الضاري يدعو اميركا للتخلي عن المالكي دعا الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين الولايات المتحدة إلى قطع العلاقات مع رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي قائلا إن حكومته الدمية فشلت وان العملية السياسية المدعومة من الولايات المتحدة انتهت فيما صادرت الشرطة الايطالية شحنة أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه استرليني (40 مليون دولار) مهربة لصالح المليشيات التابعة للأحزاب الدينية الحاكمة في العراق. وقال الشيخ حارث الضاري اعتقد ان الامريكيين اذا بقوا على هذه السياسة التي وضعوها في البداية يستخدمون نفس الرجالات الذين استخدموهم في السابق ويجربون المجرب الفاشل فان سياستهم في العراق فاشلة بالنتيجة وسيخرجون من العراق فاشلين. وقال رئيس هيئة علماء المسلمين على الادارة الامريكية ان تصحح وضعها في العراق ولا تستمر معتمدة على الدمى التي استخدمتها في الفترة السابقة وأدت إلى فشلها وحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها المالكي والتي شكلت لمحاولة تخفيف حدة التوتر الطائفي والقضاء على العنف في ازمة منذ انسحبت منها الكتلة العربية السنية الرئيسية في وقت سابق هذا الشهر ويريد عقد اجتماع للزعماء السياسيين خلال الايام المقبلة للخروج من المأزق. وقال الضاري الذي تضم هيئته الزعماء الدينيين السنة في العراق ان واشنطن تسببت في معاناة لا حد لها للشعب العراقي اثناء احتلالها المستمر منذ اربع سنوات ويتعين عليها الان ان ترعي حكومة غير حزبية. وقال رجل الدين الذي اشاد بالجماعات السنية المسلحة لكنه نفي اي علاقة مباشرة معها ان واشنطن بحاجة ايضا الى اعادة بناء الجيش على اسس غير طائفية. واضاف في اعقاب الاطاحة بصدام حسين في عام 2003 قامت الادارة الامريكية بحل الجيش وقوات الامن وتسريح مئات الالاف من الجنود وزادت شعور السنة بالمرارة. وقال اما اذا انهوا هذه العملية السياسية وفكروا بنوع اخر من الحكم يعتمد على الحكمة والحزم الى جانب القوة لضبط الامن وتصحيح الاوضاع يستطيعون ان يخرجوا من العراق خروجا امنا يضمن لهم ماء الوجه. وقال الضاري هذا خير لها من ان تتعامل مع حكومة ضعيفة .. تضمن لها التعامل مع حكومة وطنية عراقية قادمة والتعامل مع الاصدقاء .. (بدلا من حكومة ضعيفة) استهلكت الامريكيين ومليارات الامريكيين من غير امل منظور وتعتاش على اموال دافعي الضرائب. وقال ان الكونجرس الامريكي يجب ان يمارس ضغوطا اكبر من اجل سحب القوات من العراق بعد ان زادت الولايات المتحدة عدد قواتها في وقت سابق في العام الجاري في محاولة للقضاء على العنف الطائفي. وقال على الشعب الامريكي والمؤسسات الرسمية الامريكية ان تضغط على هذه الادارة .. لان قواتها تخوض حربا خاسرة حربا عبثية فاشلة اودت بارواح الكثير من الجنود الامريكيين. واضاف على الشعب الامريكي ان يعلم ان الخاسر من هذه الحرب هما الشعب العراقي والامريكي. وقال الضاري انه يتصور حدوث مصالحة في المستقبل مع الولايات المتحدة اذا ما سعت واشنطن الى التعلم من اخطاء ما بعد الغزو وقال هذا ممكن لانه كما يقولون لايوجد في السياسة صديق دائم وعدو دائم. من جانب اخر صادرت الشرطة الايطالية شحنة اسلحة قيمتها 20 مليون جنيه استرليني (40 مليون دولار) مهربة لصالح المليشيات التابعة للاحزاب الدينية الحاكمة في العراق. وذكرت تقارير في لندن ان محققين ايطاليين متخصصين بمكافحة عصابات المافيا اكتشفوا شحنة اسلحة تحتوي على 105 آلاف بندقية كانت متجهة الى العراق من دون علم القيادة العسكرية الامريكية العليا في بغداد. وسبق ان ذكرت تقارير ان مليشيات متنافسة تستخدم ايرادات النفط المهرب في تمويل شراء الاسلحة وتدريب كوادرها في الخارج عبر ارصدة سرية وواجهات تجارية مستحدثه اتخذتها عناصر متنفذة في الحكم في العراق للتغطية. وتعد بنوك في اليونان وقبرص وايطاليا ودبي والبحرين مراكز مالية تعتمد عليها المليشيات في تكديس ارصدة لحسابها هناك. واشارت الغارديان الى أن المحققين الايطاليين اوقفوا شحنة الاسلحة الى المليشيات والتي لم تحظ على مصادقة الحكومة الايطالية واعتقلوا أربعة أشخاص. واوضحت التحقيقات "تبين أن وزارة الداخلية العراقية طلبت الأسلحة، غير أن القيادة الامريكية اعترفت بأن لا علم لها بها". فيما نسبت الصحيفة الى المقدم دانيال ويليامز من القيادة الانتقالية الأمنية للقوة المتعددة الجنسية في العراق المسؤولة عن تدريب قوات الأمن والشرطة العراقية قوله "ان المسؤولين العراقيين لم يحيطوا هذه القيادة بأي علم بأمر هذه الأسلحة"، فيما أصر مسؤول بوزارة الداخلية العراقية" على أن الأسلحة كان معظمها مخصصاً لقوات الشرطة في محافظة الأنبار". ولم تستبعد مصادر عراقية"امكانية أن تكون المليشيات أو قوات الشرطة المرتبطة بها هي المستفيدة من الأسلحة الايطالية بالنظر الى العلاقة الوثيقة بين الحكومة والمليشيات والطبيعة غير النظامية لطلبات الأسلحة". ويأتي هذا التطور بعد أسبوع فقط على اعلان لجنة تحقيق تابعة للكونغرس الامريكي أن وزارة الدفاع (البنتاغون) فقدت 190 ألف قطعة سلاح في العراق منذ الغزو عام 2003، وقبل يوم من الكشف عن تورط شركة بريطانية في استيراد 40 ألف بندقية هجومية من طراز كلاشنكوف من البوسنة ونقلها الى العراق. |