بـوش يحذر المالكي من التساهل مع إيران فيما أكدت طهران أمس الخميس لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنها تدعم بشكل كامل سياسة إعادة الأمن إلى العراق، لكنها شددت على أن انسحاب الجيش الأميركي هو السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار في هذا البلد، حذر الرئيس الأميركي جورج بوش رئيس الوزراء العراقي من إظهار تساهل كبير حيال إيران، كما حذر بوش من إن إرسال إيران أسلحة إلى العراق ستكون له ‘’عواقب’’. وقال في مؤتمر صحافي ان ‘’احد الأسباب الرئيسة التي جعلتني اطلب من السفير راين كروكر لقاء الجانب الإيراني، هو للقول انه ستكون هناك عواقب على من ينقلون ويسلمون قنابل مضادة تخترق الدروع وقنابل يدوية الصنع لقتل الأميركيين في العراق’’. وشدد بوش على أن ‘’إرسال أسلحة إلى العراق له تأثير يؤدي إلى زعزعة الاستقرار’’. وقال ‘’إذا كانت الإشارة التي يريد (المالكي) إرسالها ان إيران تضطلع بدور بناء، فينبغي ان اجري نقاشا صريحا مع صديقي رئيس الوزراء لأنني اعتقد ان الأمر ليس على هذا النحو’’. وأكد بوش ان الرسالة وجهت إلى الإيرانيين عبر السفير الأميركي في العراق كروكر. وكان المالكي أعلن أن زيارته إلى طهران، التي انتهت أمس، مؤشر على رغبة البلدين في المزيد من تنمية وتطوير العلاقات في جميع المجالات، مشيراً إلى أن الأمن كان من بين القضايا التي بحثها مع المسؤولين الإيرانيين. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانيــــة الرسمية (ارنا ) إلى المالكي قوله إن قضية الملف الأمني العراقي تعد إحدى القضايا المهمة التي سعا الجانبان في الزيارة للوصول إلى سبل مطمئنة لتحقيقها. وقال المالكي انه إلى جانب البحث في القضايا الأمنية فقد تم في الزيارة تبادل وجهات النظر في سبل تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اعتبر في وقت سابق أمس ان امن العراق سيرسم مستقبل المنطقة التي وصف ظروفها بـ ‘’الحساسة’’. وقال لدى استقباله المالكي والوفد المرافق له ان ‘’نجاحات الحكومة والشعب العراقي في إرساء الأمن والاستقرار في العراق سيرسم مستقبل المنطقة بصورة جيدة’’. ووصف نجاد ظروف المنطقة بأنها ‘’حساسة للغاية’’، وقال ان ‘’مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق’’ إيران والعراق لإرساء السلام والأمن في المنطق. وأوضح ان ‘’الحكومة العراقية تجاهد الآن من اجل توفير الأمن وبناء مستقبل شامخ للشعب العراقي’’، وقال ‘’لقد تبين اليوم ان طريق الحكومة والشعب العراقي طريق صحيح، ذلك لأن الأفراد الفاسدون يحاربونها والذين هم في الحقيقة معارضون لعزة وشرف الشعب العراقي’’. من جانبه، أشاد رئيس الوزراء العراقي بـ ‘’المواقف الإيجابية والبناءة’’ لإيران ازاء قضايا بلاده ‘’ومنها توفير الأمن ومكافحة الإرهاب’’، وقال ان ‘’الإرهابيين يريدون الهيمنة على إمكانياتنا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية لكن بفضل الله سنتغلب على مؤامراتهم’’. وأكد المالكي ان ‘’اليوم هو مرحلة مكافحة الإرهاب من جانب إيران والعراق وجميع دول المنطقة الأخرى’’ وأعرب عن أمله أن ‘’يصل اليوم الذي تتوقف فيه المجازر في العراق’’. كما أعرب النائب الأول للرئيس الإيراني برويز داودي عن اعتقاده بأن خروج ‘’قوات الاحتلال’’ من العراق سيؤدي إلى توفير الأمن والاستقرار فيه. وقال داودي أثناء مراسم التوديع الرسمي للمالكي، إن بلاده ‘’ترغب في عراق مستقل وآمن ومستقر ومتطور’’، وقال ‘’إننا نعتبر أمن العراق أمننا وامن المنطقة وندين المؤامرة البغيضة التي يثيرها الأعداء لخلق الفرقة والفتنة الطائفية واقتتال الأخوة في العراق’’. وكان الجيش الأميركي تحدث في الأشهر الأخيرة عن ظهور قنابل حديثة في العراق قادرة على اختراق الدروع في عدد من الآليات العسكرية الأميركية. وأكد الجيش إن هذه القنابل مصدرها إيران. وصرح مسؤول إيراني يشارك في الاجتماع الأمني حول العراق الذي أختتم أمس الخميس أعماله في دمشق ان الأميركيين لا يملكون ‘’أدلة واضحة ومستندات’’ بشأن الاتهامات التي يوجهونها لإيران في العراق. وجاء تصريح المسؤول الإيراني ردا على سؤال عن حديث أدلى بها المسؤول العسكري الثاني في القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو لصحيفة ‘’نيويورك تايمز’’ الأربعاء. وأكد الجنرال اوديرنو بان الهجمات التي تستهدف جنودا أميركيين في العراق بعبوات ناسفة يعتقد ان مصدرها إيران سجلت رقما قياسيا في يوليو/ تموز، موضحا ان ميليشيات شيعية ارتكبت 73% من هذه الهجمات. وقال ممثل إيران في هذا الاجتماع حمد جلال فيروز نية ان ‘’احد المسؤولين العسكريين الأميركيين اصدر التقرير (...) والسبعين بالمئة ليس تقريراً رسمياً من الولايات المتحدة ومن المسؤولين’’. وأضاف ‘’هذه ليست هذه أول مرة يوجهون فيها مثل هذه الاتهامات’’، مشيرا إلى انه ‘’ليست هناك أدلة واضحة ومستندات بخصوص الاتهامات’’. |