأة العربية معلمة الحضارات الصبر والشجاعة ، وراعية الأنوثة الحقة التي تقوم على الحياء والخجل ، والحافظة لدورها الوجودي الذي يقيم حدود الله. فإذا أصاب بعض العبث حقوق المرأة العربية فإن هذا العبث قابل للإصلاح أو التعديل أو التوجيه الذي يبقي على دورها الحضاري الأصيل على حاله بعد أن طال الفساد جوانب كثيرة من دور المرأة غير العربية ، المرأة بمفهومها العام أعز مكون من مكونات البشرية كونها مصدرا للإنجاب ومربية للأجيال التي أثرت العالم على امتداد أزمنته بالتدفق البشري الذي يحافظ على بقاء هذا الجنس من الزوال أوالانقراض ، فهل يصب هذا التفكير بحال الشباب العربي المنهك . نتمنى أن يكون هذا التفكير دردشة يقصد منها حث الشباب العربي على الاجتهاد والسعي نحو التطور كون هذه المداعبة تمس الجانب الهام والحساس لدى الشاب والمجتمع ، وأن لا يكون هذا التوجه جادا ، إذا كان كذلك فإنما يعني الخروج عن الهم الجماعي الذي فرض على وجودنا ، هم مقصود ومساند بأقوى الأمم المعاصرة التي تفكر بالسيطرة على ثرواتنا وقد نجحت ، وحين لاحظت بقايا قوى تتبعثر هنا وهناك وتشكل خطرا على أهدافها ، أخذت هذه المرة تتجه إلى ضرب الفكر بضرب كل مكونات الحضارة العربية للتخلي عنها أمام ما تقدمه هذه الحضارات من وسائل وطرق مادية وإعلانية لخلق حالة من شتم أنفسنا والتسول على أبواب تلك الدول بالانتماء لها ولأفكارها وحضارتها بولاء مجاني .
نعم توضع العوائق والحواجز كي تزيدنا شوقا ووهما ، وما تلك الطوابير التي تصطف أمام السفارات وتلك السفن التي تعج بآلاف الهاربين بين الموت والحياة والإذلال إلا نماذج من هذا الهم الذي طال أرزاقنا ويتجه صوب المرأة ليخرجها عن قالبها ويلبسها ثوبا لا يليق بها فيصبح الضرب أشد قوة وأكثر آلامال .
إنه الضرب على الدور الريادي والحضاري للمرأة العربية لتتحول إلى سلعة تجارية تعرض في الفترينات وتستخدم في الدعايات وتسرح وتمرح بلا حدود وتضيف إلى الشباب هما أكبر من همومهم فتكون بذلك قد ساهمت في زيادة الهوة أو الفجوة بينهم وبين التطور والتقدم لمواكبة مسيرة الحياة.
اتمنى ان أكون عربية ، هذه مقولة مشهورة لفتاة فرنسية زارت أقطارا عدة من الدول العربية واطلعت على دور المرأة وأحوالها ، وقد تمنت أن تكون واحدة منهن وحين سألت عن السبب أجابت بكل ثقة ووضوح وصراحة ، أن المرأة العربية مطوقة بحب زوجها وبالغيرة عليها وبصيانة دورها الأنثوي وتحظى باهتمام الرجل الذي يقدر مكانتها كما أنها تحظى بحب وعطف الأبناء وتتبادل الحنين معهم وخاصة عند سن الكبر والشيخوخة.
أمنيات أكدها صديق لي كان يعمل في أحد دول الخليج حيث وجد زوجا أجنبيا يتناول الطعام في أحد المطاعم على طاولة منفردة وزوجته على طاولة أخرى تجلس حائرة وحين جلس هذا الصديق صديقها في العمل أيضا على نفس الطاولة التي تجلس عليها وحين عرض عليها الإفطار معه فوافقت ، ولما سألها لماذا لم تفطري مع زوجك قالت لقد رفض لأني لا أملك ثمن الوجبة.
دهش هذا الصديق وتذكر ما حدث معه في أحد الليالي بعد أكثر من منتصف تلك الليلة حين جاءه صديق وكان قد أحضر معه وجبة عشاء فيها أكثر من عشرة قطع من"خبز العرايس" تناول منها قطعتين ثم حمل بقيتها واستأذنه بالذهاب إلى البيت ، وحين سأله صديقه عن السبب أجاب بأنه يجب أن يطعم أسرته مما أكل ، ذهب ثم عاد ليكمل عمله . الدستور

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 01:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/44666.htm