حسام كنفاني* -
“حماستان” و”فتحستان”
ماذا تبقى من فلسطين؟

يبدو أن ابناءها أجهزوا على البقية الباقية من أقسامها التي شرذمتها الحروب والتسويات ومعاهدات ما يسمى السلام.

كان الأمل في بندقية مقاومة تحفظ لهذه القضية ديمومتها على الساحتين العربية والدولية، وتذكّر العالم بأن هناك في القرن الحادي والعشرين أرضاً لا تزال مستعمرة وانتهاكات يندى لها جبين ما يسمى “العالم المتحضر”.

إلا أن هذه البندقية غيرت وجهتها وفضلت الانتحار، وباتت فلسطين في مرمى أبنائها المختلفين على لا سلطة ولا دولة ولا سيادة ولا استقلال. وبغض النظر عن التبريرات التي يسوقها كل طرف في “حربه”، فلا شيء يبرّر الاستعماء عما قد يجره هذا الاقتتال من نهاية لقدسية ما كانت تمثله القضية المركزية للأمة العربية.

أي سيناريو أسود ينتظر القضية الفلسطينية في ظل الاقتتال الداخلي، الذي لا تبدو له نهاية قريبة؟

هذا السؤال يتردد اليوم على لسان كل الفلسطينيين، الذي باتوا نادمين على “خياراتهم الديمقراطية” سواء في انتخاب “حماس” أو “فتح”.

والإجابة ليست واضحة تماماً، والنهايات كما هو مخطط تنذر بكارثة يصعب تفاديها. فقرار الحسم الذي أعلنته “حماس” في قطاع غزة لن يقود إلا إلى المزيد من الفوضى، ولا سيما أن الهدف ليس مقاتلي “فتح” أو مراكزها، بل مراكز القوى الأمنية. وإسقاط هذه المراكز يعني نهاية الوجود الرسمي للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، لتحل مكانها “الشرعية الحمساوية” كسلطة أمر واقع بديل في قطاع غزة.

وما يزيد خطورة الموقف هو إعلان مرتقب ل “فتح” بالانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية، وهو ما لم يحدث إلى الآن، إذ لا تزال “فتح” مكتفية بتعليق مشاركة وزرائها، لكن هذا الموقف قد لا يطول في حال استمر الاقتتال الداخلي، الذي لا بد أن ينتقل مع الوقت إلى الضفة الغربية كإجراء انتقامي من “فتح” في حق “حماس”.

“الحسم” و”الحسم المضاد” في قطاع غزة والضفة الغربية، إضافة إلى قرار الانسحاب من الحكومة في حال اعتماده، قد يؤدي إلى سلطتين في الضفة والقطاع، وربما حكومتين لدولتي “حماستان” و”فتحستان”.



[email protected]

*الخليج الاماراتية
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 10:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/45359.htm