المؤتمرنت -
2 مليون دولار لتطوير الإسلام في بريطانيا
أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن رصد 2 مليون دولار أمريكي لتطوير الدراسات الإسلامية بالجامعات البريطانية، وتشجيع ما وصفه بـ"الإسلام المعتدل" بحسب صحف بريطانية وأمريكية.
وجاء رصد بلير المليوني دولار خلال المؤتمر الذي بدأ أمس بجامعة كامبردج البريطانية ويستمر لمدة يومين، ودُعي إليه عدد كبير من العلماء والمفكرين الإسلاميين وممثلي هيئات إسلامية توصف بالمعتدلة في بريطانيا.
وقال بلير "نتيجة لما يحصل في العالم اليوم.. ثمة اهتمام عند كل فئات المجتمع لمعرفة المزيد حول الإسلام بكل تنوعه".

وقال في خطابه: "إن أصوات التطرف لا تمثل الإسلام، كما أن استخدام التعذيب لإرغام الناس على اعتناق المسيحية في الأزمنة الغابرة لم يكن يمثل تعاليم المسيح الفعلية".

وتزامنت تعليقات بلير مع نشر تقرير أعده الأكاديمي عطاء الله صديقي الذي حذر من أن الكثير من مقررات الدراسات الإسلامية في الجامعة لا تعكس حقيقة حياة المسلمين في بريطانيا خصوصا.

وثمة مخاوف من أن الأئمة المتدربين يتلقون تدريبهم على يد مرشدين أجانب ومع احتمال تأثرهم بأئمة متطرفين.

وقال بلير أمام المؤتمر الذي تشارك وزارة الخارجية في تنظيمه: "ننوي اعتماد الكثير من توصيات صدّيقي، وسنمنح تمويلات كبيرة لتحقيق هذا الالتزام".

وسيتم استثمار هذا المبلغ في تنفيذ مقترحات تقدم بها عطاء الله صديقي –أحد العلماء المسلمين في بريطانيا- ضمن تقرير طلبته منه وزارة التربية والتعليم البريطانية قبل عام تقريبا، حينما تعالت الأصوات داخل المجتمع البريطاني بأن الشباب المسلم أكثر عرضة للتطرف، حيث يُقبل الكثير منهم على دعاة "متشددين"، بحسب شبكة "سي بي إس" الأمريكية.

وقال صدّيقي في تقريره: "إن كثيرًا من المناهج لا تعطي الشرق الأوسط حقه كما ينبغي، على الرغم من تأثر نظامها بالشرق الأوسط، وعاجزة عن رسم تصوير لواقع المسلمين المعاصر في مجتمع متعدد الثقافات".

وأعرب مسئولون بحكومة بلير عن أملهم في أن يسفر هذا الدعم عن "تحول كبير" في تركيز تلك الدراسات الإسلامية على واقع المجتمع البريطاني الذي تكثر به الأعراق المختلفة، وتتخلى عن الطريقة التي قالوا إنها "منظور عربي وشرق أوسطي".

وصرح الأكاديمي البريطاني دروموند بون بأن "كافة البرامج الأكاديمية، ومن بينها الدراسات الإسلامية، يتم تطويرها بعناية كجزء من معايير جودة عالية في مؤسساتنا التعليمية".

وفي السياق ذاته، تعهد وزير التعليم العالي بيل رامل بجعل الدراسات الإسلامية مادة "هامة إستراتيجيا".

حقيقة الإسلام

وخلال حديثه بالمؤتمر طالب بلير الدعاة المسلمين بتوضيح "حقيقة الإسلام" للعالم ووضعه في "سياقه الواسع"، وكيف أن جذوره موجودة في اليهودية والنصرانية وتطورت، كما طالبهم بتوضيح أن حقيقته بعيدة تماما عن "ما يقوم به المتشددون من عنف وتخريب"، بحسب صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية اليوم.

وحاول بلير أن يوصل للعلماء والأساتذة المسلمين الحضور أن غالبية المسلمين في بريطانيا يريدون أن يكونوا "مواطنين مخلصين لبريطانيا"، وأن قلة من "المتشددين" هم الذين يرفضون ذلك.

كما طالب بلير كافة مسلمي المجتمع البريطاني بالاستماع إلى علماء المسلمين المعتدلين وعدم الإصغاء إلى من وصفهم بالمتشددين.

وبحسب شبكة "سي بي إس" الأمريكية فإن المؤتمر تعمد عدم توجيه الدعوة إلى "الأصوات الإسلامية المتطرفة"، مستندة إلى قول بلير: "ليسمع العالم الصوت الحقيقي للإسلام ولأنه لم يعد لهذه الأصوات مكان في عالمنا الحالي".

وبنبرة مزجت بين التعجب والانتقاد، قال بلير: "الأصوات المتطرفة تحظى باهتمام إعلامي لا يتناسب مع حجمها، وتحجب عن العالم الصوت الإسلامي المعتدل والحقيقي".

وأكدت وزارة التربية والتعليم في بيان لها أن "هذا سيسهم في المقابل في منع التطرف العنيف باسم الإسلام وسيحسن الترابط الاجتماعي".

ورأت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن خطاب بلير بمثابة جهود أخيرة من قبل حكومته لمنع أعمال العنف باسم الإسلام، وتحقيق التماسك الاجتماعي بين 2 مليون مسلم في بريطانيا، وبين المسلمين.

رفض

وبالرغم من ترحيب عدد من المسلمين في بريطانيا بخطوة بلير -لدرجة أن بعضهم قال إن المبلغ زهيد- فإن مسعود شادجاره رئيس اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان في بريطانيا رفض التمويل واصفا إياه بأنه "تدخل في شئون المسلمين".

وعن سبب رفضه، علق شادجاره: "إنه من غير المقبول أبدا للدعاة أن يتدربوا ويتلقوا علومهم من قبل جامعات علمانية".

ووصف شادجاره خطوة بلير بـ "الهندسة الاجتماعية التي صممت للتركيز على الإسلام كمشكلة، وليست حلا للتطرف". إسلام اون لاين
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 05:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/44968.htm