المؤتمر نت - سالم صالح
بقلم / سالم صالح محمد-مستشار رئيس الجمهورية -
هنيئاً أيها القائد
اليمن بقيادة زعيمه الحكيم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يؤكد مجدداً لأشقائه العرب الحقيقة القرآنية «وجئتك من سبأ بنبأ يقين» منبع الأعمال النبيلة والعظيمة والسامية ومصدر أنباء سبأ اليقينية السعيدة في فترات تاريخية سيئة ومأساوية تعيش فيها الأمة العربية اوضاعاً بالغة الصعوبة والتعقيد والدقة والحساسية المنبثقة عن التحديات والأخطار التي تواجهها معطياً بذلك المعادل الايجابي الموضوعي، المعيد بعض التوازن للاختلال الذي تحدثه الكوارث والهزائم، حتى أن هذا الدور الذي يقوم به اليمن اصبح حقيقة في تاريخنا المعاصر.

ومن المهم لتبيانها أن نشير إلى أن الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م حملت في مضمونها القومي رداً يمنياً على انتكاسة وفشل الوحدة العربية المصرية - السورية، وعندما تعرض العرب للهزيمة القاسية في 5 حزيران 1967م سيطر الثوار اليمنيون على مدينة كريتير ولمدة 17 يوماً، مكسبين المواجهة بعداً عربياً وزخماً وطنياً نوعياً ضد المستعمر البريطاني تجسد في الانتفاضة المسلحة للمحميات الغربية والشرقية ،لما كان يسمى حينها الاتحاد الفيدرالي للجنوب العربي.. كما أن إعلان الاستقلال وانتصار النظام الجمهوري في معركة حصار صنعاء نهاية عام 67م ومطلع عام 68م كان بمثابة إعادة اعتبار للأمة العربية، التي لم تصمد جيوشها في مواجهة إسرائيل 6 ايام.. ويتواصل دور اليمن بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بتحقيقه لوحدته في 22 مايو 1990م في وقت كانت الأمم تتشرذم والأوطان تتمزق.. وبطريقة سلمية وديمقراطية، مشعلاً الأمل من جديد بإمكانية الوحدة العربية.

واليوم وفي ظل الوضع المأساوي المزري الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بسبب اقتتال الأخوة الأعداء من أبنائه، واضعين قضيته العادلة في مهب رياح المخاطر، مع أنهم جميعاً ما زالوا واقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي وكذلك في وسط معارك الفرقاء السياسيين بلبنان والمنذر بعودة الحرب الأهلية التي اعتقد اللبنانيون والعرب انه قد تم تجاوزها.. وهناك الأحداث الكارثية التي تعصف رياحها الهوجاء لتأتي على الأخضر واليابس في العراق الشقيق وهو تحت الاحتلال.. ومع هذه المظاهر المحزنة التي تمر بها الأمة يعود بصيص الأمل بضوئه في الأفق العربي، حاملاً معه النبأ السار من اليمن -أرض سبأ- معلناً انهاء التمرد في صعدة على قاعدة انتصار النظام الجمهوري وخياراته السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنموية، بقيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. ومنه نستمد المغزى الأهم بما يحمل من معانٍ ودلالات رائعة تعبر عن انتصاره دوماً لقيم التسامح وتضميد الجراح، وفي نفس السياق يأتي الإصرار على المضي لتعميق النهج الديمقراطي التعددي بتوقيع اتفاقية الحوار بين أحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان والحزب الحاكم، مرسياً بذلك ثقافة الحوار كقاعدة بديلة متقدمة وحضارية، تؤسس علاقة صحيحة وصحية بين كافة القوى السياسية في الساحة اليمنية من خلال تحقق الشراكة الوطنية على أمن الوطن واستقراره ونمائه وازدهاره، باعتبار ذلك مسؤولية كل أبنائه.

في إطار هذه المسؤولية نأتي إلى وسائل الإعلام والتي ينبغي عليها عدم الانجرار إلى إثارة النعرات بإذكاء نار نزعات التعصب المذهبي والطائفي والمناطقي ، والتعاطي مع ما حدث بمحافظة صعدة في نطاقه الحقيقي كتمرد مسلح ضد النظام الجمهوري والدستور، الذي هو العقد السياسي والاجتماعي لشعبنا اليمني.. ذلك ان أي صراع في النهاية هو بين التقدم والتخلف.. بين حاملي لواء الوحدة والبناء.. ومن يريد العودة باليمن الى عهود الإمامة والاستعمار والتشرذم والتشطير.

وختاماً نشد على أيديكم فخامة الرئيس لما حققتموه من نجاحات على صعيد سياسة اليمن الخارجية مكتسبة قدرة تجاوز تقلبات الصراعات،مستوعبين افرازات احداثها على نحو يجسد مدى حرصكم المسؤول، ليس فقط على اليمن وابنائه ولكن على كل أبناء هذه الأمة، وهذا واضح فيما ابديتموه وتبدونه من جهود لاحتواء عملية التصعيد والتوتر الذي تشهده الاوضاع العربية عبر التنسيق والتشاور مع الاشقاء في الجزيرة العربية والخليج المعنيين مباشرة بما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان مستشرفين بنظرتكم الثاقبة المتغيرات القادمة بما تحمله من مخاطر، لا تخطئها العين على حاضر ومستقبل الأمة.. أيها القائد لقد جسدتم دوماً في نهجكم الحكمة السبأية اليمانية والروح الديمقراطية الشوروية التي تواصلتم بها مع مجد يمني غابر حقق فيها شعبنا الريادة في ممارسة الديمقراية يقول تعالى «قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون قالوا نحن أولو قوة وأولو بأسا شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين».. أيها القائد أنت حفيدها الذي نراهن عليه.. لقد اختارك القدر لتكون ربان سفينة الوطن.. فامضِ مع طاقمها المحبين ليمن ال22 مايو، وحاملي مشروعها الوطني حتى مرافئها الآمنة.
*26 سبتمبر
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/45680.htm