بلجيكا توفر ميزانية لـ 250 إماما بعد مرور اكثر من 30 عاما على الاعتراف بالاسلام في بلجيكا، قررت السلطات البلجيكية الاعتراف بالمساجد في المناطق الخمس التابعة للجزء الوالوني من الدولة. ويصل عدد المساجد في هذه المنطقة المحاذية لفرنسا 43 مسجدا من بين ما يزيد عن 300 مسجد موزعة على انحاء بلجيكا، وبذلك تكون الحكومة الوالونية هي السباقة في تحقيق مثل هذه الخطوة، وينتظر ان تقوم المنطقتان الاخريان الفلامنكية وبروكسل العاصمة بخطوات مماثلة خلال العام الجاري. وتسلمت الهيئة التنفيذية المكلفة شؤون المسلمين في بلجيكا قرار الاعتراف بالمساجد بعد ان اعتمده وزير الداخلية في الحكومة الوالونية فيليب كوارد ظهر أول من أمس، وبناء على هذا الاعتراف تستطيع تلك المساجد ان تحصل على الدعم المالي والاعتماد على نفسها في تنظيم امور العمل شأنها في ذلك شأن باقي مؤسسات العبادة التابعة للديانات الاخرى المعترف بها في بلجيكا مثل المعابد والكنائس. ويقول قيس بن جالون نائب رئيس الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا في تصريحات أمس لـ«الشرق الأوسط» هذا المكسب سعت اليه الجالية المسلمة منذ الاعتراف بالدين الاسلامي، ودائما كنا نسعى لايجاد هذا الحل بالاعتراف بالمساجد حتى تؤدى كل الحقوق واللوازم لما يتطلبه المسجد وما يدور حول المسجد وهذه نعمة والحمد لله. واوضح: «الان اصبح لنا الحق في اقامة المآذن للمساجد واصبح للائمة الحق في الحصول على مرتباتهم شهريا من وزارة العدل البلجيكية كما هو الحال في الدول الاسلامية حيث يحصل الامام على مرتبه من وزارة الاوقاف، وفي هذا الاطار فقد اخبرتنا وزارة العدل البلجيكية انها خصصت للعام الحالي مرتبات لـ250 اماما». وفي الماضي كان الامام لا يحصل على راتب يستحقه وكان يتم جمع مبالغ له من المصلين، ويمكن القول ان هذه هي المرة الاولى على المستوى الاوروبي ان يعترف بمثل هذا العدد من المساجد دفعة واحدة، واقول ان الاعتراف بـ43 مسجدا دفعة اولى في بلجيكا هو مكسب لنا وللدين الاسلامي. اما فيليب كوارد وزير الداخلية في حكومة والونيا البلجيكية فقد قال لـ«الشرق الأوسط» ان بلجيكا اعترفت بالدين الاسلامي مند عام 1974، ولكن للاسف انتظرنا وقتا طويلا حتى تشكلت هيئة ترعى شؤون المسلمين. واضاف: «نحن في بلجيكا في الجهات الثلاث الرئيسية الوالونية والفلامنية وبروكسل قررنا في عام 2002 تكثيف الاهتمام بالمساجد، وبعد ان توصلنا بطلب حول الاعتراف تقدمت به الهيئة التنفيذية قمنا بالتشاور مع وزارة العدل والجهات الامنية وبعدها صدر القرار. وحاولت شخصيات اسلامية في المنطفة الفلامنية من بلجيكا التقليل من اهمية الاتفاق الذي توصلت اليه السلطات مع المؤسسات الراعية لشؤون المسلمين، وقالت ان هناك بعض الامور غير المعلنة وغير الواضحة تتضمن اشياء عنصرية وتستهدف المساجد ولا تساوى بينها وبين المؤسسات الدينية الاخرى. الا ان نائب رئيس الهيئة التنفيذية المغربي بن جالون يرد على ذلك بالقول «هذا كلام غير صحيح نهائيا لان هناك بعض الاشخاص لا يريدون الاعتراف بالمسجد بصفته جمعية والان اصبحت الحكومة لها الحق في التدخل في عمليات الانفاق لتلك الجمعيات طبقا لقانون 2002 وهؤلاء الناس يريدون تعطيل هذا العمل الجبار وهو عمل يرتجيه كل مسلم». ويعلق وزير الداخلية في الجهة الوالونية من بلجيكا بالقول «المسؤولون عن المساجد الـ43 التي صدر قرار الاعتراف بها سيوقعون على اتفاق باحترام القوانين والمبادئ التي تحكم المجتمع ونحن نأمل ان يتبع الاخرون في الجهتين الفلامنية وبروكسل نفس الخطوة، ومن لا يريد ان يحترم القوانين يجب ابعاده جانبا، اما المساجد التي تريد ان تنظم نفسها علينا الاعتراف بها». |