المؤتمر نت -
14 اكنوبر - حسام عزاني -
اكتوبر:علي يافعي..النورس الحكيم
التميز هو عنوان لمشوار هذا الفارس الذي لم يترجل بعد والذي مابرح حتى اليوم يزرع فنا راقيا وبه وطوال سنينا عديدة حجز لنفسه مكاناً عالياً في القمة التي ارتقى إليها ومعه عدد قليل من الذين تميزوا في فنهم.
هو آلاتي من عدن المدينة التي لا تنام وتغتسل صباح كل يوم بمياه شواطئ بحر صيرة القلعة الشامخة ورمز مدينة البركان التي كانت عصية على كل المستعمرين والغزاة الذين جاؤا إليها في غفلة من الزمن إلا أن جوابها كان قاسياً وفيه تم كتابة صفحات كثيرة من التضحيات والبطولات في سجل تاريخ ونضال امتنا.
في منتصف الأربعينيات كانت ولادته ونشأته بين أسرة بسيطة تجرع معها الكثير من المرارة التي كانت له المصل الذي حماة وكان حصنة من تقلبات الأيام ونكسات السنين اللاحقات التي توالت عليه بلا رحمة وكان راضيا بما قسم الخالق له من رزق ومال وزرعت فيه تلك الخوالي كل معاني الصبر والتحمل إلى ماشاء الله.
هو احد الشموع المضيئة في تاريخ المسرح اليمني ومن أشهر أعلامها التي ظلت معادلة يصعب حلها ورقماً لا يقبل القسمة على أثنين بموهبته التي أحرقت نفسها ببطء وصبر شديدين على مدى مشوار طويل لتضئ الدرب وتفسح الطريق والأجواء الواسعة للنوارس التي ظلت تحلق سنينا طويلة وكان له فضل على الكثيرين منها وأصبح دليلها الذي اعتمدت عليه ووثقت فيه أثناء تحليقها لأنه وفي لحظات حرجة أعانها على الوصول وبأمان إلى شواطئ بحيراتها المتناثرة على طول الطريق.
أختط لنفسه التمثيل والمسرح طريقا وعشقا لأمتنا هي وتحمل الكثير من النوائب التي لازمته وأجتهد للحصول على القليل من الأمل الذي أوصله إلى خط النهاية وكان له سبق ودور لا يغفل مع قلة من الذين سلكوا نفس الطريق في تثبيت وتدعيم ركائز هذا الفن الجميل والعريق في بلادنا والذي سخر له كل جهده وصحته وشبابه الذي أفناه في تقديم الكثير من الأعمال الفنية الرائعة الذي حيت كان ممثلاً ومؤلفاً ومخرجا عرف كيف يمتلك ويطوع أدوات فنه ويحكم سيطرته عليها بحنكة المتمرس الخبير وبجمالية لأتخفى على عين.
على مدى أربعون سنه شمسية ونيف عاصر جهابذة المسرح وقدم معهم أعمال خالدة ولا زالت على خشبتها وفي الإذاعة والتلفزيون وشارك في كل المهرجانات الفنية في الداخل والخارج وكان يشارك بالبنان في لحظات كثيرة من قبل الذين أحسوا بمشاعر الإعجاب بفن هذا المبدع الذي استخدم ورسم أجمل الألوان على لوحة ورسالة المسرح التي كانت دوما هدفا ساميا لكل النوارس التي رحل البعض منها وبقي هناك من ينتظر منها تواصل ذلك الحلم وتحاول تسيطر تاريخا مشرقا لا ينسى تستحق عليه تكريم وطنها ووفائه.
شارك مع آخرين في تأسيس فرقا مسرحية كبيرة ورائدة خلفت ورائها سجلا ناصعا وحافلا من التألق وساعد الشباب على تخطي الحواجز العالية في هذا الفن الراقي وفيه علمها الوصايا العشر التي ضمنت لها وبفلكها الضعيف اجتياز ألم العميق في رحلة اللا عودة والاختيار القاسي لمواجهة التيار الجارف لتستطيع خوض ذلك في كل حين.
استطاع تقديم الأدوار الفنية الصعبة والمعقدة التي تطلب خبرة عالية خاصة اكتسابه للتأهيل الخارجي في فن الاخراج وفك طلامسه المتشابكة كنسيج العنكبوت كما اسهم في تأسيس اتحاد الفنانين وجمعهم في إطار واحد.
كان وفيرو متميز العطاء في فنه وأصبحت عصاتة التي ترافق ثنايا أصابعه هي العلامة المتلازمة له كالظل الذي سبق صاحبه وخله الوفي وقرينة الذي لا يفارقه في كل طريق.
وحتى اللحظة مازال هذا الفارس يصول ويجول كرا وفرا يأبى الترجل ويهوى النزال في بطحاء المسرح الذي تاه فيها الكثير من الذين لم يفقهوا أبجديتها التي استعصت على كل من أختار الطريق القصير.
حكاية النورس اليماني الذي أمتعتنا كل تلك السنين وصلت إلى مفترق الطريق الذي فيه توجه كل منا إلى دربة الذي أختار وحتى حكاية أخرى أقدم البطاقة التعريفية والأعمال الفنية لهذا الرائع الذي كان ومازال قدوة يحتذي بها وأثرا يجب اقتفائه ولو بعد حين.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/44693.htm