زواج المتعة أهو حل للمشاكل أم خلق لها؟ قبل سنوات قرأت في احدى الصحف ان الرئيس السابق رفسنجاني قال في خطبة الجمعة انه ليس هناك من عيب اذا ما هاتفت امرأة تشعر بالوحدة احدهم واتفقت معه لقضاء وقت ممتع مقابل اتفاق مادي، ، واليوم اقرأ في الانترنت ان وزير الداخلية الايراني يطالب الجهات المسؤولة بتفعيل زواج المتعة في ايران لان الكثير من الشباب والفتيات لا يستطيعون الزواج من ناحية ومن اخرى لان الله حلله لهم ، لا اريد الخوض في قصة التحليل التي يروج لها الوزير ولكنني اريد ان اناقش هل زواج المتعة يحل مشاكل الشباب والفتيات ، قبل ذلك دعونا نعرج على البلاد الاسكندنافية وخاصة السويد البلد الذي يتمتع به المواطنون بكل شيء ولا يجدون انفسهم بحاجة لاي شيء من الحكومة التي تقدم كل شيء ، ورغم هذا فعندهم اعلى نسبة من حوادث الانتحار في العالم، في السويد حيث الجنس وممارسته امر عادي وباستطاعة الرجل ان يجلب معه الى المنزل فتاة يعاشرها ويعيش معها عاما تحت التجربة ثم يتركها لانه اكتشف انها غير مناسبة له، وحتى لو ان المرأة حملت من هذا الشخص فلا داعي للقلق على الطفل لان الحكومة تتلقفه وتعتني به بينما تذهب هي الام في حال سبيلها، ، ربما كانت العلاقة السويدية زواج متعة «متطورا» بحيث لا يوجد به التزامات تجاه المولود ولا عقد ولا اتفاق وانما قبول بين الطرفين دون شهود، ، ما جرى في السويد من حرية وانفلاتات جنسية كبيرة دعا اليها علماء الاجتماع بداية جعل هؤلاء يتراجعون عما نادوا به سابقا بعد ان ادركوا عمق المأساة التي يعيشها المجتمع السويدي الذي قاسى من تلك الحرية والانفلات فغابت مؤسسة الزواج وتدهورت العلاقات الاسرية والتي بين الافراد حيث اصبحت العلاقة بعيدة عن الانسانية وانحصرت في كونها مادية، ولذا فقد اخذ علماء الاجتماع في السويد يطالبون باعادة النظر في تلك القوانين وبضرورة مراجعتها ومراجعة سلبياتها ، بعد ان ادركوا خطورتها على المجتمع، ، اذا زواج المتعة السويدي المتطور - اذا صح التعبير - لم يحل مشاكل المجتمع السويدي حيث يشعر الفرد السويدي بانه «آلة للانتاج» تقدم له الحكومة كل شيء ، آلة صماء خاوية لا روح فيها ، فكما تحتاج الآلة الى الصيانة وتغيير ما يتلف منها واضافة الزيوت لها كذلك الفرد السويدي اصبح مجرد آلة انسانية يمارس الجنس كاستجابة للطبيعة والغرائز دون شعور بمسؤولية او حب او عاطفة ، لا ادري كيف يحل زواج المتعة مشاكل الشباب والفتيات في ايران؟ هل مجرد التفريغ الجنسي لهؤلاء يحل مشاكلهم؟ ومعروف ان زواج المتعة هو زواج محدد بمدة معينة وشروط يتفق عليها الطرفان ، وقد تطول المدة لسنوات وقد تقل لساعات ، هذا الزواج على هذه الطريقة يمثل نوعا من انواع الزنا المتفق عليه والذي يتم تحت سمع ونظر الحكومة، تصوروا شباب ايران يتزوجون في كل شهر ويستبدلون زوجاتهم كل فترة. وتصوروا الفتيات يفعلن ذلك. بل ويزيد وزير الداخلية ان زواج المتعة من الممكن ان يتمتع به المتزوجون ايضا، اذا تم تفعيل هذا الزواج فانني اتصور المجتمع الايراني وقد فقد قيمة الاسرة وتحول الى جنس تحت الطلب وكل شيء بالاتفاق الثنائي ، ما دام الاتفاق يكون بين اثنين على مدة معينة فهذه تلغي اية التزامات على الزوج من تأثيث منزل او استئجار شقة او تكوين اسرة،، وكل ما يحتاجه الزوج المتمتع هو اجرة غرفة في فندق او ربما يحضر زوجته الى المنزل كما في السويد ويقضي معها (كم ساعة عسل) وكفى الله المؤمنين القتال، ويستطيع ان يقوم بتكرار هذه العملية كلما عن على باله وتوفرت له النقود والمصاريف مع نساء اخريات ، كما يحق للفتاة ان تجرب حظها مع اخرين بل ربما اذا كانت غنية فلربما تشتري المتعة من الرجال الذين تختارهم من الذين يتواجدون في الساحات العامة كما تفعل العجائز الامريكيات الثريات في روما وغير روما ، حقا ، لله في خلقه شؤون ، ونبقى نحن نعارض زواج المتعة ونؤمن بانه تم السماح به ثم الغي واصبح حراما ليس فيه من الحلال شيء ، بقي ان اشير الى ان الشيعة يحللون زواج المتعة حسب رأيهم لان ابن عباس رضي الله عنهما قرأ اية حسب ادعاءاتهم «فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة» يدعون - بتشديد الدال - بان ابن عباس كان يقرأها «فما استمتعتم به منهن الى اجل .. الخ» اي انهم اضافوا كلمة الى اجل وعليها حللوا زواج المتعة ، ولم يتطرق احد الى هذه الاضافة الا شيوخهم كما تطرقوا لاشياء اخرى كثيرة ما انزل الله بها من سلطان ، يقول بعض الخبثاء ان الايرانيين في العراق وغير العراق يستغلون زواج المتعة في التبشير بطريقتهم لكسب الاعضاء الجدد والمتشيعين ، والله اعلم. * الدستور |