المؤتمر نت - صورة لاحد اجنحة المعرض

المؤتمر نت - عصام السفياني -
أنامل تحارب الفقر بصناعة الجمال(مصور)

ليس بمقدور أحد مًمن زار المعرض أن يخفي إعجابه الشديد، وافتتانه البالغ بمحتوياته وهذا ليس انطباعاً شخصياً يسجله زائر قد يكون سر إعجابه بمنتجات المرأة اليدوية وخاصة الريفية منها إحساس بالانتماء إلى البيئة الريفية، وعوالمها الساحرة. فالزائر يجد نفسه أمام لوحات تشكيلية جذابة نسجتها أنامل المرأة اليمنية ليبوح بعد ذلك بأن هذه الإبداعات الراقية والمدهشة ليست نتاج عوز اقتصادي يفرض إيجاد مصادر دخل متعددة بل هي نتاج إحساس كبير بالقيم الجمالية والإبداعية لدى المرأة اليمنية أظهرته بوضوح تام هذه الحديقة الخلابة من المنسوجات والحرف اليدوية الجميلة.


قسمات وجوه الزوار أثناء طوافهم بأجنحة معرض المنشآت الصغيرة الذي يستمر لمدة أسبوع كاملاً من 10-16يونيو الحالي في حديقة السبعين كانت كافية لنقرأ في عيونهم الدهشة والإعجاب الشديدين وما زاد المعرض روعة وجمالاً هو احتواؤه على جميع فنون الحرف اليدوية من مختلف المحافظات اليمنية: أصواف مأرب، وبخور عدن وأعشاب سقطرى وعطرياتها، كانت إلى جوار أزياء تعز وتحف أبين وبراقع صنعاء القديمة التي تقتحم أسوار القلب لتتركه عرضةً لنزوة عشق قد لا تستطيع الأيام محوها من الذاكرة


خلافاً لزميلاتها اللواتي شاركن في المعرض كانت هناء المطري إحدى ممثلات جناح جمعية رعاية وتأهيل المعاقين في أيام المنشآت الصغيرة أكثر قدرة على توصيف العائد المادي من عرض المنتجات اليدوية والمشغولات للمرأة.
فهي تطمح لأن تجد مشغولات جمعيتها مساحة في المعارض الدولية وتحديداً الخليجية مع ثقة أن تجد هذه المنتجات إقبالاً من زوار هذه المعارض.
جناح جمعية المعاقين يعد الأفضل معروضاً والأجود منتجاً في معرض المنشآت الصغيرة الذي ينظمه الصندوق الاجتماعي للتنمية بمشاركة مؤسسات وجمعيات من مختلف محافظات الجمهورية.
الفرو والسراميك والمشغولات اليدوية والهدايا والتحف إضافة إلى دمىً يجد المرء صعوبة في تصديق أن هذه الأشكال أبدعتها أنامل فتاة لا تقوى على تحريك جسدها دون أجهزة تعويضية.



هناء وزميلتها نجاة أكدن للمؤتمر نت رغبتهن في امتلاك معرض لتسويق منتجات مشغل الجمعية في مكان مناسب في أمانة العاصمة كون المعرض التابع للجمعية يقع في منطقة تبعد كثيراً عن الأسواق النشطة؛ إضافة إلى تبني معرض دائم لمنتجات الجمعيات والمؤسسات الداعمة للصناعات اليدوية والنسيجية والحرفية.
كما لم يغفلن الإشارة إلى أن إغراق الصين للأسواق بتحف ودمىً وهدايا وبأسعار منخفضة أسهم في عدم قدرة الجمعية على المنافسة نظرا لكلفة المنتجات اليدوية .


نجاة جار الله رئيسة جمعية الخنساء بأمانة العاصمة، والمسؤولة عن جناح الجمعية في المعرض بدا من حديثها أن منتجات جمعيتها تجد منافذ تسويقية أكثر من غيرها حيث قالت إن الجمعية شاركت في مهرجان دبي للتسوق ولقيت منتجاتها إقبالاً من الجمهور الخليجي خصوصا اليمنية التقليدية.
وأشارت رئيسة جمعية الخنساء أن للجمعية معرضاً دائماً وجمعية تسويقية إضافة الى مشاركات في المعارض المحلية لمعرض أكسبو ومعرض زوجات السفراء وغيرها من المعارض المحلية ، نجاة جار الله والتي عرضت في جناح الخنساء منتجات نسيجية عكست الأزياء اليمنية القديمة بتنوعها مع الاحتفاظ لصنعاء القديمة بالنصيب الأكبر كشفت عن مساعٍ تبذلها جمعية الخنساء لإقامة معرض دائم للمشغولات الحرفية يُقِّيم كل الجهات المنتجة في جميع المحافظات.



