مؤسساتنا.. ومكافحة الإرهاب!. في لقاء سمو الأمير نايف مع منسوبي الشؤون الإسلامية والدعاة والخطباء والأئمة، أشار إلى مواقع التقصير في محاربة الإرهاب، وخاصة في العديد من المؤسسات، وقد ذكر أنه يوجد أربعة عشر ألف مسجد في المملكة، وجوامع تتلى فيها (56) ألف خطبةلم تقم بواجبها ، وإذا ما أضفنا إليها ثلاثين ألف مدرسة وتسع عشرة جامعة حكومية وعشرات المعاهد والكليات التقنية والعسكرية وكذلك الأندية الرياضية، وبيوت الشباب، والمناسبات الصيفية وغيرها، نجد أن هذا التحرك الاجتماعي الكبير، لو قُدِّر له أن يعمل بشكل دوري على نشر فكر محاربة الإرهاب، وفق الطاقات الموجودة في ميادين هذا العمل، ومن خلال خطط تجعل التثقيف والحوار، والتواصل المباشر مع كل فئات المجتمع، وخاصة طبقة الشباب، لأصبحنا بالفعل نوجد نشاطاً يواجه تلك البيئات المسمومة وينشر مبدأ المعرفة الواعية، ليس بالأساليب التقليدية، وإنما من خلال منهج يطرح أبعاد المشكلة وحلولها بمقاييس ظرفنا الراهن، بحيث يكون الحوار متميزاً بالصراحة، لا التلقين، أو إلقاء الخطب من المنابر بالبلاغة دون تحليل المضامين، وتفكيك فكر الإرهاب ونشر أساليبهم وخداعهم.. لقد استطاعت القوى المنتصرة بالحرب العالمية الثانية هزيمة الفكر الفاشي والنازي من داخل قواعدهما، ولحقتهما الشيوعية التي رغم كثافة نظرياتها، ومنظومتها الفكرية والأيدلوجية، أن تسقط بفعل ضغط الزمن ووعي تلك الشعوب،ونحن إذا كنا نملك الطاقات الهائلة سواء ما قام به رجال الأمن من جهد تفوَّق على بلدان سبقتنا تقنياً وعلمياً، فإن هذا العمل لا ينفصل عن المخططين والموجهين بشخص سمو الأمير نايف والعاملين معه، لكننا أمام حرب على جبهات العنف، والفكر التضليلي، والدعم المادي الداخلي والخارجي، لابد أن نجعل من مؤسساتنا ومفكرينا وعلمائنا، وكل من يملك القدرة أن يكون رجل أمن وفق إمكاناته الخاصة، فإننا بهذا الجهد الجماعي نستطيع تفكيك تلك الحلقات وكشفها، لأن المستهدف ليس الدولة ومؤسساتها فقط، وإنما كل مواطن يعرف أن الأمن أحد مؤسسات الاستقرار والعيش بأمان، وعندما نوجّه هذه الطاقات في حماية وطننا، فإن المسؤولية ليست فرض كفاية يكلّف بها البعض وتسقط عن الآخرين، لأن المشاهد التي رأيناها، وعشناها حين وجه الإرهابيون أسلحتهم لمصادر دخلنا، ورجال الأمن، وحتى المدارس والأسواق، لم تكن المسألة حرباً بين كافر ومؤمن، وإنما اتجهت لكل مواطن في بيئة مسلمة يراها التكفيريون مسرحاً لعملهم، وهي مشكلة فكرية وتربوية قبل أن تكون دينية، لأن مجتمعنا عاش مسلماً لم تغيره الأحداث الكونية، إلا حين برزت ظاهرة الارهاب والتي نحن وحدنا جنود المواجهة ضدها.. *افتتاحية صحيفة الرياض السعودية |