وأكدت أنها بدأت دراسة المشروع لكنها تبحث حالياًّ عن جهة تمول إقامة المعرض.
مسئولوا الأجنحة أجمعوا على أملهم في إيجاد معرض دائم لمنتجاتهم مؤكدين للمؤتمر نت أن فترة المعرض غير كافية ومساحات الأجنحة ضيقة ولا تسمح بعرض المنتجات بشكل صحيح كما قال متوكل زيد مسئول جناح برنامج نماء للتمويل الأصغر والذي احتوى جناحه على تحف وهدايا وسجاد ومنتجات صوفية غاية في الجمال والأناقة.


ممثلة برنامج الادخار والإقراض – محافظة أبين – سلمى حسين أحمد تحدثت بثقة عن دور البرنامج والنجاح الذي حققته في محافظة أبين من خلال دعم النساء في تحسين معيشتهن عن طريق تقديم قروض نقدية، يتم مضاعفتها عند الالتزام بالسداد ونجاح المشروع وقالت سلمى إن برنامج الادخار والإقراض يدعم مشاريع تجارية وإنتاجية وخدمية وحرفية إضافة إلى دعم المشاريع الاستهلاكية بنسبة بسيطة.
برنامج الادخار وبحسب سلمى استفاد منه خلال الفترة 30/10/2003م وحتى 30/6/2007م 1972م عميلاً و 2471 مدخراً، وبلغت محفظة البرنامج 45.300.325 ريال والبرنامج يعمل في نطاق محافظة أبين بدعم من الصندوق الاجتماعي وكفالة اتحاد نساء اليمن وقد تلقى البرنامج -بحسب سلمى- وعوداً بدعم خارجي من إحدى المنظمات الدولية.



شركة الأوائل للتمويل الأصغر هي تحول قانوني لمشروع تنمية المنشآت الصغيرة والحرفية "المايكروستارت" كما يقول سهل الجنيد مسؤول الموارد البشرية في الشركة.
ويعد الصندوق الاجتماعي للتنمية أحد مؤسسي الشركة وأهم الداعمين لها وتهدف الى تنمية الأنشطة الصغيرة القائمة عبر تقديم سلسلة من القروض صغيرة الحجم لزيادة القدرة الإنتاجية لأصحاب المشاريع وخصوصاً النساء في تعز والمناطق المجاورة لها.
الشركة هي الأخرى عرضت مجموعة من المنتجات التي أظهرت براعة في صناعتها ومزجت بين الموروث التقليدي والمنتجات الحديثة
سالم السقاف مسئول برنامج وادي حضرموت للتمويل والادخار عرض تجربة أكثر تنوعا يقوم بها البرنامج في عدد من مديريات الوادي من خلال استهدافه لشريحة واسعة من المستفيدين رجالا ونساء.
ويقوم البرنامج بتحسين دخل الفرد لذوي الدخل المحدود عن طريق تقديم قروض بضمانات مختلفة.
ويضيف السقاف بأن البرنامج يقدم خدمات شرائية لأصحاب المهن وتقديم خدمات مالية وتطوير قدرات ومهارات العاملين بالمنشآت الصغيرة وكذلك شراء الآلات للورش وقطع غيار للسيارات ومكائن خياطة وحتى دراجات نارية للمستفيدين.
جناح صنعاء القديمة التابع لمشروع القروض الصغيرة لم يخلُ من سحر صنعاء وأزيائها ذات الخصوصية والفرادة.
وتقول سيدة المغربي إحدى العاملات في الجناح إن صناعة الفضيات والنسيج والتطريز بكافة أنواعه والحرف اليدوية هي جزء من نشاط المشروع الذي بدأ عام 2000م بفكرة صغيرة تحولت نهاية العام الماضي إلى مشروع في عدد من مناطق العاصمة.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 07:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/45256.htm